الجنوب.. من احتجاجات إلى مجلس انتقالي سياسي بقيادة عيدروس الزبيدي

أخبار محلية

عيدروس الزبيدي
عيدروس الزبيدي

بعد أن وجدت الاحتجاجات في الجنوب زخماً جماهيرياً، وتطورت من مطالب حقوقية إلى سياسية رفعت شعارات الانفصال، أسس العميد ناصر النوبة  في عام 2008، مكوناً أوسع أطلق عليه "الهيئة الوطنية العليا لاستقلال الجنوب"، حيث كان غالبية المُحتجين من الذين تعرضوا للإقصاء بعد الحرب الأهلية في اليمن في صيف 1994، والفترات التي تلتها.

تلك الفعاليات الاحتجاجية وصلت أخيراً إلى أبرز تحول في مسيرتها، بإعلان ما سمي بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، برئاسة عيدروس الزبيدي، بعد تاريخ من الكيانات المتعددة داخل الحراك. 

المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب

وقد تأسست في عام 2008 أيضاً العديد من المكونات داخل "الحراك الجنوبي". كما تأسس في عام 2009 "المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب"، على يد القيادي البارز في "الحراك الجنوبي"، حسن باعوم، والذي يُوصف من قبل بعض أنصار الحراك، بأنه "قائد الثورة الجنوبية".

وكان حسن باعوم قد تعرض للاعتقال أكثر من مرة، آخرها مطلع 2011، لكنه مد علاقات مع إيران منذ سنوات، ما جعله أقل فعالية في العامين الماضيين.

مجلس قيادة الثورة السلمية

مجلس قيادة الثورة في عام 2009، وبعد اجتماعات وتباينات في صفوف "الحراك الجنوبي" ومكوناته المختلفة، جرى الاتفاق على تشكيل "مجلس قيادة الثورة السلمية"، ويتألف من حسن أحمد باعوم رئيساً، والقيادي صلاح الشنفرة، نائباً أول، والشيخ طارق الفضلي (كان انضمامه تطوراً مثيراً وهو جهادي سابق) نائباً ثانياً، والعميد ناصر النوبة (مؤسس الحراك) نائباً ثالثاً، وصالح يحيى سعيد، نائباً رابعاً. وتأسس "المجلس الأعلى للثورة الجنوبية السلمية لتحرير واستقلال الجنوب"، بدعم من القيادي البارز، علي سالم البيض، النائب الأسبق للرئيس اليمني وآخر رئيس عملي في "دولة جنوب اليمن" قبل الوحدة . 

ونزح علي سالم البيض، بعد حرب صيف 1994، إلى سلطنة عُمان، واستمر فيها إلى عام 2009، قبل أن ينتقل إلى لبنان، التي مد فيها خيوطه مع إيران، وأصبح راعياً لكثير من أنشطة الحراك بدعم من طهران. 

لكن هذه العلاقة التي لم تدم أكثر من عامين (2012 و2013)، كانت بدافع "الضرورة"، إذ إن البيض سعى منذ البداية لإقناع الخليج بدعمه. وبعد بدء عمليات التحالف العربي، بقيادة السعودية، في اليمن، في 26 مارس 2015، انتقل البيض إلى السعودية ومنها إلى أبو ظبي، التي يقيم فيها حتى اليوم.

المؤتمر الجنوبي الأول

شهد اليمن في عام 2011 العديد من المحطات الهامة وولادة مكونات في "الحراك الجنوبي"، لكن أهم محطة في هذا السياق، كانت انعقاد "المؤتمر الجنوبي الأول"، في العاصمة المصرية القاهرة، وعُرف باسم "مؤتمر القاهرة". 
وكان المؤتمر الأول من نوعه، وضم قيادات سياسية من الوزن الثقيل، في مقدمتها الرئيس الأسبق، علي ناصر محمد، الذي لا يزال من الشخصيات المحورية المؤثرة على الساحة اليمنية.

وانعقد المؤتمر في الفترة من 20 إلى 22 نوفمبر 2011، اختار في ختام اجتماعاته قيادة مكونة من 25 عضواً، برئاسة علي ناصر محمد. واختير رئيس أول حكومة وحدة في اليمن، مستشار رئيس الجمهورية حالياً، حيدر أبو بكر العطاس، نائباً أول. 

ومن بين الشخصيات الحاضرة في المؤتمر، الوزير الأسبق أحمد صالح عبيد، ومحمد علي أحمد، وغيرهما من الشخصيات السياسية الجنوبية البارزة.

مؤتمر شعب الجنوب في عام 2012، عاد القيادي الجنوبي البارز المحافظ الأسبق لأبين، محمد علي أحمد، إلى البلاد، للمرة الأولى، بعد أن أقام خارج البلاد منذ نهاية حرب 1994. 

عودة محمد علي أحمد، التي تزامنت مع تسلم الرئي عبدربه منصور هادي للسلطة، كانت لها علاقة بترتيب الأوضاع في المحافظات الجنوبية، وأبين خصوصاً، بعد أن كانت المحافظة التي تعد البوابة الشرقية لعدن، واقعة تحت سيطرة تنظيم "القاعدة".

المؤتمر الوطني لشعب الجنوب

 وشرع أحمد بعقد اجتماعات ولقاءات لمكونات "الحراك الجنوبي" في عدن، وصولاً إلى ديسمبر ، إذ انعقد "المؤتمر الوطني لشعب الجنوب" على مدى أيام، وخرج بالعديد من القرارات، أبرزها تشكيل قيادة، ضمت محمد علي أحمد رئيساً، وعضوية تمام باشراحيل، ورضية شمشير، ونبيل خالد ميسري، وعلي عبد الكريم، وياسين مكاوي (مستشار الرئيس حالياً)، وفضل علي عبد الله، ومحمود أمذيب، وإحسان عبيد سعد، ومحمد سالم بارمادة، ومقبل لكرش، وخالد باراس، ومحمد هاشم، وعلي سعيد شلمي، وأحمد القنع، وبهية السقاف، ووجدان ماسك.

وكان مكون "مؤتمر شعب الجنوب"، هو الذي مثل "الحراك الجنوبي" في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي عقد في صنعاء بين 18 مارس 2013 وحتى 25 يناير 2014.

لقاء دبي

في مارس 2013، استضافت دُبي لقاء بحضور المبعوث الأممي السابق إلى اليمن، جمال بنعمر، شارك فيه كل من علي ناصر محمد، وحيدر العطاس، وسالم صالح، وعبد الرحمن الجفري، وجابر محمد، وصالح حسين صالح القاضي، وعمر العطاس، والسلطان عبد الله عيسى بن عفرير، وصالح عبيد أحمد، ومحسن بن فريد، وعلوي الجفري، وصالح بن عليان المهري، وعلي عمر كفاين، وعبد الحافظ الصلاحي، ومساعد محمد محسن.
وكان من المقرر أن يشارك نائب الرئيس الأسبق، علي سالم البيض، فيه، إلا أنه اكتفى ببعث رسالة إلى اللقاء، الذي جاء في الأصل في إطار الجهود الأممية لإقناع مكونات "الحراك الجنوبي" بالمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني.

مجلس تنسيق مكونات الحراك

في عام 2013، وبعد اجتماعات عدة، توصلت ثلاثة فصائل رئيسية في "الحراك الجنوبي" إلى اتفاق على تشكيل تحالف يجمع تلك القوى، تحت مسمى "مجلس تنسيق مكونات الحراك الجنوبي للتحرير والاستقلال"، برئاسة حسن أحمد باعوم. 

ويجمع المجلس ثلاثة مكونات، هي "المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب"، و"التكتل الوطني الجنوبي الديمقراطي - القيادة الجنوبية المؤقتة"، و"مؤتمر القاهرة". 

وتوصلت هذه الفصائل إلى "اتفاق تحالفي لتنظيم الفعاليات السياسية والجماهيرية بصورة موحدة في إطار تنسيقي".
واحتضنت العاصمة اللبنانية بيروت العديد من اللقاءات لمكونات الحراك، وشهدت، في فبراير 2014، لقاءً ضم ثلاثة قادة بارزين، وهم الرئيس الأسبق، علي ناصر محمد، ونائب الرئيس الأسبق، علي سالم البيض، ورئيس "المجلس الأعلى للحراك"، حسن أحمد باعوم، بحضور رئيس "الحركة الشبابية والطلابية"، فادي باعوم، والقيادي في "الحراك الجنوبي"، فواز باعوم، ورئيس "الهيئة الشرعية الجنوبية"، الشيخ حسين بن شعيب، وحسن البيشي، والقيادي في الحراك، أحمد الربيزي، والمحامي يحيى غالب الشعيبي. 

وفي أكتوبر من العام ذاته، أعلن مكونان يقودهما البيض وباعوم، وهما "المجلس الأعلى للثورة السلمية لتحرير واستقلال الجنوب" (البيض)، و"المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير واستقلال الجنوب" (باعوم)، التوحد. وجرى الإعلان عن مجلس مشترك، تحت مسمى "المجلس الأعلى للحراك الثوري السلمي لتحرير واستقلال الجنوب"، حيث تم الاتفاق، خلال اللقاء، على أن البيض "رئيس شرعي للجنوب"، وحسن باعوم رئيس للمكون الجديد وقائد للثورة، وصالح يحيى نائب له.

المقاومة الجنوبية

وشهد جنوب اليمن خلال السنوات العشر الماضية تحولات كبيرة وولادة العديد من الكيانات، لا يتسع المجال لذكرها. 

غير أن هذه المكونات تراجعت فاعليتها، ليسود، منذ توسع الحرب في البلاد في مارس 2015، مسمى "المقاومة الجنوبية"، وهو الاسم الذي انضوت فيه معظم القيادات في "الحراك الجنوبي". 


وكان عيدروس الزبيدي، الذي اختير رئيساً لـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، أحد من صعدوا من خلال "المقاومة" والعمل الميداني إلى ميدان السياسة، ليتصدر أخيراً قيادة مكونات الحراك.