صحيفة خليجية: قطر تظن أنها قادرة على التهرب من الإستحقاقات العربية

عرب وعالم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قالت صحيفة خليجية أن قطر تظن أنها لا تزال بمقدورها التهرب من الاستحقاقات العربية، إلى أبد الدهر، في رهان خاطئ على الحاضر والمستقبل، على الرغم من أن إطالة أمد الأزمة ليس في مصلحتها، لأن كل المعطيات تصب في مصلحة الدول العربية الداعية إلى محاربة الإرهاب.

 

وأكدت صحيفة الخليج في تقرير تحليلي لها، أن مختلف الشواهد برهنت أن قطر لم تحقق أي مكسب من الأزمة، حتى الآن، وأنها تركب قطار الخسائر، منذ أكثر من شهرين على الصعد السياسية والاقتصادية والعسكرية والقانونية .

 

وأضافت أنه كلما مضت في هذا الطريق سوف تتعاظم خسائرها، بينما تتمسك الدول العربية بسياسة النفس الطويل القادر على الصمود لأشهر، وسنوات، خاصة أن القدرات العربية تفوق قدراتها، وتمكن الدول العربية من تحمل أية تبعات، على خلاف قطر.

 

وجاء في التقرير، "بين الموقفين العربي والقطري، تبدو الدوحة أكثر رعباً من المستقبل، لكنها تصر على المعاندة، فيما تفتح لها الدول العربية كل يوم منفذاً، يمكنها من تحقيق المطالب الثلاثة عشر التي بها يمكن إنهاء هذه الأزمة، إلا أن قطر تتجاهل كل ذلك، وتمضي في التمسك بسياساتها المرفوضة عربياً، حتى إنها تجاوزت في مؤامراتها في النيل من الدول، إلى النيل من القيادات والزعامات العربية، وكذلك من أركان الدين الإسلامي، كما حدث في محاولتها الفاشلة لتدويل فريضة الحج".

 

وأشارت إلى أن الدول العربية حددت مجموعة من الطلبات التي يمكن لقطر الوفاء بها، مضيفة أنها شكلت هذه المطالب خريطة طريق يمكن للدوحة العمل عليها، كما أوضحت الدول العربية أن الطريق ينتهي بطرق أبواب الرياض، لكن قطر لا تزال تتهرب من الاستجابة.

 

وبحسب التقرير، تشير التطورات إلى أن التشدد القطري لن يصل بالدوحة إلى بر الأمان في علاقاتها العربية، لأن المطلوب منها أولاً إظهار حسن النية، لبدء تفاوض حقيقي حول سبل الاستجابة، وإنهاء الأزمة، بما يكفل العودة إلى علاقات ما قبل الخامس من يونيو/حزيران الماضي، خاصة في ظل الفشل الذي منيت به مختلف الجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية التي حاولت انتشال قطر من أزمتها، فالدول العربية الداعية إلى محاربة الإرهاب مصممة على ترشيد التهور القطري، بما يحقق المصالح العربية، بعيداً عن أية تدخلات منها في الشؤون الداخلية للدول العربية، سواء عبر دعم الإرهاب، أو ممارسة التسلط الإعلامي، أو تبني المخططات الخارجية التي تنال من دول المنطقة.

 

وأكدت الصحيفة أن كل هذه المطالب ليست وليدة اليوم، ولكنها نبعت من واقع التجربة العربية مع قطر، كما حدث في اتفاق الرياض 2013، الذي قبلت به الدوحة، ثم التفت عليه وخرقت كل بنوده .

 

وأضافت "ولذا فإن الشك العربي تجاه قطر أمر طبيعي، فمن غير المعقول أن تعاود الدول العربية منحها الثقة، من دون أن تغير من سياساتها، وفق التزامات محددة، ولن تقبل الدول العربية، هذه المرة، أي تهرب قطري من تحقيق المطالب المنشودة، لأن وحدة الأمن القومي أصبحت محل اتفاق عربي، وأصبح هناك اتفاق على أن قطر هي العقبة أمام اكتمال منظومة حماية هذا الأمن، ولذا فإن مراهنة قطر على استمرار التهرب من المطالب العربية مراهنة يستحيل القبول بها".