غلاب يصف صالح بأنه انتهج سياسة تهدئة ماكرة مع الحوثيين.. فماذا قال؟

أخبار محلية

نجيب غلاب
نجيب غلاب

تحدث السياسي "نجيب غلاب" عن المقابلة الاخيرة التي اجراها الرئيس السابق "علي عبدالله صالح" عبر قناة اليمن اليوم ووصفها بأنها كانت تصعيدا سياسيا هادئا وذكيا، مؤكدا أنه انتهج سياسة تهدئة ماكرة مع الحوثيين.

 
وقال غلاب : "مقابلة صالح يوم امس كلها ضد المشروع الحوثي واعتقد انها تأتي ضمن التصعيد الذكي لا التهدئة كما يفهم من طابعها العام وهي تأتي في مسار الضغط والتحدي للحوثية ولكن ببراعة سياسية وخطاب إعلامي مترسن بالقنابل ضد الحوثية وينتظر اي مواجهة مع الحوثية المصرة على محاصرته كان واضحا في منطلقاته وشعوره بالمخطط الحوثي لذا حسم طبيعة المعركة معها بلا رتوش مع تهدئة ماكرة".

 
أولا: المنطلقات الأساس اعتمدها صالح هي العقائد السياسية للمؤتمر التي ترى مشروع الحوثي خارج سياق جمهورية الشعب وعدو لثورة ٢٦ سبتمبر وهذا الموضوع كرره وأصر عليه وهي رسالة واضحة في الأساس للحوثية ان فكرة الولاية مرفوضة وكان واضحا بان ذكر عبدالملك الحوثي وسبقه باسم الأخ وهي رسالة لرفض العنصرية الحوثية ورفضه للفظ لان فكرة السيد في اليمن ذات مدلول سياسي مذهبي عرقي طائفي.

 
ثانيا: حمل الحوثية كل ما بحدث فهي من يحكم وهي من تدير الحرب وتتحكم ولا علاقة للمؤتمر فيها وعزل نفسها عن المسألة العسكرية والأمنية وفِي الوقت نفسها اعتبر نفسه شريك بحكم الواقع وسلب من الحوثية ادعاءاتها انها من تواجه وحدها واعتبر من يقاتل التحالف تابعين لليمن لا لحركة الحوثية.

 
ثالثا: كان واضحا في رفضه لايران وهي رسالة واضحة للحوثية كما أكد بوضوح ان السعودية هي الشقيقة الكبرى وانه مستعد ان يمد يده للاخ الأكبر وهو اعتراف بالدور المحوري للسعودية وان اليمن لا يمثل تهديد لأمنها والرسالة اذا في تهديد فمصدرههما ايران وذراعها الحوثية لا المؤتمر وصالح ويطالب المملكة بايقاف الحرب وفك الحضار.

 
رابعا: اصراره على الحل السياسي والوصول الى السلام ولكن وفق شروطه وصراعه مع الشرعية مازال محدد أساسي يحكم خياراته وبالذات مع الرئيس هادي الذي يشكل بالنسبة له المعضلة.

 
خامسا: يرفض شرعية الشرعية ويعترف بالشرعية الحاكمة في صنعاء وهي الحوثية وهذا من خبث صالح فهو يحمل الشرعية والحوثية كل المشاكل الحاصلة في اليمن وهو ضحية.

 
سادسا: ظهر صالح بهيئة بسيطة ومهموم وكأنه غارق في الديون والبؤس واضح عليه مقارنة بمقابلاته السابقة وظاهر عليه الإنهاك والقلق وهذا يعطي انطباع لمؤيديه انه يعاني كما يعانون وهي محاولة لجلب تعاطف مؤيدين ورسالة ان الوضع خطير لا تأمنوا.

 
سابعا: ارسل رسالة واضحة ان الحوثية هي من تريد تفجير الصراع مع المؤتمر وان التهور الحوثي يستهدفه وان التنازلات التي يقدمها بما في ذلك الدماء التي سلكتها الحوثية في المصباحي وقبول اشتراطاتهم المختلفة هي من اجل الوطن لا الحوثية وهذا حافز اخر تعبوي ضد الحوثية انها جماعة دموية وباحثة عن حرب حتى مع حليفها.

 
ثامنا: حمل الحوثية بشكل واضح انها تتحمل الفساد الجاري وان مالية الدولة بيدها وهي من جعلت الموارد تضيع في قربتها المثقوبة وهذا ما سبب معاناة الموظفين الناتج عن عدم صرف الرواتب.

 
تاسعا: عندما تحدث عن المفسبكين فهو لا يقصد أنصاره وحسب وانما مفسبكي الحوثية الذين يهددونه وعلى رأسهم القائد الميليشاوي محمد علي الحوثي وشبكاته المرتبطة به والذي اصبح طغيانه بحكم المشرفين واللجان والمليشيات اقوى تهديد لفكرة المؤسسات ومرتكز لأي صراع في صنعاء.

 
عاشرا: رغم رسائله الموجهة للحوثية الا انه حاول ان يظهر كرجل سلام وتهدئه وانه لم يعد يفكر بالحكم وانما يقوم بعمل وطني لحماية القيم والمبادئ المهددة للجمهورية الديمقراطية الوحدة والثورة وأهدافها ويتحدث بوضوح عن ثورة ٢٦ سبتمبر، وهي المطالَب الشعبية الاكثر حيوية اليوم والمطالب التي تجعل مشروع الحوثية مليشيا وعصابة ووكيل ايران بحكم ارتباطهم العضوي بملازم حسين وعمودها الفقري الولاية والخمينية.