مخيم عين الحلوه.. نكسة العرب و شتات الفلسطنيين "تقرير خاص"

عرب وعالم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


بعد خروجهم من أراضيهم و طرد جنود الصهاينة للفلسطنيين من مدينة الجليل عام 1984 ، حاول العالم العربي تقديم يد العون للمهجرين قصرا من اراضيهم ، و كان ذلك قبل قيام أي حركات مقاومة فلسطينية او تأسيس السلطة الفلسطينية ذاتها ، لم يكن هناك تيار سياسي مسيطر فقط إحتضان لبنان لأبناء الشعب الفلسطيني من مخالب الصهاينة .

ربما كان اختيار مكان المخيم غير مرتب ، ولم تري الأمم المتحدة خطورة ما سوف تحمله الأيام لهؤلاء المهجرين و أصبح أخوة الأمس أعداء اليوم  ، خصوصا تواجد المخيم في مدينة صيدا معقل الشيعة بجنوب لبنان.

ومع مرر الأعوام و الشهور و الأيام إنخرط المهجرون مع جيرانهم الجدد و فق دستور البلد الذي إستضافهم ، إلي أن وقعت الحرب الأهلية اللبنانية و التي تورطت فيها العديد من الأنظمة العربية و الحركات الجهادية المختلفة 

و من هنا بدأت الحركات الفلسطينية في التعارك و التنافر و من هنا جاءت نكسة العرب و شتات الفلسطنيين 


من يتتبع تاريخ المعارك الداخلية في المخيمات، يجد أنه قد سبقها حصار طرابلس بين قوات حركة فتح من جهة والقوات المنشقة عن فتح بقيادة العقيد سعيد مراغة أبو موسى والجبهة الشعبية القيادة العامة والصاعقة والجيش السوري من جهة أخرى، ولحقها أيضا حرب داخلية في مخيمات بيروت عام 1987 بين فتح والتنظيمات الفلسطينية الموالية للنظام السوري.

وفي نهاية الثمانينات حصل اشتباك كبير وقصف بالمدفعية بين حركة فتح والضابط جمال سليمان الذي انشق ليقف إلى جانب حزب الله وقام بتشكيل تنظيم مدعوم من حزب الله والمخابرات السورية يدعى حركة أنصار الله.

وفي مطلع التسعينيات أيضا حصلت معركة كبيرة في مخيم عين الحلوة والرشيدية بين قوات حركة فتح وقوات فتح المجلس الثوري التابعة لصبري البنا والتي كانت خلال تلك الفترة مدعومة من النظام السوري.

ومنذ أواسط التسعينيات بدأت الحرب الجديدة بين حركة فتح وبين التنظيمات الإسلامية فبدأت مع الشيخ هشام الشريدة مؤسس عصبة الأنصار والعقيد في حركة فتح وابن بلدته الصفصاف أمين كايد وبعدها امتدت الحرب بين فتح وبين عصبة الأنصار لفترة طويلة إلى أن حصلت المصالحة والتفاهم والذي كان محورها أبو طارق السعدي عن عصبة الأنصار والشيخ جمال خطاب عن الحركة الإسلامية المجاهدة ومنير المقدح عن حركة فتح، واستمر هذا التفاهم إلى يومنا إلا أنه قد نشأ عن عصبة النصار مجموعات متشددة مثل عصبة النور بقيادة نجل الشيخ هشام الشريدة الذي أراد الانتقام لوالده وبعدها نشأت جند الشام وفتح الاسلام وقد وقعت بينهم وبين فتح معارك كبيرة عندما كان الضابط في حركة فتح محمود عبد الحميد عيسى الملقب باللينو قائدا للكفاح المسلح في مخيم عين الحلوة والمدعوم اليوم من محمد دحلان.

  بقي الحال هكذا يتحول الصراع بين المجموعات الاسلامية وبين قيادات في فتح فمن الممكن أن تكون العلاقة سيئة مع اللينو وجيدة مع المقدح، إلى أن خرج إلى الساحة بلال بدر والذي تعود خلفياته إلى جبهة التحرير الفلسطينية وعلى  أثر خلاف بينه وبين حركة فتح  تحول إلى أمير مجموعة اسلامية وبدأت الثارات تنهمر بين بلال بدر وبين فتح واستطاع بلال بدر أن يتحصن في حي الطيرة وأن يحافظ على أمنه الشخصي بشكل كبير حيث لا يخرج من بيته إلا للضرورة ومن جهة أخرى تلقى بلال بدر دعم عسكري ومالي كبير من كافة القوى الفلسطينية ليكون أداة لهم فعلى سبيل المثال تستخدمه فتح في الخلافات الشخصية بين قياداتها ومن جهة أخرى بعض القوى الاسلامية تستخدمه ليكون عصاتهم التي يضربون بها فتح أو يهددوا فتح بها.

كما وأن لحركة أنصار الله دور كبير في دعم بلال بدر في الآونة الأخيرة والغريب في الموضوع ما الذي لم الشامي على المغربي فبلال يعتبر نفسه اسلامي سلفي متشدد وحركة انصار تنظيم اسلامي يتلقى دعمه من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله ويقال أن له عناصر تقاتل في سوريا، فهل لسوريا  والحزب مصلحة في تدمير مخيم عين الحلوة؟ وخاصة أن موقعه الجغرافي يقطع طريق الجنوب كما وأنه الكتلة الاسلامية السنية العسكرية الوحيدة في لبنان.