عدن .. سباق وتحدي بين الحكومة والإنتقالي للإحتفال بذكرى ثورة أكتوبر

تقارير وتحقيقات

صورة أرشفية
صورة أرشفية

تشهد العاصمة المؤقتة عدن، سباق كبير وتحدي غير معلن بين الحكومة الشرعية، والمجلس الإنتقالي الجنوبي، للأحتفال بالذكرى 54 لثورة 14 أكتوبر الخالدة التي أنطلقت فيها شرارة العمليات العسكرية لتحرير المحافظات الجنوبية من الإستعمار البريطاني .

ومن المتوقع أن يحشد المجلس الإنتقالي الجنوبي أنصاره ومؤيديه من مختلف المحافظات الجنوبية للأحتشاد في عدن يومي 13 و14 أكتوبر، وفق ما أعلنته الدائرة الجماهيرية في المجلس وذلك لأحياء هذه المناسبة في موقع لم يتم تحديده حتى الآن .

وبدأت اللجان الفرعية التابعة للدائرة في المحافظات الجنوبية بحشد الجماهير إستعداداً للزحف بإتجاه العاصمة عدن لإحياء هذه المناسبة، في حين ستحتفل الحكومة الشرعية كعادتها في الساحات والقاعات المغلقة .

يشار إلى أن هناك طرف ثالث يمثل عدد من فصائل الحراك الجنوبي التي لم تنضم حتى الأن للمجلس الإنتقالي الجنوبي، يستعد هو الآخر لإحياء هذه المناسبة بالعاصمة المؤقتة عدن، وهو ما دفع بالمجلس الإنتقالي الجنوبي إلى عدم الإعلان عن موقع إحتفاله بإنتظار ما ستسفر عنه تحضيرات هذا الطرف الثالث .

 

فعاليات متعددة في إحتفال الإنتقالي :

المجلس قرر هذا العام توسيع برنامج إحتفالات الجنوبيين بهذه المناسبة الوطنية ليشمل فعاليات ثقافية وفلكلورية وفنية تبرز دلالات ومعاني هذه المناسبة الوطنية الكبيرة والمحطة التاريخية الهامة من تاريخ الجنوب .

وأقرت اللجنة التحضيرية المنبثقة عن المجلس الإنتقالي الجنوبي لمليونية الذكرى الـ"54" لثورة 14 اكتوبر إقامة ندوة ثقافية حول ثورة ال 14 من أكتوبر منذ اطلاقتها حتى اليوم وتقييم مسارها بمشاركة نخبة من الأكاديميين والمثقفين، وصباحية شعرية لعدد من الشعراء وعرض عرض بحري بديع يتخلله سباق بين القوارب البحرية التي تحمل أعلام الجنوب في ساحل البريقة إلى جانب الرقصات والألعاب الشعبية التي ستبدأ ليلة 13 من أكتوبر وتشارك فيها فرق شعبية وفلكلورية من كل أنحاء الجنوب .

وشدد رئيس اللجنة التحضيرية، اللواء، صالح علي زنقل، على ضرورة التحضير الجيد والمتقن لفعاليات هذه المناسبة .. مؤكداً على ضرورة البدء في تزيين الجولات والشوارع بالأعلام الجنوبية وحملة الملصقات والشعارات المعبرة عن هذه المناسبة .

 

الحكومة تستعد لعرض عسكري

وبالتزامن مع هذه التحضيرات التي تشهدها مختلف محافظات الجنوب عبر لجان المجلس الإنتقالي الجنوبي، تستعد الحكومة هي الأخرى للإحتفال بهذه المناسبة بعرض عسكري ستشهد العاصمة المؤقتة عدن تشارك فيه وحدات عسكرية وأمنية من المتخرجة حديثاً .

ودشن قائد المنطقة العسكرية الرابعة، اللواء الركن، فضل حسن العمري مطلع هذا الشهر، الاستعدادات التدريبية لإحياء العيد الرابع والخمسين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيد 1963، حيث تجري الإستعدادات للعرض العسكري بالكلية العسكرية .

ومن المقرر أن تشارك ٢٥ سرية من مختلف الوحدات العسكرية التابعة للمنطقة العسكرية الرابعة خلال العرض العسكري الذي سيقام بمناسبة ثورة الرابع عشر من أكتوبر.

غير أن هناك إمكانية أن تفشل الحكومة في تنظيم هذا العرض العسكري بعد تردد أنباء عن قيام المشاركين في العرض من أبناء المحافظات الجنوبية بترديد الشعارات الجنوبية المطالبة بالإنفصال وكذا رفضهم رفع علم الجمهورية اليمنية والمطالبة برفع علم الجنوب بدلاً عنه وهو ما ترفضه الحكومة الشرعية .

 

تحدي غير معلن :

وعلى الرغم من أن كل طرف يقوم بتحضيرته بعيداً عن الآخر، إلا أن هناك تحدي غير معلن بين الجانبين، حيث يراهن كل طرف على فشل الأخر لأثبات حضوره القوي في عدن المنقسمة حالياً بين المجلس الإنتقالي الجنوبي والحكومة .

ويرى مراقبون أن هذه المناسبة تعني الكثير لكلا الطرفين، حيث يسعى كل منهما لإظهار حجمه والزخم الشعبي الذي يتمتع به .. لافتين إلى أن هذه الفعالية ستحمل كثير من الرسائل إلى المجتمع الدولي والأقليمي الذي يراقب عن كثب كل ما يجري في عدن .