مدنيو الموصل والرقة.. خيار صعب بين "داعش" والحرب

عرب وعالم

مدنيو الموصل والرقة
مدنيو الموصل والرقة

عكست الحياة تحت وطأة "داعش" في كل من الموصل والرقة، ثم الحرب الهادفة لتحرير المدينتين العراقية والسورية من قبضة المتطرفين، ظلالا قاتمة على حياة مئات الآلاف من السكان في أكبر معقلين للتنظيم خلال السنوات الثلاث الماضية.

وتشير الأرقام، فضلا عن صور لبيوت مهدمة حصلت عليها "سكاي نيوز عربية"، إلى حجم معاناة سكان المدينتين المحاصرين بين مطرقة "داعش" وسندان الحرب، وتزايدها خلال الأشهر القليلة الماضية، تزامنا مع معارك القوات العراقية لتحرير الموصل، أو القوات الكردية لطرد "داعش" من الرقة.

وحسب أرقام حديثة صادرة عن الأمم المتحدة، فإن أكثر من 850 ألف مدني اضطروا أو أجبروا على النزوح من الموصل، منذ بدء عمليات القوات العراقية هناك في أكتوبر من العام الماضي.

ومن بين النازحين، هناك نحو 678 ألفا فروا من غربي المدينة التي يقسمها نهر دجلة، منذ بدء العمليات العسكرية هناك في فبراير الماضي.

كما يشير التقرير إلى مخاوف تتعلق بحماية المدنيين في الجيوب التي ظلت واقعة تحت سيطرة "داعش" غربي الموصل، رغم إعلان الحكومة العراقية قبل أيام "نهاية التنظيم" في المدينة.

أما في الرقة، التي دخلتها ميليشيات "سوريا الديمقراطية" ذات الأغلبية الكردية للمرة الأولى، الأحد، فقد أبدت الأمم المتحدة قلقها على مصير 100 ألف مدني محاصرين في المدينة الواقعة وسط سوريا.

وتحدث مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين في بيان عن " قلقه البالغ إزاء مصير المدنيين المحاصرين بفعل الهجوم الذي ينفذ ضد تنظيم داعش في الرقة، حيث أن هناك ما يصل إلى 100 ألف مدني محاصر فعليا".

وأضاف البيان: "وفي الوقت الذي تتكثف فيه الهجمات الجوية والأرضية، فإن التقارير لا تزال تتواصل عن وقوع إصابات بين المدنيين ويزداد إغلاق الطرقات المؤدية إلى الهروب".

وتزيد المعارك الدائرة في المدينتين من أزمة لاجئين تقدر أعدادهم بالملايين، فروا من مدنهم في العراق وسوريا خلال الأعوام الماضية، إما إلى أماكن أخرى أكثر أمنا، أو إلى دول الجوار ومنها تركيا والأردن ولبنان.