شرارة الغضب الشعبي تطارد المليشيات في صنعاء

أخبار محلية

أرشفية
أرشفية

تشهد العاصمة اليمنية صنعاء الواقعة تحت سيطرة المتمرّدين الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح موجة من الاحتقان والتململ، قالت مصادر محلّية إنها تنتشر بسرعة وتتحوّل إلى ظاهرة عامّة منذرة بالتحوّل إلى ثورة شعبية بوجه المتمرّدين على أرضية غضب الأهالي من سوء الظروف المعيشية وشحّ الأموال لانقطاع رواتب العمال والموظّفين وتردّي الخدمات وشحّ المواد الأساسية من أدوية وأغذية وغيرها.

وضاعف انتشار وباء الكوليرا في صنعاء وعجز المستشفيات عن استيعاب المصابين وتصاعد عدد المتوفّين بالمرض من حالة الاحتقان بالمدينة.

وسجّلت ذات المصادر وضع الحوثيين لمقاتليهم في حالة استنفار قصوى في صنعاء بعد أن راجت في المدينة دعوات إلى التظاهر.

وقال شهود عيان إن مسلحين حوثيين قاموا، الخميس، باختطاف عدد من النشطاء السياسيين كانوا في السابق معروفين بتأييد المتمرّدين في صنعاء.

ونقلت وكالة الأناضول عن شاهد عيان طلب عدم الكشف عن هويته لاعتبارات أمنية، قوله إن “العشرات من المسلحين الحوثيين انتشروا في ميدان التحرير وسط المدينة، استباقا لوقفة احتجاجية، تنظمها حركة 20 مايو، تحت شعار من أجل الكرامة والخبز”.

وأضاف الشاهد أن “الحوثيين خطفوا رئيس الحركة المحامي أحمد حاشد، فور وصوله الميدان، وكانوا يخطفون أي شخص يصل الميدان بعد أن يعتدوا عليه بالضرب”.

وتابع أن “الحوثيين استعانوا بنساء مسلحات، والأخيرات خطفن 4 ناشطات وصلن للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية”.وأوضح أن “المسلحين انتشروا بشكل مكثف في الميدان، ومنعوا التصوير بالهواتف”.

وحركة 20 مايو أطلقها نشطاء سياسيون من أنصار جماعة الحوثيين، ويرأسها الناشط السياسي والمحامي أحمد حاشد، لكنهم باتوا اليوم يعارضون سلطات الحوثيين، إثر انهيار الوضع الاقتصادي وتردّي الأوضاع المعيشية.

وتُحكِم الجماعة المسلحة سيطرتها على العاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2014. وكانت أغرت الأهالي لدى غزوها المدينة بالحدّ من ارتفاع الأسعار وبتحسين الظروف المعيشية، لكن السكان اليوم يقارنون بحسرة بين أوضاعهم السابقة وأضاعهم الحالية.

ويتهم يمنيون جماعة الحوثي بإفراغ الخزينة العامة وتجيير مواردها لخدمة مجهودهم الحربي.

ومما فاقم حالة الغضب في صنعاء توقّف دفع الرواتب منذ أشهر ما اضطر الآلاف من الموظفين وحتى مدرسي الجامعة إلى الاشتغال بمهن وأعمال بسيطة سعيا وراء الرزق.

وخلال الزيارة الأخيرة التي قام بها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى صنعاء حرص المسؤولون بالحكومة الموازية على إثارة قضية البنك المركزي اليمني ودفع رواتب الموظفين.

وبالإضافة إلى الضغوط الشعبية المتزايدة التي يواجهها المتمرّدون الحوثيون في صنعاء معقل سيطرتهم الأساسي، بات تحالفهم مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح مهدّدا بالتفكّك بفعل خلافات حادّة داخل الحكومة الموازية التي شكّلها الطرفان معا.

وعلى مدار الأسابيع الماضية تناقلت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي مشاحنات وتبادلا للاتهامات بين عناصر وقيادات من كلا الطرفين بشأن المسؤولية عن الأوضاع السيئة التي آل إليها اليمن.