هكذا أحبط الإعلام الفرنسي محاولات قطر إختراق مؤسسات بلاده

عرب وعالم

أمير قطر
أمير قطر

أحبط الإعلام الفرنسي محاولات الدوحة العديدة والمتكررة لإختراق المؤسسات الفرنسية وذلك من خلال فضح ممارسات قطر عبر تسليط الضوء على جرائم الحكومة ضد أبناء الأسرة الحاكمة المعارضين لسياسات تميم، والتى كان آخرها اعتقال 20 شخصا من أسرة آل ثانى، بتهم من بينها التقارب مع المملكة العربية السعودية، فى خطوة تعكس مخاوف النظام القطرى من صعود اسم عبدالله بن على كبديل للأمير الحالى.

ومن بين الدول التى تسعى قطر لاستمالتها، تأتى فرنسا التى زارها أمير قطر تميم بن حمد مؤخرا فى محاولة للتأثير على دوائر صنع القرار داخل باريس عبر حزمة من الاستثمارات فى قطاع النفط والعقارات والفنادق، فضلا عن شراء سلسلة من القصور والمبانى التاريخية.

وكشف الإعلام الفرنسي المحاولات الكثيفة للدوحة للتغلغل فى المجتمع الفرنسى وشراء ذمم المؤسسات الصحفية وصفحاتها، عقب الهجوم العنيف الذى شنه الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون خلال حملاته الانتخابية والذى تعهد بالتصدى لنفوذ الدوحة داخل باريس، وأكد على أن هذه الإمارة لها دور بارز فى دعم وتمويل الإرهاب، وتمكنت على مدار سنوات من التسلل إلى قطاعات فرنسية عدة من خلال البنوك والشركات متعددة الجنسيات وسلاسل الفنادق وغيرها.

وكشفت مجلة "لو بوان"، نقلاً عن رجل أعمال فرنسى يدعى جان بيير مارونفيو، أن من تم اعتقاله فى قطر قبل 4 سنوات، جميعهم من فرع "بن على" الذى أطاح به جد الشيخ تميم بن حمد قبل عدة عقود، مشيرا إلى أن اتهاماتهم عادة ما تكون إما تحرير شيكات بدون رصيد، أو اختلاس، أو عمليات غش. وبالنسبة لصغار السن، يتم اتهامهم بحيازة المخدرات.

وقالت المجلة فى تقريرها: "من المعروف أن آل ثانى ترجع أصولهم لبنى تميم فى السعودية، ويصل عددهم إلى 3000 فرد، ولا شك فى أن بعضهم قد يرتكب جرائم. ولكن موجة الاعتقالات التى لم تطل إلا فرع بن على يجدر ربطها بزيارة الشيخ عبدالله بن على آل ثانى فى أغسطس الماضى للمملكة العربية السعودية بغية التوجه بالشكر للرياض على سماحها للحجاج القطريين بأداء مناسك الحج دون عوائق". 

وتابعت المجلة فى تقريرها أن الشيخ عبدالله بن على  يراه كثيرون بمثابة "المنافس المحتمل" للأمير الحالى تميم بن حمد.

ونشرت "لو بوان" أسماء 4 أفراد من العائلة الحاكمة تم اعتقالهم مؤخرا، مؤكدة أن البقية لا يرغبون فى ذكر أسمائهم "خوفا من أعمال انتقامية"، وهم: الشيخ طلال بن عبدالعزيز بن على آل ثاني، عبدالله بن خليفة بن جاسم بن على آل ثاني، على بن فهد بن جاسم بن على آل ثاني، ناصر بن عبدالله بن خالد بن على آل ثانى.

وأكد الفرنسى المعتقل فى قطر للمجلة الفرنسية، أن "بعض أفراد العائلة المالكة هؤلاء قد سجنوا قبل أن تقوم المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر"، بيد أن موجة الاعتقالات قد اشتدت منذ الخامس من يونيو 2017.

وعبر المراقبون عن قلقهم من استهداف النظام الإرهابى الذى يحكم قطر للأمير عبد الله، بعد أن خرجت تقارير تفيد أنه من المرتقب تسليمه مقعد الدوحة فى القمة الخليجية ديسمبر المقبل، فيما أشارت تقارير إلى إعداد تميم مؤامرة جديدة ضد الرجل الذى نال إعجاب الجميع بحكمته ولقبه الخليج بـ"سليل المجد".