شكري : مرشح قطر لوح بإستخدام المال للفوز بمنصب اليونيسكو

عرب وعالم

اليمن العربي

قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أن مرشح قطر لوح بإستخدام المال كسلاح لشراء الأصوات فضلاً عن أن الانتخابات لها طابع سياسي.

وأكد سامح شكري، في حوار مع صحيفة اليوم السابع، أن مصر تعاملت بشكل جدّي مع ترشيح السفيرة مشيرة خطاب لمنصب مدير عام اليونيسكو، وكثفت جهودها لتأمين تصويت الدول الأعضاء بالمجلس التنفيذي لصالحها .

وأشار إلى أن الدولة المصرية راعت شروطاً ومعايير معينة في المرشحة، ولذلك حظيت السفيرة مشيرة خطاب بدعم وتأييد الدول الإفريقية، مضيفاً أن تعدد الترشيحات العربية له تأثير سلبي على قدرة العرب في حسم المناصب الدولية، داعياً جامعة الدول العربية إلى بحث هذا الأمر حتى لا يتكرر مستقبلاً. 
وتحدث عن العلاقة مع الولايات المتحدة وتطورات الوضع مع قطر، مؤكداً أن الوضع كما هو، خاصة أنه لم يصدر عن الحكومة القطرية حتى الآن ما يشير إلى تجاوبها مع المطالب الشرعية للدول الأربع «مصر والسعودية والإمارات والبحرين»

قال شكري إن حملة دعم مشيرة خطاب ممتدة على مدار عامين تقريباً، وكل أجهزة الدولة تعمل من أجل إنجاح الترشيح، ونحن الآن في المرحلة الأخيرة المتمثّلة في الانتخابات، التي ستبدأ الاثنين، وبالتأكيد علينا أن نكثف الجهود، من جانب المجموعة الإفريقية، خاصة أن المرشحة مصرية حاصلة على تأييد إفريقي، وهناك رغبة إفريقية أكيدة في استمرار ما تحقق من نجاحات للقارة في منظمة الأغذية ومنظمة الصحة العالمية للتأكيد للعالم كله على التضامن الموجود بين الدول الإفريقية. 

وأكد شكري أن هناك تعدداً بالفعل للترشيحات العربية. وهذا شيء في السابق كان يؤثر في فرص النجاح للمرشح الأوفر حظاً، وأدى هذا التعدد في مناسبات عدة إلى تعثر المجموعة العربية في الحصول على المنصب، وقال إن انسحاب المرشح العراقي من انتخابات اليونيسكو لصالح مرشحة مصر هو أمر مشكور، والرأي العام المصري استقبل هذا الانسحاب بكل تقدير. 

وأضاف أن مرشحة لبنان فهي قديرة، من حيث خبرة العمل في اليونيسكو كنائب مندوب دائم لدولة كاريبية مع أصولها اللبنانية، وفي إطار المنافسة الشريفة نتطلع إلى أن تأتي الأصوات الداعمة لها في مرحلة معينة للمرشحة المصرية.

وأردف بالقول: «أما المرشح القطري فما يتم تداوله من معلومات عنه يجعل حملته قريبة من حملة الفيفا، وأتصور أنه ترشيح يفتقد مقومات الثقافة والحضارة، وأتصور أنه إذا ما كان هناك رغبة حقيقية في التضامن العربي، فيجب أن يكون هناك تقدير للترشيح العربي الإفريقي، لأنه يحظى بتمثيل ربع مكون المجتمع الدولي، فالدول الإفريقية وعددها 54 دولة تمثل ربع الأمم المتحدة».

وعن تأثير سلاح المال في الانتخابات، خاصة مع معلومات تؤكد أن المرشح القطري لم يأت ويده خالية، قال شكري إن استخدام المال هنا غير ملائم وغير مناسب، وينم عن نوع من الاستخفاف بالمنظمة الدولية والتلويح بالمادة كعنصر محرك، المنظمات الدولية لها ميزانيات، وهذه الميزانيات تقر من جانب الدول الأعضاء، وبقدر اهتمام المجتمع الدولي بالمنظمة والمهام الموكلة إليها يتم اعتماد هذه الأموال، وبالتالي أي موارد إضافية لا بد أن تأتى اقتناعاً بدور وأهمية المنظمة، وليس بهدف شراء المنظمة، فشراء المنظمة لتحقيق غرض شخصي أو تحقيق غرض دولة تسعى لرئاسة المنظمة، أمر يخرج تماماً عن إطار المبادئ التي أرسيت عليها منظمة الأمم المتحدة وأجهزتها المتخصصة، وينم عن تناول فيه شخصنة وانتهازية ولا يمكن أن يكون مقبولًا.

وأضاف: «هناك مقولة يتم ترديدها في أروقة اليونيسكو بأن المنظمة ليست للبيع، فهي منظمة ملكيتها للمجتمع الدولي، ولا يمكن أن تباع إلى دولة بعينها أو إلى فرد بعينه حتى يتحكم في مقدراتها ورسم سياستها، ومن يحظى بدعمها، ومن يحجب عنه دعمها، كما أن هناك مقولة أخرى إن منظمة اليونيسكو ليست بالفيفا، وإنما هي منظمة مرموقة وتملكها الدول ممثلين في المندوبين الدائمين، الذين يجب أن يقفوا بالمرصاد، حرصاً على أن تظل للمنظمة مكانة، خاصة أن اليونيسكو تعمل في إطار الثقافة والحضارة الإنسانية المشتركة ولا يمكن أن تستحوذ عليها أي نوازع شخصية بفضل المال.