دلالات دبلوماسية وإعلامية تنسف فرضية إختراق موقع الوكالة القطرية

أخبار محلية

اليمن العربي

قال مراقبون سياسيون، إن التطابق الكبير بين خطاب أمير قطر تميم بن خليفة في القمة العربية الأخيرة، وتصرفات إداراته وتعاملها مع القمة الخليجية الامريكية الأخيرة والتصريحات التي نشرتها وكالة قنا القطرية الرسمية، مزاعم إختراق موقع وكالة الأنباء التي روجت لها وسائل إعلام الإخوان المسلمين .

وبحسب تقرير نشره موقع "إرم نيوز" فإن خلال مراجعة ما تضمنه تصريح أمير قطر من قضايا ومحاور صادمة استدعت ردود فعل خليجية قاسية جعلت الدوحة تتنصل منه، استذكر الوسط الإعلامي العربي في لندن أن جزءًا كبيرًا مما جاء في هذا التصريح، عبّر عنه الأمير تميم بن حمد في خطابه بالقمة العربية الأخيرة التي انعقدت في الأردن، وبالتالي فإن التنصل منه لا يغير كثيرًا في مبررات الغضب العربي، وفي موجبات تصحيح الخلل من جذوره.

في الخطابين تطابقٌ كبيرٌ في التعبير عن الأجندة التي طالما أخفتها قطر بمعاداتها لدول الخليج، وفي محاولات تفخيخ مسيرة مجلس التعاون بخلط الأوراق، ورعاية مناهج التطرف والابتزاز بالترهيب الإعلامي، وكذلك في الانحياز لأعداء الأمة والتنسيق مع إيران في الوقت الذي لا تكف فيه طهران عن مواصلة تدخلاتها في شؤون دول الخليج الداخلية وفي دعم جماعة الحوثي في اليمن.

ويرى مراقبون سياسيون أن عشية وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى الرياض تاكد لقطر أن الزيارة ستصنع خريطة جديدة للمنطقة لا مكان فيها للنهج القطري، الأمر الذي دفعها للمبادرة في رفع صوتها بالشكوى من أنها تتعرض لحملة تشويه إعلامي من طرف الذين يتهمونها بموالاة إيران ورعاية الإخوان المسلمين وتمويل قوى التخريب في المنطقة. شكاوى تتطابق إلى حد كبير مع ما قاله أمير قطر في قمة عمان، وما صرح به بعد ساعات من مغادرته قمة الرياض.

وبحسب المراقبين فإن تصرفات الوفد القطري في قمم الرياض كانت تشي بأن الدوحة تعد لشيء ما يمنحها القدرة على التحلل من الالتزام بقرارات قمة مجلس التعاون مع الرئيس الأمريكي.

وتغيبت الدوحة عن معظم مناسبات اليوم الثاني، ورفعت من وتائر التغطيات الإعلامية السلبية للقمم عبر منابرها المختلفة.

ومباشرة بعد رجعة أميرها إلى الدوحة، رفعت قطر للرئيس الإيراني حسن روحاني تهنئتها له بالفوز في الانتخابات، في إشارة إلى أنها غير ملزمة بقرارات قمة مجلس التعاون.

كذلك بعث أمير قطر إلى رئيس الوزراء العراقي رسالة يتنصل فيها من ترتيبات قمم الرياض التي وجهت الدعوة لرئيس الجمهورية العراقية وليس لرئيس الوزراء، وكانت الدوحة في ذلك تعمم رسائل بمختلف المفردات أنها لا تريد أن تكون جزءًا من الرؤية والالتزامات الخليجية والعربية والإسلامية التي اعتمدت مسارات جديدة للشرق الأوسط يراد لها محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه وكشف مصادر تمويله التي يعرف الجميع أنها تلتقي في الدوحة.

حتى حلفاء قطر في معاداة قمم الرياض، مثل إيران وروسيا، لم يبتلعوا مزاعم الدوحة بتعرض وكالتها الرسمية للأنباء إلى الاختراق. فوكالة سبوتنيك الروسية للأنباء تساءلت إن كانت تصريحات أمير قطر ووزير خارجيته قد “أُخرجت من سياقها” فقط، ولم تُخترق، حيث تأكد أنها نشرت على التلفزيون الرسمي.

ومثل سبوتنيك الروسية في ذلك، قناة الميادين التي تعتبر أداة إعلامية إيرانية بكل المعايير، حيث لم تجادل في حقيقة أن تلك التصريحات أخذت مداها في النشر الرسمي قبل أن يجري سحبها والتنصل منها.

كان ملفتًا حد الصدمة للإعلاميين الذين رصدوا صراخ الوجع والارتباك القطري، كما قامت به يوم الأربعاء وسائل الاعلام الممولة من الدوحة، أنها “وظفت منابر الإعلام الإلكتروني والمجتمعي بحشد من التعليقات والتعقيبات يحوي من الألفاظ والنعوت ما يخرق مواثيق الشرف والأخلاق المهنية، ويحيل مواقع مثل هفنغتون بوست وعربي 21 إلى محاكم القذف والتجريح بألفاظ يعف عنها اللسان”.

ويؤكد المراقبون أن الشرق الأوسط بعد قمم الرياض ليس هو الشرق الأوسط قبلها. وكذلك الأمر مع مجلس التعاون الذي لن يحتمل بعد قمة الرياض، أن يكون فيه من يعاديه ويتربص به.

أما الذي ستفعله الدوحة للإقرار بهذه المستجدات والانصياع لها بجدية وتوبة نصوحة، فهي سيناريوهات مفتوحة لا تخلو من حسابات المفاجأة، حسب قناعات الوسط الدبلوماسي العربي الذي ينتظر أيضًا سماع ما سيقوله الرئيس الأمريكي بعد عودته لواشنطن.