انهيار أمير قطر أمام الدول الرافضة للإرهاب

أخبار محلية

أمير قطر
أمير قطر

سيطر الخوف على خطاب أمير الإرهاب تميم بن حمد، والذى ظهر فيه كم الازدواجية التى تسيطر عليه، وغيابه عن الواقع ، فالخطاب كانت به كثير من الملاحظات التي تؤكد ضعف أمير الإرهاب أمام دول الداعمة لمواجهة الإرهاب الممول من قطر .

ومن الملاحظات التى ظهرت فى الخطاب أن تميم توظيف بعض الدلالات الرمزية فى خطابه، من خلال استخدام الصور العائلية، واستخدام كلمات ذات دلالات من منظور الثقافة المحلية والخليجية، للزعم على أن الأسرة القطرية متماسكة داخليا .

وامتلئ خطاب "تميم" بمزاعم تقييم سلبى لأداء الدول الخليجية الآخرى فى الأزمة، من خلال أن الإشارة أن الأزمة كانت مبيته ولم تحقق ما كانت تستهدفه، كما لفت إلى تعامل القطريين مع الأزمة بشكل حضارى، وتفويت الفرصة على فكرة توظيف القطريين فى المواجهة مع النظام، والزعم بعدم اقتناع الدول والمؤسسات الغربية بما أثارته دول المقاطعة.

وتعمد أمير قطر فى خطابه إلى استثمار ما زعم أنه موقف دولى مؤيد لقطر، ومن ثم تصور قدرته وضع شروط للحوا، والتى اسماها بمبادئ عامة، دون إملاءات.

وبدأ واضحا من خطاب أمير الإرهاب استمرار تبنى نهج المرواغة وإعادة صياغة الأُطر العامة للنقاش حول الأزمة، ففى هذا السياق اختار الحديث فقط عن قضية الاٍرهاب، دون بقية القضايا وراوغ من خلال الخلاف مع الدول الأخرى حول تعريف الاٍرهاب ودوافعه.

كما ظهر فى صياغة الخطاب أنها تمت من قبل فريق موحد، ويبدو واضحا أن الخطاب خضع لمراجعة للتأكد من أنه يتضمن كافة الرسائل، وأنه سيحقق الأهداف القطرية فى هذه اللحظة من الأزمة، فتضمن رسائل للداخل القطرى ولدول الأزمة، والدول الغربية والإقليمية، والمؤسسات السياسية والإعلامية والحقوقية الغربية.

أما فى الملاحظة السادسة نرى أن توقيت الخطاب، وطريقة صياغته، يؤكد على أن حكومة الدوحة أضحت على قناعة قوية بأنها كسبت دعم الموقف السياسى والاعلامى والحقوقى الدولى، خاصة دعم الحليفين الأمريكى والأوروبى، وحاول فى هذه اللحظة امتلاك زمام المبادرة فى مسار الازمة، وتحاول تحقيق أقصى قدر من المكاسب .

كما أن الخطاب حمل كثير من المزاعم التى ذكرها أمير الإرهاب حيث زعم أن الحياة فى الداخل القطرى تسير بشكل معتاد، وتأكيد على تقديره لما أعتبره صمود القطريين، وتعاملهم بشكل حضارى مع الموقف، وأن هناك وجود خلافات مع دول مجلس التعاون الخليجى، وأن بلاده مستعده للحوار لحل كل الخلافات، لكنه شدد أن هناك مبادئ للحوار والحل من وجهة نظر بلاده، احترام سيادة الدول، وعدم املاء شروط.

ولفت فى خطابه إلى تقدير للوساطة الكويتية، وتأكيد على أنه يأمل أن تأتى ثمارها، وفى سياق تقدير الوساطة ثمن مواقف القوى الدولية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، وروسيا، والقوى الإقليمية تركيا، مشيرا الى الاتفاق الاستراتيجى معها ودورها فى سد احتياجات قطر، والدول التى فتحت حدودها لقطر فى إشارة غير مباشرة لإيران وسلطنة عمان.

 

 

 

وزعم أيضا أن موقف قطر ضد الارهاب  وشدد على جهودها فى مكافحة الاٍرهاب، لكنه فى هذا السياق بين بشكل واضح فكرة الاختلاف حول مفهوم الاٍرهاب، ودوافعه من ايديولوجيات متطرفة سواء دينية أو علمانية ،والإشادة بإدارة الأجهزة والمؤسسات القطرية للازمة، والتعبير عن التقدير لموقف القطريين والوافدين فى الداخل فى التعامل مع الأزمة.

وهاجم "تميم" فى خطابه بشكل غير مباشر الدول التى اتخذت إجراءات ضد قطر، زاعما أن الأزمة كانت مبيته وتهدف لتحقيق أغراض معينه، كما برز الاهتمام فى الخطاب بالدور الداعم الذى قامت به المؤسسات السياسية والإعلامية فى الدول الغربية، ومحاولة الإيحاء بأنها لم تقتنع بمبررات الدول الأخرى.

حاول "تميم" فى توظيف تقارير المنظمات الحقوقية الدولية عن أضرار الأزمة على العائلات والأفراد ذوى الصلات العائلية الممتدة بين دول الخليج، ومحاولة الحديث من خلفيات واعتبارات ثقافية اجتماعية خليجية تؤكد أنه لا يمكن أن تدفع الشعوب ثمن الخلافات السياسية بين الحكومات.

وكان أيضا الجانب الرئيسى من الخطاب يتعلق برسم الأُطر العامة للاستراتيجية القطرية فى مرحلة ما بعد الأزمة وتحصين إستقلالية الدولة القطرية، وفى هذا الإطار شدد على فتح الاستثمارات، وصياغة شراكات ثنائية مع دول العالم، واستثمار عائدات الغاز فى تنمية الموارد البشرية، وتعزيز قدرات المؤسسات القطرية الإعلامية والبحثية، والاهتمام بالقوة الناعمة القطرية.