تنظيم القاعدة.. ورقة شمالية استثمرها صالح في الجنوب

تقارير وتحقيقات

صورة أرشفية
صورة أرشفية

برغم أن كثيرا من المنتمين إلى تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب، الذي يتخذ من اليمن مقرا له، قادمون من محافظات شمالية، إلا أن معظم نشاط التنظيم انحصر في الجنوب، وفي محافظة أبين تحديدا.


ويتساءل كثيرٌ من المتابعين عن سر هذا الانتشار والنشاط في الجنوب وفي أبين التي سيطر عليها التنظيم إبان الاحتجاجات المطالبة برحيل نظام صالح مطلع العام 2011م.

 

ضرب الحراك


في السياق يقول محللون سياسيون إن القاعدة تشكلت في الجنوب كتنظيم، بعد الإعلان عن الحراك الجنوبي بأقل من عامين.

وبحسب المحللين فإن الغرض من تشكيل التنظيم هناك هو ضرب الحراك باسم مكافحة الإرهاب.

ويرى المحللون أن صالح كان يخشى أيضا موقفا غربيا لصالح مطالب الجنوبيين، ففتح ملف الحرب على الإرهاب، للحيلولة دون ذلك.


ويستشهد المحللون، الذين تحدثوا إلى "اليمن العربي" بتناول وسائل إعلام صالح خلال تلك الفترة للاحتجاجات والتعاطي معها، حيث كانت تلك الوسائل تطلق مسمى "الحراك القاعدي" على حركة الاحتجاج المطالبة بفصل جنوب اليمن عن شماله.

 

ضرب الثورة

ومع هدوء حركة الاحتجاج في الجنوب، على خلفية الثورة التي اندلعت في العاصمة صنعاء للمطالبة برحيل نظام الرئيس السابق صالح، والتي رأى كثير من الجنوبيين أنها وحَّدت مطالبهم، عاد صالح للعب بالورقة ذاتها، لكن لضرب الثورة هذه المرة.


بعد أسابيع من اندلاع الثورة المطالبة بإسقاط النظام، قال صالح إن رحيله يعني سقوط خمس محافظات يمنية بيد تنظيم القاعدة.


ولكي يتحول هذا التهديد المبطن إلى واقع، فقد أقدم صالح على سحب ألوية عسكرية من محافظة أبين، جنوبي اليمن، ولم تكن القاعدة حينها بحاجة إلى من يدفعها لسد الفراغ واغتنام كمية كبيرة من الأسلحة التي تركتها الألوية المنسحبة عن عمد، إن لم تكن الجهة التي وجهت الأوامر بالانسحاب هي الجهة ذاتها التي وجهت الأوامر للقاعدة بسد الفراغ.


سيطرة القاعدة على أبين أقلقت الولايات المتحدة الأمريكية، ودفعتها إلى تسوية على قاعدة الشراكة الوطنية، وهو ما يتعارض مع أهداف الثورة.

 

خلو الشمال

وعلى الرغم من أن ضرب النظام الحاكم هو الهدف المعلن لتنظيم القاعدة، وهو ما يعني تركيز العمليات في مركز هذا النظام، إلا أن العمليات التي شهدتها صنعاء، والتي شهدها الشمال عموما، خلال فترة حكم صالح، لا تكاد تُذكر، مقارنة بالعمليات التي شهدتها المحافظات الجنوبية.


وما يثير الاستغراب أكثر، هو أن معظم القادة البارزين والمؤثرين في صفوف التنظيم، ينتمون إلى محافظات شمالية، فأمير التنظيم السابق، ناصر الوحيشي، من مديرية مكيراس التابعة لمحافظة البيضاء، وأمير التنظيم الحالي، قاسم الريمي، من محافظة ريمة، ومسئولاه الدعويان الأول والثاني، عادل العباب وحارث النظاري، من محافظة إب، ومسئوله العسكري الثاني، نصر الآنسي، من محافظة ذمار، إضافة إلى وجود عدد كبير من أعضائه الذين ينتمون إلى محافظات شمالية.