تعرف الدور القطري في أحداث 11 سبتمبر الإرهابية

عرب وعالم

صورة أرشفية
صورة أرشفية

تكشفت حقيقة الدور القطري في إعتداءات 11 سبتمبر 2001 التي راح ضحيتها الأف الأبرياء وذلك بعد مرور 16 عاماً من الحادثة 

وتسببت أحداث 11 سبتمبر التي شهدتها الولايات المتحدة الامريكية بمقتل 2996 شخصاً عام 2001 .

ومع بدء المقاطعة العربية لقطر، على خلفية دعمها للإرهاب، بدأت خيوط المؤامرات القطرية وضلوعها في العديد من الحوادث الإرهابية بالمنطقة تنكشف، حيث ظهر أن الدوحة أوت العقل المدبر للهجمات الإرهابية ووفرت له الملاذ الآمن والمأوى الهادئ، للتخطيط لهجمات الشيطانية غيرت السياسية في العالم. 

ولابد من الإشارة إلى أن دعم قطر للإرهاب ليس حديث العهد بل يعود إلى سنوات طويلة مضت، بداية من منتصف التسعينيات مع القاعدة وبعض قيادييها مثل العقل المدبر لعملية 11 سبتمبر خالد الشيخ محمد، الذي كان مقيماً في الدوحة لسنوات، ولجأ إليها في أكثر من مناسبة وحظي بدعم مسؤولين فيها في من الأسرة الحاكمة.

وقال رئيس لجنة مكافحة الإرهاب السابق ريتشارد كلارك، قال في تصريحات، إن قطر متورطة وتتحمل جانب كبير من المسؤولية عن هجمات "11 سبتمبر" وغيرها من الهجمات الإرهابية الكبرى.

وكشف كلارك في مقال سابق نشرته صحيفة "نيويورك ديلي نيوز" الأمريكية، أن قطر أوت واحد من أخطر الإرهابيين في العالم، وقامت بحمايته وحرمت أجهزة الأمن الأمريكية من القبض عليه .

وروى كلارك قصة تكشف عدم ثقة الأجهزة الأمنية الأمريكية بالقطريين، وشكوكهم الكبرى بعلاقاتهم مع جماعات وقيادات إرهابية، في مقال عنونه بـ"طالما عرفنا أن قطر مشكلة".

وبحسب المعلومات المتوفرة، فقد شكلت قطر حلقة مهمة لخالد شيخ محمد الذي سافر عام 1994 إلى الفلبين للعمل على ما عرف بمؤامرة بوجينكا التي كانت تهدف إلى تدمير 12 طائرة تجارية في رحلات بين الولايات المتحدة وشرق آسيا وجنوب شرق آسيا.

وعام 1995، عمل خالد شيخ محمد كعامل إغاثة لصالح مؤسسة مصرية، وهي واجهة للإخوان المسلمين، وحصل على الجنسية البوسنية في نوفمبر (تشرين الثاني) 1995. وهو كان في الدوحة مرتين على الأقل بين 1995 و1996. 

وفي ذلك الوقت وفر له وزير الشؤون الدينية الشيخ عبدالله آل ثاني ملجأ في قطر، وبالتأكيد أمضى خالد شيخ محمد أقل من سنة في الدوحة، لكن التأثيرات كانت دموية وشيطانية.

وقال المسؤول الأمريكي "أدركت الأجهزة الأمنية الأمريكية خطوة خالد شيخ محمد عام 1993، بعد ارتباط اسمه بعملية تفجير شاحنة بالقرب من مركز التجارة العالمي، وعرفنا أنه فعلياً لديه قدرات واسعة على ترتيب عمليات إرهابية كبيرة، وله قدرات أقوى بكثير من أسامة بن لادن".

واستطرد "عام 1996، بدأت الأجهزة الأمنية ملاحقته بصورة كبيرة، بسبب عمليتين إرهابيتين، واعتبرناه أخطر إرهابي طليق على وجه الأرض، ووضعت الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي أيه) تحديد مكانه أولوية قصوى لديها حتى أهم من تحديد موقع أسامة بن لادن نفسه".

وقال كلارك الذي كان رئيس اللجنة "كانت هناك قناعة كبيرة لكافة أعضاء اللجنة بأنه لا يمكن الوثوق بقطر للقبض على خالد شيخ محمد وتسليمه لأجهزة الأمن الأمريكية".

ولفت إلى أن لدى القطريين تعاطف تاريخي مع الإرهابيين، خاصة وأن أحد الوزراء وهو فرد من العائلة الحاكمة، له علاقات قوية بتنظيمات القاعدة وهو ما من كان يرعى ويحمي خالد شيخ محمد، في إشارة إلى وزير الأوقاف القطرية حينها الشيخ عبدالله بن خالد آل ثاني. 

ووفر ابن خالد للشيخ محمد، طائرة خاصة للسفر خارج البلاد للقاء ابن شقيقته رمزي يوسف، الذي كان يخطط لتفجير طائرات أمريكية فوق المحيط الهادي، ولكن المخطط لم يكتب له النجاح، كما أن الشيخ محمد كان يرسل المال للتنظيمات الإرهابية عبر بنوك قطرية.

وذكرت تقارير استخبارتية، أن أجهزة الأمن القطرية رصدت مكالمة بين خالد محمد والمدعو محمد شوقي الإسلامبولي لتشكيل خلية إرهابية بمعرفة وزير الأوقاف القطري حينها عبدالله بن خالد.

وتحدث رئيس لجنة مكافحة الإرهاب السابق عما وصفها بـ"عملية تسليم استثنائي" سعت الأجهزة الأمنية الأمريكية لتنفيذها.

وترتكز تلك العملية على التقاط، خالد شيخ محمد بواسطة فريق أمني أمريكي، ونقله فوراً إلى الولايات المتحدة، ولكن الأزمة أنه لم تكن هناك ولا إدارة ولا جهاز أمني مستعد للقيام بعملية الاختطاف تلك، بحسب قوله.

وأشار كلارك إلى أن الأزمة كانت أن السفارة الأمريكية في قطر، كانت في ذلك الحين مجرد مكتب تنسيق صغير، ولم يكن بها أي تنسيق مع مكتب التحقيقات الفيدرالي أو الاستخبارات أو حتى ملحق عسكري، ولم يكن بإمكان "إف بي آي" أو "سي آي أيه" إدخال أي فريق أمني، دون أن يثير شكوك أجهزة الأمن القطرية.

وقال إنه رغم أن فريق القوات الخاصة "دلتا فورس" تم إنشائه بصورة خاصة، للقيام بعمليات خطف أو إنقاذ رهائن في بيئة معادية، فلم يتم تكليف الخبراء في هذا الأمر ضمن هيئة الأركان من قبل البنتاغون.

وضعت هيئة الأركان خطة لعملية عسكرية تشبه إنزال الحلفاء في نورماندي، تتضمن قوات أمريكية قبالة السواحل وفي الجو وعلى الأرض في قطر.

وكانت تلك طريقة القيادات العسكرية للتعبير عن ترددهم في الانصياع لطلب خرق سيادة دولة للقبض على شخص واحد تعتقد اللجنة أنه قد "يسبب مشاكل سياسية كبيرة"، خاصة وأن البيت الأبيض واجه مشاكل مماثلة عندما اختطف البنتاغون إرهابي من غرفة فندق بالخرطوم، كما أن القيادات العسكرية الأمريكية كانت مترددة في قبول أوامر للتدخل بأي عمل في مكافحة الإرهاب قبل هجمات 11 سبتمبر.

ومضى "بدا واضحاً للجنة عدم قدرة مكتب التحقيقات الفيدرالي أو المخابرات المركزية أو وزارة الدفاع على خطف خالد شيخ محمد من قطر، أو القيام بذلك دون أن تبدو عملية غزو عسكري للبلد، لم تجد إدارة الرئيس كلينتون أمامها سوى خيار واحد: الاتصال مع القطريين".

وأشار  إلى أن اللجنة سعت لتقليل المخاطر المحيطة بمحاولة الاتصال مع قطر، حتى لا يهرب خالد شيخ محمد من البلاد، قبل القبض عليه، وقال المسؤول الأمريكي إن "اللجنة طلبت من السفير الأمريكي أن يتحدث إلى أمير قطر فقط، وأن يطلب من الأمير أن يكلم فقط رئيس جهاز الأمن".

وتابع "كان الطلب يتركز في أن تقبض الدوحة على خالد شيخ محمد لبضع ساعات، حتى يصل فريق أمني أمريكي ينقله إلى الولايات المتحدة".

وتابع "بعد لقاء السفير مع أمير قطر اختفى خالد شيخ محمد، ولم يستطع أحد العثور عليه في مدينة الدوحة الصغيرة"، مضيفاً "بعد ذلك قال لنا القطريون إنهم يعتقدون أنه غادر البلاد، لكنهم لم يقولوا لنا أبداً كيف غادرها؟!".

ورتب بعدها، خالد شيخ محمد هجمات 11 سبتمبر، ثم هجوم بالي في إندونيسيا، وقتل الصحافي الأمريكي دانيال بيرل، وغيرها من الهجمات الإرهابية، قبل أن يتم القبض عليه عام 2003، بواسطة فريق أمني أمريكي باكستاني مشترك، وهو معتقل حالياً في غوانتانامو.

واختتم كلارك قائلاً "لو كان القطريون سلموا خالد شيخ محمد لنا عام 1996، أعتقد أن العالم كان سيصبح مختلفاً بصورة كبيرة الآن".

كما أظهرت وثائق سرية أن 3 قطريين قاموا بعملية استكشاف لمواقع الهجمات في أمريكا خاصة مركز التجارة العالمي والبيت الأبيض والبنتاغون ومقر المخابرات الأمريكية، وقام هؤلاء الأشخاص بتقديم الدعم لمنفذي هجمات سبتمبر، وغادروا بعد التفجيرات إلى لندن ثم إلى العاصمة القطرية الدوحة.

ورغم الوثائق والحقائق، دأبت الحكومة القطرية على انكار جريمتها ونفي أي مسؤولية عن هجمات 11 سبتمبر التي نفذتها طائرات مخطوفة تحطمت بمركز التجارة العالمي في نيويورك ووزارة الدفاع خارج واشنطن وفي حقل في بنسلفانيا.