محلل سعودي: قطر لم تكن راضية عن إنهاء الأزمة فعمدت إلى تحريف الحقائق

عرب وعالم

أمير قطر
أمير قطر

تحدث خبراء أن "تحريف وكالة الأنباء القطرية لمضمون الاتصال الهاتفي الذي تلقاه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، هو مجرد استمرار في سياسة السلطات القطرية بتحريف الحقائق"، بحسب صحيفة الشرق الأوسط، اليوم الأحد.

 
وصرحت السعودية أمس السبت، كرد على التخبط القطري بتعطيل أي حوار مع قطر حتى تصدر تصريحاً واضحاً عن موقفها بشكل علني، مشيرة إلى أن ما نشرته وكالة الأنباء القطرية لا يمت للحقيقة بأي صلة.
 

ويعتقد المحلل السياسي السعودي الدكتور علي التواتي، أن "النظام القطري واجه ضغطاً شديداً من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، كي يتصل هاتفياً بولي العهد السعودي"، مشدداً على أن "الطرف الآخر المتحكم بزمام الأمور والسلطة في قطر لم يكن راضياً عن إنهاء الأزمة فعمد إلى تحريف الحقائق، عبر بيان بثته وكالة الأنباء القطرية، وإجهاض كل المبادرات لحل الأزمة دبلوماسياً".
 

واعتبر التواتي، أن "السيناريو الذي حدث أمس يوضح بجلاء أنه لم يكن هناك إجماع حقيقي من قبل القوى السياسية القطرية على الخطوة التي اتخذها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، وبالتالي يجب على الديوان الأميري القطري توضيح هذا التخبط الإعلامي، على أن يكون هناك ربط مباشر بين ما يصدر من الديوان الأميري ووكالة الأنباء القطرية".

 
ويرجح المحلل السياسي السعودي، بأن "ما حدث يوضح عدم وجود رغبة جدية في حل الأزمة مع الدول المقاطعة، وأنه لا توجد مشاركة بحقيقة ما جرى في الاتصال الهاتفي"، لافتاً إلى "وجود صراع حقيقي بين أطراف تتحكم في المشهد القطري، ولا ترغب في إنهاء الأزمة وهو الأمر الذي يضع مزيداً من الغموض ويجدد عدم التزامها بالاتفاقيات التي أبرمها، وتحث على مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه".
 

ويعتقد عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى السعودي، الدكتور إبراهيم النحاس، أن "التخبط القطري الذي أدى إلى إعلان السعودية تعطيل أي حوار أو تواصل مع السلطات القطرية بسبب تحريف وكالة الأنباء القطرية مضمون الاتصال الذي جرى بين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، يمثل استمرار سياسة قطر في ممارسات مهاترات سياسية تدلل على أن أمير قطر غير مسيطر تماماً على شؤون البلاد".
 
وأضاف النحاس كما نقلت عنه صحيفة الشرق الأوسط، اليوم الأحد، إن "مبادرة أمير قطر للاتصال تأتي محاولة لتهدئة الضغط الدولي المفروض على قطر، كما أنه يطمح إلى تخفيف الضغط الممارس من قبل قوى الداخلية في بلاده التي بدأت الدخول في مرحلة التململ بسبب تصرفات من يتحكمون في السياسية القطرية الداعمة للإرهاب وعدم استقرار الدول، ما أدى إلى عزلتها".
 
وأشار عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى إلى أن "تلك الممارسات القطرية تسعى إلى تضليل المجتمع الدولي عبر الإيحاء أنها عازمة على حل الأزمة وإحراج الدول الداعمة لمكافحة الإرهاب"، مشدداً على أن "تلك المحاولة يائسة وعادت على السلطة القطرية سلباً، وتؤكد أنها غير جادة ولا مكترثة بحل أزمتها المتمثلة بدعمها للإرهاب، وغير قادرة على الالتزام بالعهود والمواثيق الدولية التي أبرمتها".

 
وقال إن "الشيخ تميم هو واجهة سياسية فقط ولا يستطيع التحكم في السلطة السياسية وأسهم الضغط الأمريكي في إرغامه على التواصل مع ولي العهد السعودي، وسيواصل الرئيس دونالد ترمب الضغط على السلطة القطرية للالتزام بما خرج عن قمة الرياض والتزامها التام بما تطلبه الدول الداعية لمكافحة الإرهاب".