مذيع محطة "البي بي سي " ينسحب من مناظرة حول قناة الجزيرة

أخبار محلية

فرانك غاردنر
فرانك غاردنر

 انسحب مذيع محطة بي بي سي فرانك غاردنر من مناظرةٍ عُقدت يوم الاثنين حول مستقبل قناة الجزيرة، والتي طالتها انتقاداتٌ من معلقين إعلاميين لكونها مناظرة منحازة لطرف واحد.

وقد كان من المقرر أن يترأس مراسل هيئة الإذاعة البريطانية البي بي سي جلسة نقاش في نادي فرونت لاين – الملتقى الخاص بالصحفيين في لندن – ولكنه انسحب من الجلسة بسبب مخاوف أثارتها البي بي سي.

وأشار المعلقون الإعلاميون إلى مخاوف حول أعضاء جلسة النقاش، والتي كانت بعنوان "قضية الجزيرة".

وقد ورد إلى صحيفة عرب نيوز حصرياً من مصادر مؤكدة من داخل قناة البي بي سي بأن الصحافي غاردنر رفض أن يدير الجلسة بسبب مخاوف من أنه تم تحوير الجلسة لتصبح "محاولة دعائية من قطر وقناة الجزيرة دون وجود أي محاولة فعلية لتحقيق أي توازنٍ في محاور جلسة النقاش".

وفي رسالة بريد إلكتروني إلى صحيفة عرب نيوز، انتقد مصدر البي بي سي المنظمين القائمين على الجلسة لفشلهم في "دعوة أي فردٍ من الإمارات العربية المتحدة أو المملكة العربية السعودية أو البحرين أو مصر لحضور جلسة النقاش والمشاركة فيها".

وقد ضمت قائمة أعضاء لجنة المناظرة وضاح خنفر المدير العام السابق لشبكة الجزيرة الإعلامية، وجايلز تريندل المدير الإداري للجزيرة الإنجليزية. وضمت اللجنة أيضاً ديفيد هيرست مدير تحرير موقع ميدل إيست آي – وهو موقع على شبكة الانترنت يعتقد بشكلٍ واسع بأن قطر تتبنى تمويله – وهو الادعاء الذي ينكره ديفيد هيرست.

وبشكلٍ موثق، بينت متحدثة من إذاعة البي بي سي سبب انسحاب غاردنر من الجلسة لعرب نيوز، قائلة: "لسوء الحظ، نحن لا يمكننا على الدوام المشاركة في محافل يتم دعوتنا إليها".

وقالت لورا غين من نادي فرونت لاين – الملتقى الخاص بالصحفيين في لندن – لصحيفة عرب نيوز بأنه: "من الواضح، أن البي بي سي كانت قلقة من قيام غاردنر بالحديث عن شبكة إعلامية أخرى".

وأجابت لورا أيضاً عن أسئلةٍ تمحورت حول الطبيعة أحادية الجانب والانحيازية داخل لجنة حلقة النقاش، وقالت: "نتقبل تماماً حقيقة أن .. هنالك قضية حول غياب الحيادية. لقد علمنا بأن لدينا جمهورٌ قد يتحدى بالفعل أشخاصاً عدة".

وضمت اللجنة أيضاً مارك جونز من معهد الدراسات العربية والإسلامية بجامعة إكستر، والذي يُركز عمله على "القمع السياسي في البحرين"، وفقاً إلى موقع نادي الفرونت لاين. وقد جاءت صفا آل أحمد – الصحفية السعودية ومخرجة الأفلام – بديلةً لغاردنر لإدارة جلسة النقاش – وقد بدت متحديةً بالفعل لبعض المتحدثين في الجلسة، مع وجود اعتراضات حادة حول قناة الجزيرة جاءت من بعض الحضور.

بيد أن الأكاديميين والخبراء انتقدوا طبيعة الجانب الأحادي للجنة نقاش "مستقبل الجزيرة" – والتي اشتركت في النزاع الدبلوماسي المرير في الخليج بشأن دعم قطر المزعوم للجماعات المتطرفة.

وقال فواز جرجس – أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد – إن هذه المناقشة يجب أن تكون أكثر توازنًا.

وقال لصحيفة العرب نيوز: "هذا صراع عائلي خطير. لا يمكنك جلب طرفٍ واحدٍ من العائلة للحديث عن المظالم. عليك جلب كلا الطرفين".

وقال جرجس أن قطر كانت تسعى لتغيير القصة حول الجزيرة بالتركيز على حرية التعبير والحقوق الإعلامية. "هذا لا يتعلق بالجزيرة فقط – فهي مجرد طرفٍ واحدٍ من المعادلة".

وقال مايكل بارون – الخبير في سياسات الشرق الأوسط والاعمال، ورئيس مايكل بارون الاستشارية – من حق الجزيرة أن تطرح قضيتها".

وقال لصحيفة العرب نيوز: "تعتبر الجزيرة جزءً من النزاع بين قطر والدول المجاورة لها – حيث أن كلا الجانبين مصران بشكل قوي على وجهات نظرهما. ويبدو أن هذه اللجنة شُكلت كمحاولةٍ لطرح قضية الجزيرة التي يحق لهم القيام بها. وبدون شك، سوف يكون هنالك مناسبات يتم فيها طرح وجهات النظر المضادة، مثل حديث وزير الخارجية الاماراتي في لندن هذا الصباح".

وقد دافع المديران التنفيذيان السابقان للجزيرة وضاح خنفر وجايلز تريندل عن سجل الجزيرة في حدث ليلة الاثنين.

وقال تريندل "نعتقد ان صحافيّنا متوازن ومهني".

إلا أن عشرات الاحتجاجات خارج المكان كانت غير راضية، حيث حمل بعضهم لافتات وهتفوا قائلين "اغلقوا قناة الجزيرة".

واستشهد الناشط السياسي صهيب عمرو – أحد الذين تجمعوا خارج المكان – بعدة أمثلة لقناة الجزيرة التي يُزعم دعمها للإرهاب.

وقال لصحيفة العرب نيوز: "إذا ذهبت إلى الإرهابيين وروّجت عنهم... فإنك ستقدم دعاية لهم".

وأضاف: "هنالك اختلافًا بين حرية التعبير والترويج للإرهاب".