العام الدراسي الجديد.. مستقبل مجهول وتيه تعليمي في ظل سلطة الانقلاب

تقارير وتحقيقات

صورة أرشفية
صورة أرشفية

لم يقتصر تضرر الأطفال في اليمن من الحرب الطاحنة حتى وصلهم ضرر التشريد من التعليم والحرمان من المدارس في أكبر كارثة تهدد مستقبل جيل صاعد في عالم لم يعد يحترم سوى التعليم ومنسوب التقنية فيه.

نقابة المهن التعليمية والتربوية، أعلنت اليوم الاحد عن إضراب بعدم استئناف العام الدراسي الجديد احتجاجا على عدم تسليم رواتبهم الموقوفة لأكثر من عام، وهو ما يعتبر آخر مسمار في نعش بقايا دولة.

 

إضرابات وهشاشة تعليم:


وبالتزامن مع إعلان نقابة المعلمين عن الاضراب فإن العاصمة صنعاء والتي تمثل اكبر ثقل تعليمي في اليمن لن تعود للمدارس، ما يعني خروج مئات الآلاف من الأطفال عن التعليم وبقائهم خارج المدارس.


وتسببت جماعة الحوثي الانقلابية في صنعاء في تعثر العملية التعليمية نتيجة لعدم صرفها لمرتبات المدرسين المقدر عددهم بـ 70%، فيما تقول الحكومة إنها لن تستطيع تقديم رواتب المعلمين في مناطق سيطرة الانقلاب نتيجة لعدم توريد مدخلات المحافظات للبنك المركزي في عدن وهو ما جعل الطلاب ضحية الاطراف.


ويأتي إعلان نقابة المعلمين عن الاضراب، في ظرف يعيش التعليم مسبقاً في حالة هشة، نتيجة لتجاهل نظام صالح السابق للتعليم وتعمده ودخول البلد منذ 2011م في حالة اضطراب سياسي وأمني مستمر أثر على سير التعليم وادخل اليمن في دائرة أكثر الدول تدني في المستوى التعليمي.

 

معاناة المدرسين:


تدني مستوى دخل المعلم وتوقف راتبه أثر سلباً بشكل كبير على عدم احتماليه عودة الطلاب للمدارس، إذ وصفت نقابة المعلمين في بيانها مؤخراً أن معاناة المعلمين وأسرهم إلى وضع لا يطاق وباتت المجاعة تهدد غالبيتهم.



ورغم توقف رواتب المعلمين منذ عام حاولت بعض المدارس في المناطق التي ما تزال تحت سيطرة الانقلاب، الاستمرار في التدريس نتيجة للضغوطات التي تصدرها جماعة الحوثي بمصادرة رواتب المدرسين من جانب، وللوعود الذي تطلقها الجماعة بتسليم الرواتب غير أنها مجرد تسويف.


ونتيجة لتنصل الجماعة عن تسليم رواتب المدرسين ذهب غالبيتهم للبحث عن مصادر دخل، إذ تحولوا نحو التجارة العامة.

 

78% من الطلاب خارج التعليم:


ونتيجة للأزمة الراهنة وتوقف رواتب المدرسين خرجت أكثر من 1400 مدرسة عن عملها منذ اجتياح الحوثيين لصنعاء نهاية سبتمبر 2014م.


وذكر تقرير صادر عن مركز الدراسات والاعلام التربوي، أن 78% من المدارس المغلقة متضررة بشكل جزئي أو كلي و22% محتلة عسكرياً أو تستخدم لإيواء نازحين، وأن هذه المشكلة أدت إلى تراجع نسبة الالتحاق بالتعليم بنسبة كبيرة مقارنة بالعام العام 2016 ما ساهم في زيادة عدد الأطفال خارج المدرسة.


وفيما يتعلق بالطلاب فإن أكثر من مليون وأربع مئة طفل خارج المدارس إضافة إلى مليون و700 طفل قبل الحرب، ما تسبب في ارتفاع عدد الأطفال خارج المدرسة إلى 3 ملايين و100 ألف طفل.

 

نظرة التعليم لدى الحوثيين:


ولا يبدو في القريب العاجل في ظل سيطرة الانقلاب على المناطق الشمالية انتهاء أزمة التعليم، نتيجة للنظرة السلبية التي في تصورات جماعة الحوثي الانقلابية للتعليم.


وبحسب مراقبين، فإن الحوثيين، لن يسلموا رواتب المدرسين نتيجة لموقفهم من المنهج الدراسي الذي يعتبرونه منهج "وهابي"، فيما ينظرون للمدرسين بأنهم "دواعش" وهو مصطلح يطلقونه على كل خصومهم.


وتحاول جماعة الحوثي الانقلابية تغيير مناهج التعليم، وتدخل فيه تعديلات مذهبية مخالفة لثقافة المجتمع وهو ما رفضه شريكهم في الانقلاب حزب المؤتمر التابع لعلي صالح.


وفي حال بقاء الحوثيين مسيطرين على المناطق الشمالية فإن مستقبل التعليم سيصل إلى أكثر سوءا فيما ستدعم الجماعة المراكز التعليمية والمخيمات الصيفية التي تنشر فيها أفكارهم الطائفية والعدائية لاحتلال عقول الطلاب وتغيير معتقداتهم الأصلية.