إتهامات لقطر بجر الخلاف السياسي إلى أروقة البيت الحرام

عرب وعالم

صورة أرشفية
صورة أرشفية

كشفت الحلقة السابعة من برنامج «الإرهاب.. حقائق وشواهد»، الذي تبثّه قناة الشارقة الفضائية التابعة لمؤسسة الشارقة للإعلام، مساء الخميس من كل أسبوع، عن سياسة التظلّم والشكوى التي تنتهجها حكومة الدوحة .

وفضحت الحلقة آلية العبث بالمقدسات الإسلامية، والتعامل مع ورقة الحجّ، الفريضة الأكبر في الدين الإسلامي، كورقة ضغط على الدول المقاطعة، لاسيما المملكة العربية السعودية، والمضي في توظيف الدين ببلاط السياسة في خطوة تكشف مدى تخبّط الرؤى السياسية لنظام الدوحة، وجرّه للخلافات السياسية إلى أروقة بيت الله الحرام.

وخلال الحلقة، أكد رئيس تحرير صحيفة «الاتحاد» الكاتب محمد الحمادي، أن الخطوة التي اتخذها نظام الدوحة «لم تكن موفقة»، معتبراً إياها الورقة الأخيرة والأخطر لقطر .

وقال أن النظام القطري بات يلعب على المكشوف آخذاً الأزمة الخليجية إلى ما هو أبعد بحسب توصيفه، وأنه يتجّه نحو «اللاحل»، ويهرب إلى الأمام أكثر، ضمن محاولات عديدة لتصعيد الأزمة، مبدياً استغرابه من قيام دولة عربية ومسلمة بهذا الفعل المحكوم بالفشل.

وأشار الحمادي إلى أن الدوحة مصرّة على مسألة تسييس الحج والضغط بشكل أكبر على المملكة العربية السعودية والدول المقاطعة، مؤكداً أن النظام القطري لو كان يريد التجاوب بالفعل مع المكرمة السعودية لما تصرّف بهذا الشكل .

وأضاف "لكن ما حدث هو عكس ذلك تماماً، فهو مضى في بث الخوف لدى الشعب من أداء فريضة الحج هذا العام، فيما عكست تصريحات وزير الخارجية القطري تخبّط القرارات، ولم يكن موفقاً فيما أشار إليه من أن الدوحة تريد «ضمانات» لسلامات الحجاج القطريين، مشيراً إلى أن هذا أمر مستغرب لم نعهده في خليجنا".

أما الباحث السياسي الكويتي الدكتور عايد المناع، فيرى أن النظام القطري أضاع فرصة ثمينة ولم يستفد من هذه المبادرة، إذ كان من الواجب عليه أن يرحّب بالمكرمة السعودية، وأن يجعل منها خطوة أولى نحو المصالحة .

وقال "لكنه تصرّف بهذا الشكل بناءً على توجيه إيرانيّ يسعى إلى الاستهانة والتشكيك بإدارة المملكة للحج، ما يثبت أن الدوحة يُملى عليها سياسياً من الخارج" .. مضيفاً أن النظام القطري استغلّ الحجاج لتمرير أغراض سياسية، متمنياً أن يفكر الساسة القطريون في أن أشقاءهم أهم وأقرب إليهم من دول أخرى.

وأوضح المناع أن النظام القطري ليست لديه نيّة حسنة في التعامل مع هذه المسألة، ولو كان عكس ذلك لقبل تطوّع السعودية بإرسال طائرات الخطوط الجوية التابعة لها لنقل الحجاج من الدوحة إلى أراضيها، لكنه أراد للأزمة أن تبقى مستمرة وأن يُظهِر الآخرين - في إشارة إلى الدول الخليجية - أنهم يعرقلون ذهاب الحجاج القطريين لأداء مناسك الحج، مضيفاً أن قطر تتعامل مع المسألة على أساس أنها دولة «مقاطِعة» لا «مقاطَعة».

أما أستاذ الإعلام السياسي في جامعة الإمام محمد بن سعود بالسعودية، الدكتور عبدالله العساف، 

فقال أن المملكة العربية السعودية سدّت جميع المنافذ أمام الحجج والذرائع التي يقدّمها النظام القطري لشعبه، ليستطيع إخفاء جرائمه عن الرأي العام .

ولفت إلى أن الدوحة حاولت الصيد في المياه العكرة بفعلتها هذه التي أرادت من خلالها تشويه قرار المملكة باستضافة الحجاج القطريين، عبر ذرائع واهية مثل أن القبول بالقرار يمسّ كرامة المواطنين وهيبة القيادة.

وأكد العسّاف أن النظام القطري باصطفافه إلى جانب إيران فقد أصبح ناطقاً رسمياً باسمها، لاسيما في هذه المسألة، وهذا أمر أدى - حسب وصفه - إلى حرق جسور الحل في الأزمة الخليجية الراهنة .

وقال "النظام القطري أصبح متهالكاً ويحاول الالتفاف على المسائل السياسية ممسكاً بأي ورقة يمكن الاستفادة منها في عملية الضغط، وهذه الورقة التي يمتلكها سقطت". 

وأشار العساف إلى أن نظام الدوحة لجأ إلى ذرائع، وأذرع إعلامية، وشركات علاقات عامة، لإزالة الانطباع عنه من أنه «يكذب على الناس»، وأن ما قام به هو سقطة سياسية لا تغتفر، مضيفاً أن «جرائم النظام القطري منذ 20 عاماً في كفّة، وهذه المسألة في كفّة أخرى».