بن سلمان يشدد على ضرورة استمرار مكافحة الإرهاب بكل حزم

عرب وعالم

 ولي العهد السعودي
ولي العهد السعودي

شدد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، على ضرورة مكافحة الإرهاب والتصدي بكل حزم ومكافحة من يموله قائلاً :"الحرب على الإرهاب وكل من يدعمه ويموله لا بد أن تستمر وبكل حزم".



جاء ذلك في اتصال هاتفي أجراه مع وزير الدفاع الأمريكي "جيمس ماتيس"، أمس الأحد، هنّأه فيه بالانتصار على تنظيم "داعش" الإرهابي في الموصل. وهذا الحديث بين المسؤوليْن السعودي والأمريكي يعكس بشكل كبير مدى الجدية التي تتعامل بها السعودية والولايات المتحدة الأمريكية مع الجماعات الإرهابية، ويبرهن للعالم حزم السعودية، وقادتها في مكافحة ظاهرة الإرهاب ومموليه، ويؤكد استمرار الجهود المبذولة في التصدي للإرهابيين والتنظيمات الإرهابية أياً كان مصدرها.


وبالنظر إلى التجربة السعودية الناجحة في محاربة ظاهرة الإرهاب؛ نجدها تُعَد تجربة رائدة فاعلة بشكل كبير في معالجة جذور هذه الآفة العميقة عبر جهود أمنية وفكرية، حظيت بإشادة دولية قبل أن تحظى بها محلياً. ولأن الشيء بالشيء يذكر؛ فقبل أيام قليلة ماضية، ثمّن وزير الخارجية الفرنسي "جون إيف لودريان" -عند لقائه بوزير الخارجية عادل الجبير في جدة- الدور السعودي في مكافحة الإرهاب؛ قائلاً: "السعودية بيّنت قدراتها القيادية في مكافحة الإرهاب، ونحييها على دورها في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف".


وقبل أيام، وفي مدينة "سينسيناتي" بولاية أوهايو الأمريكية؛ قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: "المملكة العربية السعودية تقوم بعمل عظيم، وبشيء خاص تجاه مكافحة الإرهاب وتمويله، أشكر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على مبادرة السعودية في القضاء على تمويل الإرهاب".


وفي ذات الإطار، لا يزال المسؤولون السعوديون يذكّرون العالم في كل مناسبة محلية وإقليمية ودولية، بخطورة ظاهرة الإرهاب في زعزعة واستقرار أمن الدول، ويوضحون مواقفها الإيجابية، وقدرتها على مكافحة الإرهاب، ونجاحها في تجفيف مصادر تمويله ودعمه، وصدق دعوتها الموجهة للعالم من أجل الحد من هذه الآفة التي ابتُليت بها المجتمعات.


وفي كلمة ألقاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في رمضان الماضي، قال: "إن الإرهاب لا يفرّق بين الحق والباطل، ولا يراعي الذمم، ولا يقدّر الحرمات؛ فقد تجاوز حدود الدول، وتغلغل في علاقاتها، وأفسد ما بين المتحابين والمتسامحين، وفرّق بين الأب وابنه، وباعَدَ بين الأسر، وشرذم الجماعات". كما شدد -أيده الله- في كلمة ألقاها في قمة مجموعة العشرين التي عُقدت في مدينة أنطاليا التركية عام 2015م، على ضرورة مضاعفة المجتمع الدولي لجهوده لاجتثاث الإرهاب، ووصفه بـ"الآفة الخطيرة"، وبأنه داء عالمي لا جنسية له ولا دين. ودعا دول العالم إلى القيام بدورها للتصدي لهذه الظاهرة المؤلمة، وقال: اقترحت المملكة إنشاء المركز الدولي لمكافحة الإرهاب تحت مظلة الأمم المتحدة، وتبرعت له بـ110 مليون دولار، وندعو الدول الأخرى للإسهام فيه ودعمه لجعله مركزاً دولياً لتبادل المعلومات وأبحاث الإرهاب؛ مؤكداً تعاون المملكة بكل قوة مع المجتمع الدولي لمواجهة الإرهاب أمنياً وفكرياً وقانونياً.


أما ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز؛ فقد أوضح مواقف السعودية الصارمة من التنظيمات الإرهابية ومن يدعمها من الدول، عندما أكد في مقابلة تليفزيونية: "نعرف أننا هدف رئيسي للنظام الإيراني؛ فالسعودية تمثّل الخط الأمامي لمجابهة التحديات التي تشكّلها تصرفات النظام الإيراني المربكة للعالم والداعمة للمنظمات الإرهابية".


ولأن السعودية تُعَد من الدول التي أولت مبكراً التصدي لظاهرة الإرهاب اهتماماً بالغاً على مختلف المستويات، وقامت بخطوات جادة في مكافحة هذه الظاهرة محلياً وإقليمياً ودولياً، وأسهمت بفعالية في التصدي لها وفق الأنظمة الدولية والأعراف والمواثيق؛ ففي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- أتت واحدة من أكبر المبادرات الدولية والإسلامية عام 1437هـ في مكافحة هذه الآفة، بتشكيل التحالف العربي الإسلامي لمحاربة الإرهاب بقيادة السعودية، وإقامة مركز عمليات مشتركة في الرياض؛ لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمكافحة الإرهاب ولتطوير البرامج والآليات اللازمة لدحره. وهي خطوة سياسية وأمنية مهمة، ضمّت 41 دولة مسلمة؛ بهدف محاربة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره أياً كان مذهبها وتسميتها، ومحاربة الفكر المتطرف، ومجابهة التوجهات الإرهابية؛ من خلال مبادرات فكرية وإعلامية ومالية وعسكرية.


ويأتي افتتاح خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، المركز العالمي لمكافحة التطرف "اعتدال"، بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وزعماء 55 دولة عربية وإسلامية؛ من ضمن مبادرة أطلقتها السعودية لمحاربة الإرهاب، والقضاء على الفكر المنحرف والأعمال الإرهابية.


وتَصَدّت السعودية لأعمال العنف والإرهاب على المستويين المحلي والدولي؛ فحاربته محلياً وشجبته وأدانته عالمياً، وتَمَكّنت من إفشال أكثر من 95% من العمليات الإرهابية وفق استراتيجية أمنية حازت تقديرَ العالم بأسره، وسجّلت إنجازاً آخر تَمَثّل في اختراق الدائرة الثانية لأصحاب الفكر الضال، وهم المتعاطفون والممولون للإرهاب.



وعملت -عبر أجهزتها الرسمية الأمنية والمصرفية- على تجفيف منابع الإرهاب مالياً، واجتثاث جذوره من خلال إعادة تنظيم جمع التبرعات للأعمال الخيرية التي قد تستغل لغير الأعمال المشروعة، وفي ذات الإطار أعلنت السلطات السعودية أنها أغلقت أكثر من 200 حساب مصرفي في إطار جهودها الرامية لقطع تمويل التنظيمات الإرهابية، وأصدرت السعودية جملة من الأنظمة والتعليمات واللوائح لاستخدام شبكة الإنترنت والاشتراك فيها؛ بهدف مواجهة الاعتداءات الإلكترونية والإرهاب الإلكتروني، إضافة إلى تنظيم الجهات المعنية لدورات تدريبية عديدة عن موضوع مكافحة جرائم شبكة المعلومات العالمية لتنمية معارف العاملين في مجال مكافحة الجرائم التي تُرتكب عن طريق الأجهزة الإلكترونية وتحديد أنواعها وتغليظ عقوباتها.


ويمكن القول أن السعودية تزداد إصراراً على مواجهة التنظيمات الإرهابية والإرهابيين، واجتثاث هذه الآفة الخطيرة من جذورها؛ مما يؤكد نجاح استراتيجية مكافحة الإرهاب، وتجفيف منابع تمويل الإرهابيين.