ما لا تعرفه عن "عبدون".. وهل تعمّد تدمير العملية التعليمية بالساحل؟ (صور)

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي

شهدت العملية التعليمية خلال السنوات الماضية؛ إنحطاطاً في العملية التعليمية على مستوى كافة مدارس وثانويات محافظة حضرموت، بل وشمل كافة مناطق جنوب اليمن، وترجع أصول ظاهرة هذا الإنحطاط لنظام المخلوع علي عبدلله صالح، والذي تعمد سابقاً، وبإستخدام جميع أنواع الطرق تدمير التعليم؛ حتى يظل أهل الجنوب وخاصة حضرموت في سبات عميق وليل دانس، وهمش منهم الكثير والكثير.


وبالفعل نجح المخلوع صالح، في تدمير العملية التعليمية وجعل الجنوبيين في جهل لا يصحوا من بعده، وما نشاهده ونسمعه اليوم عن الأجيال الجديدة خيرُ دليلاً يثبت بأن، نجاح المخلوع فيما أرده، ودمر أجيال برمتها بل يمكن أن نقول حضارة كامله كانت يمكن أن تقوم.


ومن أهم أسباب إنحطاط العملية التعليمية هو إنتشار ظاهرة الغش في المدارس والثانويات بل وفي الجامعات حيثُ أصبحت هذه الظاهرة المرجع الرئيسي التي يتكئ عليها أغلب الطالب خلال دراسته.


إلى أن ظاهرة الغش لم تكن وحدها كافية لتدمير التعليم، وبدأ بمرحلة طمس هوية المعلم، حيثُ أصبح المعلم لا قيمة له داخل القاعات والفصول الدارسية، وبدأ الطلاب يسخرون من المعلميّن أو يتعاملون معهم وكأنهم ليسوا بمعلميّن وإنما كأي شخص من الشارع.


وفي هذا التقرير سنصلط الأضواء لكشف الإنحطاط الذي شهدته العملية التعليمية خلال السنوات الماضية؛ في كافة مدارس وثانويات ساحل حضرموت، والذي لم تشهد لهُ مثيل من قبل خلال العهود السابقة، حيثُ أنهُ وبتعاون مكتب وزارة التربية والتعليم بحضرموت الساحل مع الطلاب، تم طمس شخصية وهوية المعلم أصبح بفضل هذا التعاون هزوة ولا قيمة له داخل القاعات الدراسية.

من هو “عبدون”؟

قبل أن نخوض في أبرز أحداث هذا التقرير سنعطي نبذة مختصرة عن “عبدون”, وهي كالآتي:

الإسم جمال سالم عبدون , من أبناء مديرية الشحر محافظة حضرموت , تم تعيينه مديراً لمكتب وزارة التربية والتعليم بحضرموت الساحل, ومن ثم رئيساً لللجنة الإشرافية الفرعية للإمتحانات بالمحافظة , وهو يحظى بالتقدير من جميع منتسبي مكتب وزارة التربية والتعليم سواء كان معلمين أو معلمات أو موظفين.

ما لا تعرفه عن “عبدون”!!

وصفت مصادر موظفة في قطاع التربية والتعليم، شخصية “عبدون” بالشخصية الدكتاتورية والإنتهازية , وقالت إنهُ شخصية لا يوجد أي غبار في سجلاتها ولا يمكن أن يتم إثبات أي دليل ضدها، وذلك يرجع إلى حنكته في إدارة وإستخدام السجلات لكي لا تنقلب ضده.

وأكدت المصادر على أن “عبدون” يمارس ضغوطات كبيرة تخضع جميع الملتحقين بمكتب الوزارة، تحت ظل إدارة، ومن يحاول أن يكشف الفساد الذي يحدث تحتها يجد العقوبة الرادعة له وقد يصل ذلك لفصله عن عمله.

ماهي علاقة “عبدون” بتدمير التعليم؟

كشفت مصادر تعليمية؛ فضلت عدم ذكر الأسماء، أنهُ منذُ أن تم تعيين "جمال عبدون" مديراً لمكتب وزارة التربية والتعليم بساحل حضرموت، أصدر قرار صريح يقتضي بعدم إستخدام العنف ضد الطلاب؛ أي الضرب، وأنه من يخالف ذلك يتحمل مسؤولية نفسه، مما أعطى بعض الطلاب دافعاً لكسر شوكة المعلم.

وقالت المصادر، إن ذلك القرار أثلج صدور الطلاب الذين لا رغبه لهم في التعليم، وبالطبع تسبب ذلك بخلق آثار جانبية على بقية الزملاءهم بإستثناء نسبة ضئيلة جداً من الطلاب الراغبين بأن يتعلموا، وأصبحوا يتأخرون عن موعد الدراسة وأصبحت القاعات الدراسية خاوية من طلاب فلا تجد إلا إثنين أو ثلاثة يستمعون للمعلم والبقية مقيدون في كشوفات التحضير "غياب".

وأكدت المصادر، أنهُ من بعد صدور القرار أصبحت نسبة الحضور لا تتجاوز 50% من إجمالي عدد الطلاب الحقيقي بل أنها أقل من ذلك في بعض المدارس والثانويات خصوصاً في المستويات الدراسية المتقدمة، وذلك الأن السلطة تكون لإدارة التربية وأنه لا سلطة للمعلميّن في تصحيح كراسات الطلاب.

وأشارت تلك المصادر، إلى أن إدارة التربية والتعليم المتمثلة بــ“عبدون” في ساحل حضرموت، أجبرت جميع المعلميّن على توقيع إتفاقيات تخدم بدرجة أولى الطلاب، وأنه في حال تم رفض التوقيع يتم ترحيل المعلم إلى خارج المحافظة , مؤكدة بأن إدارة “عبدون” حرصت تماماً على أن لا يكون لدى المعلميّن أي نسخة من الإتفاقيات لكي لا يتم إستخدامها ضد إدارته.

وكشفت المصادر إن تلك الإتفاقيات تنص على أنهُ لا يحق للمعلم أن يأخذ أوراق "البرشام"؛ أي قصاصات الغش، من طالب، ولا يحق لهُ تحريزها مع كراسة الإجابة، وأنه في حال تم ضبط طالب يغش يتم تسجيل ملاحظة ضدة في كشف التحضير، مما جعل الطلاب يمارسون ظاهرة الغش بمنتهى الحرية.

دلائل تدمير التعليم

قالت مصادر تربوية؛ أي عاملة في قطاع التربية والتعليم، "بما أنهُ لا توجد أي دلائل أو إثباتات حول ما قام به “عبدون” من تدمير للعملية التعليمية، يبقى هناك دليل واضح يثبت أنهُ فعلاً تم تدمير التعليم".

وكشفت المصادر، عن الدليل بالقول: إن "هذا الدليل يتضح للجميع خلال مرحلة الدراسة الجامعية، حيثُ تجد أن نسبة الطلاب الذين إجتازوا الثانوية بنسب 80% وأكثر لا يجتازون إختبار القبول، وحتى إن نجحوا بإستخدام الواسطة يفشلون في أول إختبار جامعي، وهذا يؤكد أن تفوقهم وحصولهم على هذه النسب يرجع إلى الإستعانه بالغش دون أن يلجأوا للمذاكرة التي من شأنها أن تصنع جيل مسلح بالعلم".

ويرى المحللون أن هذا خير دليلاً يثبت أن “عبدون” سعى منذُ اللحظة الأولى إلى صنع جيل مجرد تماماً من التعليم كما كان يفعل المخلوع علي عبدلله صالح، بالشعب اليمني.

مدارس التعليم الأساسي

قال مصدر يعمل بقطاع التعليم الأساسي، إن الجيل الناشئ بدأ يكتسب وهو الصفوف المتدنية ظاهرة السب والشتم وما هو أبشع من ذلك؛ الفاظ وصفها بــ"الدخيلة" رفض ذكرها، لم نكن نعرفها ونحنُ في عمرهم.

وبيّن المصدر، أن سبب ذلك يرجع إلى أصدقاء السوأ وغياب رقابة أوليأ الأمور وأيضاً إلى قرار عدم إستخدام العنف ضدهم , موضحاً أنهُ في حال إشعار ولي أمر الطالب لا يكترث بذلك ويقول "بايكبر ويبطل"، وذلك جعل أغلب المعلميّن؛ بصرف النظر عن المرحلة التعليمية، يمارسون عملهم لأجل الراتب لأنه من يخالف حكومة “عبدون” سيعاقب بالتهجير.

وقال المصدر ( ح.م.ج ) ، إن ما يجلب إلي بالحسرة هو أن أراء طالباً إجتاز جميع مراحل المرحلة الأساسية حتى إذ يصل إلى مرحلة إمتحان الشهادة تجده لا يجيد كتابة أسمة، بل أن هناك طلاب تجدهم في مرحلة التعليم الثانوي لا يجيدون الكتابة!! ، كيف لا يجيد الكتابة وهو إجتاز شاهدة المرحلة الأساسية!!؟؟ ، أي إستهتار هو هذا!! ، وأي تعليم هو هذا برأيكم؟.. وإكتفى بذلك.

وفي ختام هذا التقرير سنستعرض لكم صور توثيقية تظهر بعض الطلاب المتأخريّن عن الدوام المدرسي، الواقفيّن أمام بوابة ثانوية إبن سيناء والتي تُعد من أشهر الثانويات الحكومية تحتضن فيها أغلب الطلاب الساكيّن في منطقة فوة غرب مدينة المكلا.