خبير أمريكى: الاستجابة للأصوات الداعية لدعم الدوحة خطأ فادح

عرب وعالم

اليمن العربي

فى سلسلة جديدة من محاولات قطر استجداء الدعم الغربى فى أزمتها التى صنعها نظام تميم بن حمد، الراعى الأول للإرهاب فى الشرق الأوسط، كشفت مصادر أمريكية تفاصيل جديدة عن محاولات أمير قطر لقاء جماعات الضغط اليهودية داخل الولايات المتحدة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، التى باءت بالفشل قبل أن يعود تميم إلى الإمارة مساء الأحد الماضى صفر اليدين.

 

 

وبحسب "اليوم السابع" فإن المحاولات الفاشلة لعقد تلك اللقاءات، كشفت بعض تفاصيلها الصحف الإسرائيلية والأمريكية على حد سواء، حيث أشارت إلى أن الأمير تميم بن حمد قدم عرضاً لجماعات الضغط اليهودية يقتضى بتسليم رفات جنود إسرائيليين قتلوا على يد المقاومة الفلسطينية مقابل التدخل لدى البيت الأبيض لوقف الضغوط التى تمارسها واشنطن على قطر لوقف دعم وتمويل الإرهاب.

 

وعلى صعيد متصل، فإن الوقت الذى تواصل فيه قطر عنادها لدول الرباعى العربى وجميع الدول الداعية لوقف تمويل الإرهاب، كشف البروفيسور جاى هومنيك، كبير الباحثين بمركز لندن للدراسات السياسية والاستراتيجية فى واشنطن، لجوء تميم بن حمد للاستعانة بشخصيات يهودية بارزة للتوسط فى عقد اللقاء مع جماعات الضغط، مشيراً إلى أن من بين الذين استعان بهم أمير قطر، نيك موزين وهو سياسى يهودى تربطه علاقات وثيقة مع موتون كلاين الزعيم اليهودى الأبرز فى الولايات المتحدة.

 

وقال هومنيك: "الأزمة مع قطر تزداد تعقيداً.. فاللقاء لم يتم رغم ما أكده موزين بأن تميم بن حمد صادق فى وعوده بالسعى لتعزيز العلاقات مع إسرائيل والقادة اليهود".

 

 ويعتبر مورتون كلاين هو الزعيم اليهودى الأكثر شهره فى الولايات المتحدة، ويتمتع بعلاقات جيدة مع الساسة والرؤساء وغيرهم من الشخصيات ذات الثقل فى الولايات المتحدة وإسرائيل أيضا، وهو على قناعة كبيرة بأن الجماعات اليهودية لا ينبغى أن تحترم قطر أو تثق فى وعودها طالما أنها تمول الجماعات الإرهابية، التى تلحق ضررا بالغا ليس بالدول العربية فحسب ولكن بالولايات المتحدة وإسرائيل أيضا.

 

 

 

من جانب آخر، قال هومنيك أن من أبرز الأخطاء التى تقع فيها بعض الدوائر السياسية فى الولايات المتحدة، وبعض الدول الأوروبية، الاستماع لبعض الأصوات التى مازالت تنادى بدعم الإخوان وقطر، والهجوم على دول تواجه الإرهاب ومن بينها مصر.

 

 

بدوره قال دانيال بيبس، مدير منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، أن قطر سارعت بتوقيع عقد مع شركة علاقات عامة أمريكية تدعى "ستونينجتون" مقابل 50 ألف دولار شهريا لتحسين صورتها فى الولايات المتحدة، ومد جسور مع اللوبى الصهيونى، وهى الشركة التى يرأسها نيك موزين وكان يعمل كبير مستشارى السيناتور الأمريكى تيد كروز صاحب مشروع قانون الإخوان جماعة إرهابية، كما قاد موزين حملة ضد الاتفاق النووى الإيرانى فى 2015.

 

 

ولكن تصريحات موزين أكد فيها "الانخراط مع قطر لا يمكن أن يحدث إلا إذا كان فى مصلحة الولايات المتحدة واليهود، فلا يمكننا أن نسمح لقطر بإيذاء أو تبديد جيرانها وتقوية النفوذ الإيرانى.

 

 

 

وعن أسباب عدم تلقى مصر دعما من التحالف الدولى ضد داعش، قال دانيل بيبيس، فى تصريح ، أنه للأسف التحالف الدولى مهتم جدا بل و"مهووس" بملاحقة داعش فى سوريا والعراق فقط باستثناء أى بلد آخر وليس هذا فحسب بل أنه لا يعطى اهتماما للتهديدات التركية الإيرانية والتى تمثل الخطر الأكبر فى المنطقة.

 

وبالتزامن مع مشاركة فى أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، حاول أمير قطر تميم بن حمد لقاء جماعات اللوبى الصهيونى دون جدوى، وهو ما دفعه إلى إجراء زيارة سرية إلى إسرائيل كشفت تفاصيلها رموز المعارضة القطرية.

 

ويحاول تميم بن حمد استمالة الإدارة الأمريكية بطرق عدة لوقف دعواتها المطالبة بالكف عن دعم وتمويل الإرهاب، مستغلاً فى ذلك ما تعانيه إدارة الرئيس دونالد ترامب من انقسامات، وانحياز وزير الخارجية ريكس تيلرسون إلى رؤية الدوحة فى الأزمة الأخيرة، خاصة وأنه كان فى تسعينيات القرن الماضى عضواً بمجلس الأعمال الأمريكى ـ القطرى وتربطه علاقات مشبوهة برجال أعمال ومسئولين قطريين.

 

 وتقترب المقاطعة العربية لإمارة قطر من دخول شهرها الرابع، حيث فرضت دول الرباعى العربى، الذى يضم مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين قائمة بـ13 مطلباً من قطر، فى مقدمتهم وقف دعم الإرهاب وتسليم المطلوبين أمنيا وإنهاء التواجد الإيرانى فى الإمارة ووقف بث قناة الجزيرة، إلا أن أمير قطر يواصل المراوغة رافضاً الاستجابة لتلك المطالب.