كاتب: الإخوان في بريطانيا وراء التفجيرات والتطرف

أخبار محلية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قال الكاتب السعودي يوسف بن أحمد العثيمين أن الحوادث الإرهابية تكررت في عقر دار العاصمة البريطانية مؤخراً: لندن ومانشستر حيث رأينا خلال أسابيع وجيزة خلت ثلاثة حوادث إرهابية دموية راح ضحيتها أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل، مجرد أن القدر ساقهم للمكان والزمان الخطأ.

وأشار إلى أنه ومنذ ثلاثين عاما والمملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية، على سبيل المثال، تحاول جاهدة إقناع بريطانيا، وعبر حكومات مختلفة، محافظين وعمال، وبشتى الوسائل، وربما الضغوط، بأن إيواء ما يسمى بالمنشقين من الإخوان المسلمين وغيرهم ليس من مصلحة بريطانيا، وأن هؤلاء ليسوا سجناء رأي، وإنما (إرهابيون) فروا من وجه العدالة باحثين عن ملاذ آمن، ووجدوا ضالتهم في لندن .. مشيراً إلى أن هؤلاء المتطرفين هم خليطا من دول مختلفة، وتوجهات سياسية ودينية ومذهبية متنوعة، ولكن يجمعهم التطرّف والعنف والعداء لحكوماتهم في مواطنهم الأصلية.

واضاف أن هؤلاء إستغلوا النظام السياسي البريطاني، واستثمروا القانون الإنجليزي المفتوح للتقاطر على بريطانيا لمنحهم حق الإقامة والعيش والعمل، والاستفادة من الخدمات الاجتماعية المجانية بحجة أنهم مضطهدون في بلادهم بسبب آرائهم وليس أفعالهم.

وتابع الكاتب "عبر السنوات الثلاثين الماضية تنامت أعداد هؤلاء لتصل للمئات، واستثمروا، بشكل شرير، الأحداث التي مرت بالمنطقة مثل ثورة الخميني، غزو أفغانستان، غزو الكويت، علاقة مصر بإسرائيل... إلخ لممارسة خطاب دعوي جماهيري متشدد ومتطرف لأقصى الحدود عبر المنشورات والكتب والمحاضرات في الشوارع والمساجد البريطانية، حتى تكونت عبر السنين شبكة متشددة منهم تدعو للكراهية والعنف والطائفية وحمل السلاح في وجه الحكومات في منطقتنا" .

وقال "ثم اتسعت الدائرة لتشمل مناطق أخرى، حتى وصل الأمر بهم لمحاربة الغرب ذاته الذي آواهم ونصرهم وأنفق عليهم، وصار الداعية الإخواني المتشدد، الذي يعيش في بريطانيا، يدعو للإرهاب وحمل السلاح، ويغرر بالشباب المسلمين في بريطانيا على مرأى ومسمع من السلطات، وهو يتلقى (معاشا) شهريا من الحكومة البريطانية في صورة ضمان اجتماعي، ويدعو للإرهاب في دولنا أو التطرّف ضد الغرب بما فيها بريطانيا، وهو يعيش فيها وعلى خيراتها!!!!"

واشار الكاتب إلى أن خطرهم إشتد أكثر بظهور وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، ونشأ على يد هؤلاء الإرهابيين والمتشددين والمتطرفين جيل من الشباب البريطانيين وسموا بالذئاب المنفردة، حمل رسالتهم، وأصبحت لندن (مفرخة) لهم.

ولفت إل أن الحكومة البريطانية مع لك سكتت عنهم طيلة هذه العقود رغم التحذيرات السعودية والإماراتية والمصرية وغيرها منهم، حتى تنامت هذه الظاهرة عددا وعدة، ووصلت إلى ما وصلت إليه الآن، وما داعش وأخواتها إلا تتويج لهذا التسلسل التاريخي للظاهرة وجذورها، وليس بداية، أو ظاهرة، جديدة لظواهر العنف الحاليّة الذي تشهده بريطانيا.

وأختتم الكاتب موضوعه بالقول"خلاصة الأمر: إن بريطانيا ارتكبت خطأ تاريخيا بقبول الإخوان المسلمين المتطرفين والمتشددين وغيرهم من شتى أنحاء العالم، بحجة اضطهادهم في بلدانهم، ورغم تحذيرات حكوماتنا في المنطقة منهم ومن خطرهم، طيلة عقود خلت، وما صاحب ذلك من أحداث غذّت مشاعر قبولهم بين أوساط شباب بريطانيا من المسلمين خاصة، وما ترتب على ذلك من عمليات إرهابيه ضربت بريطانيا في السنوات الأخيرة حتى الأسبوع المنصرم؛ ما هذا إلا نتيجة طبيعية لهذا الخطأ التاريخي الذي ارتكبته الحكومات البريطانية المتعاقبة عبر هذه السنوات، وهذا ما دعا رئيسة وزراء بريطانيا، ولأول مرة، في لحظة غضب، وربما ندم، للقول بالحرف الواحد: (enough is enough) أي طفح الكيل وكفاية!! في تغير جذري غير مسبوق في السياسة البريطانية تجاه هؤلاء"..