عسكريون وسياسيون: خطاب تميم يؤكد استمرار قطر في الدور المشبوه ضد الأمن الخليجي

عرب وعالم

أمير قطر
أمير قطر

نقلت صحيفة "الاتحاد" الإماراتية عن خبراء عسكريين وسياسيين ومحللين في مصر  قولهم إن خطاب تميم الذي ألقاه مساء الجمعة، يؤكد عدم تراجع قطر عن الدور المشبوه الذي تلعبه ضد الأمن القومي الخليجي والعربي عبر إثارة الفتن والاضطرابات الداخلية في كافة دول المنطقة العربية.
 
وبحسب الخبراء الذين نقلت عنهم الصحيفة فإن تميم تغافل في خطابه الدور التخريبي لطهران في دول مجلس التعاون الخليجي والمنطقة العربي، وأنه حاول تصوير الأزمة الأخيرة بين نظامه الداعم للإرهاب مع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب على أنها أزمة مع الشعب القطري.
 
ولفتوا إلى أن الدوحة تستخدم جماعة الإخوان كورقة ضغط ضد مصر والإمارات، وتستغل علاقتها بإيران لابتزاز السعودية والبحرين.
 
 وأشاروا إلى أن ما يجري في بعض الأحيان بالمنطقة الشرقية للسعودية من توترات تأتي في إطار التنسيق المتبادل بين طهران والدوحة، والهدف منه ابتزاز السعودية وإضعاف شوكتها.
 
في هذا الصدد نقلت الصحيفة عن اللواء أركان حرب الدكتور طلعت موسى، رئيس كرسي الاستراتيجية والأمن القومي بكلية الدفاع الوطني بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، قوله إن تميم أمير قطر ما زال مصراً في خطابه على التمسك بعلاقات بلاده ببعض الدول التي ترعى الإرهاب مثل إيران وتركيا.
 
وأضاف أن خطابه فيه إشارة قوية منه للعالم ولدول المقاطعة بأنه ما زال متمسكاً بهذه الدول ورافضاً لكل المطالب التي تقدمت بها الدول الأربع لإنهاء المقاطعة، لافتا إلى أن قطر استدعت قوات أجنبية في المنطقة على أراضيها وسمحت بإنشاء قاعدة عسكرية تركية، وهناك 5 آلاف جندي تركي في قاعدة تركية هم موجودون حالياً في الدوحة، فأصبحت قطر كلها قواعد عسكرية: القاعدة البريطانية، والقاعدة التركية، بالإضافة إلى قاعدة «العديد» الأميركية، وكل هذا يخلق وضعاً جديداً بالمنطقة العربية، ويجعل تركيا وإيران تتدخلان في الشأن العربي، فيحيل ذلك المنطقة إلى بؤر للصراع الأجنبي مسرحه الدول العربية ودول الإقليم، مضيفاً: تركيا تطمع لإقامة الدولة العثمانية، وكذلك إيران تطمع في الدول العربية لتكوين الإمبراطورية الفارسية، ونحن نحاول البقاء والحفاظ على الهوية العربية في المنطقة.
 
من جهته أكد الكاتب الصحفي مصطفى حمزة، مدير مركز دراسات الإسلام السياسي بالقاهرة، أن خطاب تميم يؤكد أن قطر ستواصل دعمها للإرهاب في أنحاء المناطق العربية كافة، ويؤكد أنه ما زال لديه تخوف كبير مما حدث له، كما أن إصرار تميم في خطابه على رفض مطالب الدول الأربع، خاصة إغلاق قناة الجزيرة بحجة أنها منبر إعلامي كما وصفها في خطابه، وأن هذا الإجراء هو تعد على حرية الرأي التي كفلها القانون، يؤكد أن تميم مصر على رفض المطالب وبالتالي استمرار الأزمة والمقاطعة.
 وأوضح: تغزله في خطابه بتركيا وإيران، سيفقد قطر وجودها؛ لأنها ستتحول إلى مستعمرة إيرانية في المنطقة العربية والخليجية، وهو ما يترتب عليه استمرار المقاطعة بعد هذا الخطاب وفرض عقوبات خليجية وعربية جديدة على قطر، مثل تجميد عضويتها في مجلس التعاون الخليجي، وجامعة الدول العربية.
 
ورأى حمزة أن الحل الوحيد للحفاظ على «قطر تميم» بعد هذا الخطاب هو التراجع عن الموقف المتجمد، والخضوع لقائمة المطالب باتفاق سري يحفظ لقطر ماء وجهها أمام شعبها والعالم، بحيث يتضمن الاتفاق خطوات عملية بمراحل زمنية يتم خلال كل مرحلة تنفيذ أحد البنود بشكل غير معلن إعلامياً.
 
إلى ذلك رأى الدكتور سعيد اللاوندي أستاذ العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن خطاب تميم على تلفزيون قطر مساء الجمعة، يؤكد أن قطر ستواصل دعمها للإرهاب في أنحاء المناطق العربية كافة، ويؤكد أنه ما زال لديه تخوف كبير مما حدث له، وأن الدوحة ما زالت في حالة جماد مع نفسها ومصممة ألا تتعامل بإيجابية مع القائمة الخاصة بالمطالب لإنهاء الأزمة.
 
وتابع في حديث إلى الصحيفة الإماراتية: إصرار قطر على عدم التعاطي مع هذه المطالب، ولجوؤها إلى التعامل مع تركيا وبناء قاعدة تركية في قطر، بالإضافة إلى القاعدة الأميركية الموجودة هناك، ووجود أكثر من 5 آلاف جندي تركي في قطر، بالإضافة إلى مئات من الحرس الثوري الإيراني، يؤجج الصراع، ويزيد من المشاكل بين قطر ودول المقاطعة الأربع، دولة الإمارات العربية المتحدة والسعودية والبحرين ومصر، مشيراً إلى أن تميم حاول تصوير الأزمة الأخيرة بين نظامه الداعم للإرهاب مع دول الرباعي العربي على أنها أزمة مع الشعب القطري، وهذا ليس بصحيح.
 
في السايق قال جمال سلامة أستاذ العلوم السياسية وعميد كلية السياسة والاقتصاد بجامعة السويس، إن تميم في خطابه يلوح أو يهدد بالأوراق الإيرانية والتركية، وهو بذلك يتجه إلى التصعيد وليس للتهدئة، خاصة عندما يتحدث عن إيران وعلاقات بلاده مع إيران، وأنها تأتي في إطار ما وصفه «سيادة واستقلال القرار»، وتغافل في خطابه عن الدور التخريبي لطهران في دول مجلس التعاون الخليجي والمنطقة العربية. في الوقت الذي صرح فيه سفير الإمارات في موسكو عمر غباش بأن قطر زودت «القاعدة» والحوثيين في اليمن بمعلومات ساعدت على استهداف القوات المسلحة الإماراتية هناك، يؤكد هذا أن قطر تمول الإرهاب، وتدعم الدول المصدرة له، ومنها إيران التي تمول الحوثيين بالسلاح للانقضاض على الشرعية هناك.
وأكد اللواء الدكتور نبيل فؤاد مساعد وزير الدفاع الأسبق الخبير الاستراتيجي، أن تميم لم يحترم سيادة الدول التي طالب بها خلال خطابه فالدوحة دائماً تتدخل في شؤون الدول العربية، مشيراً إلى أن علاقة قطر بتركيا وإيران كبيرة جداً، وهذا ما أكده أمير دولة قطر تميم في خطابه، فهو يريد أن يرسل رسالة إلى دول المقاطعة بأنه يستقوي بتركيا وإيران وهو يعلم جيداً أن هاتين الدولتين تهددان دول الجوار وخاصة إيران التي تثير الفتن والأزمات في المنطقة العربية، كما يحدث الآن في اليمن وسوريا ولبنان والعراق، مشيراً إلى أن قطر استعانت بتركيا وإيران كبديل اقتصادي واستراتيجي لتعويضها عن التبادل التجاري والنقل البحري والجوي من الدول المقاطعة لها، كحلول بديلة للحلول العربية. وتوقع اللواء نبيل فؤاد أن تمارس ضغوط سياسية وضغوط اقتصادية كبيرة ضد قطر في الفترة القادمة بعد هذا الخطاب.