تفاصيل تاريخية لخطاب فاروق الأول ملك مصر والسودان لجنود السعودية

أخبار محلية

الملك عبد العزيز
الملك عبد العزيز والملك فاروق

كشفت مذكرات قائد الجيش السعودي في فلسطين الراحل اللواء سعيد الكردي (أول مذكرات سياسية عسكرية لمسؤول سعودي)، لأول مرة عن حقائق ومعلومات سياسية وعسكرية غاية في الأهمية وفيها من الصدق والدقة في رصد الأحداث الشيء الكثير الذي يمكن ان يستفاد منه في شأن التعامل مع قضايا الأمة المصيرية.


ورصد الكتاب خطاب لرئيس أركان حرب الجيش المصري الفريق عثمان المهدي باشا رحمه الله لضباط و الجنود السعوديين في عام ١٩٤٩ بعد مشاركتهم من الحرب بفلسطين:


وجاء في الخطاب:


"أبنائي الضباط و الجنود السعوديين يشرفني ويسعدني ان احمل إليكم تحية مولاي حضرة صاحب الجلالة الملك فاروق المعظم".


وقبل أن أتحدث إليكم استرحم الله على الشهداء الابرار الذين سكنوا الى جوار ربهم طالبا لهم الرحمة و الرضوان، أيها الضباط والجنود انه ليسرني اليوم ان اراكم هذا المعسكر ولقد زادني شرفا وجود وزرائكم الكرام وانه لفخر عظيم لنا سيسجله التاريخ لقد قمتم بواجبكم عند ما دعا الداعي و أظهرتم من البطولة ما نفخر به وتفخر به الامم العربية جمعاء.


فان القوات السعودية كانت أول من لبى داعي الواجب وكنتم إخوانا لزملائكم ضباط وصف الجيش المصري ولقد كنت انظر إليكم والى ما سجلتموه من البطولة و الاعمال المجيدة فأشعر بأنكم قمتم بما اعتز به وتعتز الامم العربية.


لقد كان العالم ينظر إلينا في هذا الدرس فرفعتم بأعمالكم المجيدة وببطولتكم راس امتكم وبرهنتم على أنكم رجال ابطال في الماضي و الحاضر و أنكم خير خلف لخير سلف ان القدر أراد ان يمتحننا فالحمد لله وشكرا لقد ادينا الامتحان وفدنا ونجحنا الى الحد الذي أراده الله .

 

فقد فوجئنا بالحرب ونحن على غير استعداد ، ادينا اكبر قسط من الواجب ، وكان ذلك أعظم برهان على اننا اذا أستعدينا ودعا الداعي قمنا بالواجب خير قيام.


اننا نشكر القدر الذي أيقظنا من سباتنا فيجب ان نعمل لما هو ات لقد اتيتم الى مصر بروح عالية وستبقى هذه الروح عالية وستزداد على مر الايام و انني اشعر من قلبي أنكم إخوان لي ضباط وضباط صف وجنود الجيش المصري و أنكم مهما كُنتُم ففي قلوبكم إيمان كامل بالقضية المشتركة.


ويجب بعد الدرس ان لا نتوانى و ان نعمل جاهدين بقلوب مخلصه لله ولأوطاننا ولملوكنا و ان نعمل جاهدين ولا نضيع وقتنا سدى للاستعداد الكامل و أنكم شباب و المستقبل لكم وتستطيعون بقوة إيمانكم ان تؤدوا واجبكم خير اداء وستكونون في الحصن الحصين للعروبة ولبلادكم ونصيحتي إليكم ان تغرسوا في نفوس الجنود هذه الروح.


وأن تبثوها دائما على أن لا تعمل الا لله وللملك وللوطن نصيحتي إليكم ان توجهوا صغار الضباط و الجنود دائما الى التدريب و العلم و التضحية فذلك هو سبيل النجاح ويجب ان نعمل ونجاهد فقد وهبنا أنفسنا دائما للحق و القتال فقد برهنا اننا امّم حرب وأمم سلام و امّم نظام فلنعمل لهذا لقد كان العرب قديما سادة العالم ثم دار الزمن دورته مرة اخرى فيجب ان نعمل لنعيد مجدنا القديم ولا يمكن ان نصل لهذا المجد إلا بالإيمان و العلم و الأخلاق”)