خفايا وأسرار أسباب الإطاحة بالمقدشي ومن يقف وراء إقالته (تقرير خاص)

تقارير وتحقيقات

 المقدشي
المقدشي

أثار قرار إقالة اللواء الركن محمد علي المقدشي من رئاسة الأركان العامة للجيش الوطني الكثير من التساؤلات في الداخل والخارج، حول الأسباب التي دفعت الرئيس هادي إلى اتخاذ قرار كهذا الذي يستهدف تغيير رأس الجيش في مرحلة حرب مشتعلة في البلاد .


وفي هذا التقرير يرصد " اليمن العربي " العديد من الأسباب التي تقف وراء اتخاذ الرئيس هادي قرار إقالة المقدشي من رئاسة الأركان وتعيين العميد الركن طاهر علي العقيلي رئيساً للأركان بدلاً عنه .


فشل مميت


كشفت الفترة الزمنية التي قضاها محمد علي المقدشي في رئاسة الأركان للجيش اليمني مدى الفشل الكبير للمقدشي بعد كل الدعم العسكري الضخم الذي حظي به من قبل دول التحالف العربي منذ بدء عمليات عاصفة الحزم المساندة للشرعية والتي انطلقت أواخر مارس 2015 م .


ويقول مراقبون لـ " اليمن العربي " ان محمد المقدشي فشل في إعادة بناء الجيش اليمني على الرغم من الدعم العسكري الضخم الذي حظي به طيلة عامين ونصف العام ولم ينجح في بناء ألوية عسكرية على قاعدة بيانات صحيحة .


وأوضحوا ان المقدشي عجز في بناء ألوية عسكرية تحت إشراف مباشر كما فشل في إعداد قاعدة بيانات تحصر القوة البشرية والعسكرية لكل لواء حتى يتم الحفاظ عليه من خلال الجرد السنوي ومحاسبة القادة في حال غياب القوة البشرية أو اختفاء العتاد العسكري .


وأكدوا ان فشل المقدشي في إنشاء قاعدة بيانات تسبب في انقراض القوة البشرية لمعظم الألوية العسكرية واختفاء معظم عتادها العسكري من قطع سلاح مختلفة وأطقم عسكرية .


أخطاء عسكرية قاتلة


في مرحلة الحروب تكون الأخطاء العسكرية للقادة قاتلة، فقد تسبب في مقتل المئات من الجنود والضباط وقد تتعرض لهزائم ساحقة نتيجة تلك الأخطاء التي قد يتجاهلها البعض أو قد يبررها بالمرحلة .


ويقول مراقبون لـ " اليمن العربي " ان المقدشي ارتكب اخطاء عسكرية قاتلة بحق الجيش الوطني قد يكون من أبرزها التجنيد العشوائي والوهمي والتعامل غير العسكري مع الجيش والتصرف خارج نطاق العمل العسكري بصفته شيخ قبلي أكثر من كونه قائد عسكري .


وأوضحوا أن المقدشي بعيد كل البعد عن الجيش على الأرض نتيجة تعامله المباشر مع المشائخ خارج نطاق الجيش ومنحهم ألوية عسكرية قوتها البشرية تتكون من كبار سن وأطفال وأسماء مزدوجة ووهمية لا وجود لها على الأرض، ومنحهم رتب عسكرية عالية أثقلت كاهل الدولة مما تسبب في عجزها عن الاستمرار في صرف رواتب الجيش شهرياً بشكل مستمر مما ألحق أضرار كبيرة بالجنود والضباط المتواجدون في الجبهات .


وأشاروا إلى أن المقدشي لم يألوا جهداً في زيارة تلك الألوية العسكرية ومعرفة حقيقة تواجدها على الأرض والعدد الحقيقي لقوتها البشرية الفاعلة في جبهات القتال .


وأكدوا أن قيادة الأركان العامة بقيادة المقدشي نجحت في الكشف عن آلاف الأسماء المزدوجة في المنطقة العسكرية الثالثة والمنطقتين السابعة والسادسة من خلال المقارنة الكتابية للأسماء عقب أبجدتها بنظام الأبجدة بأجهزة الكمبيوتر بعد فشل نظام البصمة الذي تبناه وزير الخدمة المدنية عبدالعزيز جباري، إلا ان المقدشي ارتكب خطأ فادح نتيجة عدم توقيفه المزدوجين أو اتخاذ قرار اسقاط اسمائهم وأتاح لهم الفرصة للاستمرار في تقاضي مرتبات بأسماء مزدوجة بعد ان اكتفاء بتسليم قادة الألوية كشوف الأسماء المزدوجة طالباً منهم إسقاطها وهو ما لم يتم نتيجة عدم معرفة المقدشي بمهامه العسكرية وارتكابه أخطاء عسكرية قاتلة .


تجاوزات ومهاترات


ارتكب اللواء محمد علي المقدشي خلال ترأسه أركان الجيش الوطني اليمني العديد من التجاوزات قد يكون أبرزها التدخل في الشئون الأمنية بمحافظة مأرب .


وقال مصدر مسئول في تصريح خاص لـ " اليمن العربي " ان محمد علي المقدشي كان يتدخل بشكل مستمر ومتكرر الأشهر الماضية في عمل الأجهزة الأمنية في محافظة مأرب، مما دفع قائد قوات الأمن الخاصة بالمحافظة العميد عبد الغني شعلان تعليق عمله ومغادرة المحافظة إلى العاصمة السعودية الرياض بعد ان رفع شكوى عريضة بتجاوزات المقدشي إلى الرئيس هادي .


وأكد المصدر ان نائب رئيس الجمهورية الفريق علي محسن الأحمر توسط بين شعلان والمقدشي حتى تمكن من حل الخلاف وإعادة الأول إلى عمله عقب الاشتراط على الأخير عدم التدخل في القضايا الأمنية بالمحافظة .


المصدر ذاته كشف لـ " اليمن العربي " ان خلاف طويل بين المقدشي وهاشم الأحمر نشب منذ أشهر نتيجة رفض المقدشي بشكل مستمر تلبية احتياجات اللواء 141 الذي يقوده هاشم الأحمر في جبهة نهم شرق صنعاء .


وأكد المصدر أن وساطة كان يقودها الفريق علي محسن الأحمر بين هاشم الأحمر والمقدشي إلا انها لم تجد حل سوى إقالة المقدشي وتعيين طاهر العقيلي بدلاً عنه بعد فشل كافة الحلول المقترحة .


وأشار المصدر إلى أن محمد المقدشي كان يبرر عدم تلبيته احتياجات اللواء 141 نتيجة عدم انصياع هاشم الأحمر لأوامره العسكرية .


قرار الإقالة


لم يكن اتخاذ الرئيس هادي قرار إقالة محمد علي المقدشي من رئاسة الأركان وتعيين طاهر علي العقيلي بدلاً عنه قراراً عفوياً ولكنه كان مدروس وله أهداف وهناك من اقترحه على الرئيس هادي وألح عليه في اتخاذه وهو الجهة التي يصب ذلك القرار في مصلحتها .


مصدر مسئول كشف في حديث خاص لـ " اليمن العربي " ان نائب الرئيس هادي الفريق علي محسن الأحمر هو الجهة الوحيدة التي تقف وراء إقناع الرئيس هادي باتخاذ قرار إقالة المقدشي وتعيين طاهر العقيلي بدلاً عنه بعد ان وصل علي محسن إلى باب مغلق مع المقدشي في حل الخلافات وعدم انسجام المقدشي مع توجيهاته .


وأكد المصدر ان علي محسن من خلال زياراته المتكررة لمحافظة مأرب كان يلتقي بطاهر العقيلي الذي ينتمي لقبيلة حاشد من عمران ووعده بأنه يسعى لإقناع الرئيس هادي بإقالة المقدشي وتعيينه خلفاً له .


وأشار المصدر إلى ان القرار يصب في مصلحة علي محسن الأحمر وهاشم الأحمر ومن خلاله من الممكن ان تتوحد القرارات والإرادة العسكرية لقيادة الجيش الوطني .


ونفى المصدر ان تكون هناك ضغوطاً دولية وراء تغيير المقدشي موضح ان العقيلي الذي تم تعيينه رئيساً للأركان قائد عسكري ميداني ولا تربطه علاقات خارجية كما أنه يحمل توجه علي محسن الأحمر الذي لا تربطه أية علاقة خارجية دول أخرى نتيجة تقاطع بعض دول المنطقة مع توجهاته خصوصاً الإمارات التي اتهمها البعض بالوقوف وراء هذا القرار إلا ان تعيين العقيلي الذي يميل إلى حزب الإصلاح ينفي كل تلك الاتهامات نفياً قاطعاً .