وثائقي أمريكي: الدوحة تشعل صراع حضارات لعقود مقبلة

عرب وعالم

اليمن العربي

صدر عن القسم الإعلامي في مجموعة "بوليسي إمباكت كوميونيكايشن" في العاصمة الأمريكية واشنطن وثائقيّ "قطر: حلف خطير" من ستّة أجزاء حول علاقة قطر بتمويل الإرهاب وإيواء المتطرّفين ونشر أفكارهم، وهي التهمة التي وُجهت لها من قبل الدول الأربع.


وبحسب مصادر إعلامية فإن هذه المجموعة تقدِّم حلولاً إستراتيجيّة عبر تأمين خدمات متعددة على مستوى الشؤون الحكومية والعلاقات العامة والأمور التسويقية. كذلك، تتمتّع تلك المجموعة بعلاقات ضغط قويّة داخل الإدارة والكونغرس الأمريكيّين.

 

عقاب قطر وعزلها

ويتحدث الجزء الأوّل من الوثائقيّ تحت عنوان "تاريخ مضطرب"، عن الموقع الجغرافي لدولة قطر التي دخلت في خلاف مع جيرانها الخليجيّين في مجلس التعاون. ويشير إلى عدد المواطنين القطريين الذي يبلغ حوالي 330 ألفاً وهم يتمتّعون بأعلى دخل فرديّ في العالم. وقد عاقبها جيرانها وعزلوها متّهمين إيّاها بإيواء الإرهابيّين وتمويل الإرهاب، إضافة إلى نشر الدعاية السياسيّة، من خلال شبكة الجزيرة وتعاونها مع إيران وهي أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم.

 

ويقول السفير الباكستاني السابق لدى الولايات المتّحدة حسين حقّاني إنّ قطر غنية جداً وتملك موارد كبيرة من النفط والغاز الطبيعي. وأضاف حقّاني، وهو خبير في الشؤون الإرهابيّة في الشرق الأوسط، أنه على الرغم من هذه الموارد، لدى تلك الدولة عدد محدود من المواطنين. فعندما نالت استقلالها بداية سبعينيات القرن الماضي، بلغ عدد مواطنيها 45 ألف شخص. لذلك هي تملك ثروة موارد تفوق ثروتها السكانية.

 

تفضل المتطرّفين على المعتدلين

في السياق، يؤكّد الباحث البارز في معهد الشرق الأوسط أليكس فاتانكا أنّ قطر دولة ثريّة جدّاً اليوم وتتمتع بالملايين إن لم تكن بالمليارات من أموال عائدات النفط والغاز. هذه الثروة غير المحدودة هي مشكلة كما يشرح جوناثان شانزر نائب رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيّات الأمريكية. ويرى حقّاني أنّ دولة كهذه، يمكنها أن تبني ازدهاراً هائلاً لها وللآخرين كما يمكنها أن تحظى باحترام كبير منهم. لكن عوضاً عن استخدام الأموال بشكل سليم، تريد قطر أن تنافس جيرانها الأكبر في المنطقة وخصوصاً المملكة العربية السعودية. كما ترغب أيضاً في أن تجعل نفسها كدولة عظيمة في العالم المسلم. وبدلاً من أن تفعل ذلك عبر استقطاب المسلمين المعتدلين، تحاول أن تحقّق هذا عبر احتضان التفسيرات الأكثر تطرّفاً للإسلام.

 

الأموال لن تخرجهم من المأزق

ويشير شانزر إلى وجود لائحة بالمجموعات المتطرفة التي تدعمها الدوحة وهي تتضمّن حماس وطالبان والنصرة وهي فرع القاعدة في سوريا والإخوان المسلمين والجهاديّين في ليبيا والمتطرفين عموماً على امتداد العالم العربي. أمّا فاتانكا فتحدّث عن معتقد سائد لدى القطريين، وهو أنّه إذا كانوا يتمتّعون بالأموال الكافية فإنّهم يستطيعون الخروج من المأزق الذي يكونون قد وضعوا أنفسهم فيه. لكنّ الباحث لا يعتقد أنّ المال سيخرجهم من الأزمة الحالية. ويشبّه حقاني قطر بدولة صغيرة تحاول أن تماس سياسة تفوق حجمها الطبيعي، وهي باللجوء إلى تصرفات كهذه، ستعزّز مجموعات يمكن أن تزعزع استقرار العالم الإسلامي برمّته ويمكن أن تجعل كل العالم منخرطاً في صدام حضارات لعقود إن لم يكن لقرون.

 

مع الإرهاب

ويشير الوثائقيّ إلى سعي قطر لإقامة علاقة مع الغرب من خلال استضافة قاعدة العديد العسكرية التي تضمّ مقرات القيادة المركزية الجوية لواشنطن إضافة إلى الفرقة الاستطلاعية الثالثة والثمانين من القوّات الملكية البريطانية. من هنا، يتابع شانزر شارحاً أنّ القطريين يظنون أنفسهم حلفاء أقوياء للولايات المتّحدة لأنّهم يستضيفون أكبر قاعدة لها في الشرق الأوسط والتي يشن الجيش الأمريكي هجماته على داعش والقاعدة انطلاقاً منها. لكن من جهة أخرى، يدعم الساسة القطريون مجموعات مثل طالبان والنصرة وحماس لذلك، ينتهجون سياسة مزدوجة في الحرب على الإرهاب، وهذا ما لم يستسغه العالم العربي.

 

تملأ صناديق المتطرفين

وتحدث الوثائقي عن استمرار قطر في توقيع الاتفاقات وإطلاق الوعود بالإصلاحات لإنهاء الدعم المالي واللوجستي عن الإرهاب والإرهابيين. مجموعات مثل حماس وطالبان والقاعدة تعمل بحرّيّة خارج الدوحة وتستخدم الأعمال والمؤسسات المالية لدعم الإسلاميّين المتطرفين والجهاد العالمي. ويقول شانزر إنّ القطريين دعموا تيارات في الشرق الأوسط هي إسلامية متطرفة بطبيعتها ومناهضة للمؤسسات بطبيعتها أيضاً، فكانت قوة لزعزعة الاستقرار في هذه المنطقة. ويتحدّث حقاني عن المال الذي تضعه قطر في صناديق من يتصرّفون بطريقة سيّئة فيشير إلى أنّ المزيد من هذه الأموال سيمكّن مزيداً من هذه التصرّفات السيّئة.