الأورومتوسطي و"سام": مدنيو "تعز" في مرمى القصف العشوائي

أخبار محلية

أرشفية
أرشفية

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، ومنظمة سام للحقوق والحريات في بيان مشترك اليوم إنهما وثّقا مقتل 15 يمنيًا، وإصابة 49 آخرين في مدينة "تعز" جنوبي اليمن، جراء قصفٍ بصواريخ "الكاتيوشا" وقذائف "الهاون" خلال الأيام الثلاثة الماضية.

وقالت المنظمتان أن الهجمات والتي بدا أن جماعة الحوثي والميليشات المسلحة التابعة للرئيس المعزول "صالح" نفذتها، استهدفت عددًا من الأحياء السكنية في المدينة، ذات الكثافة السكانية العالية.

شهود عيان على عمليات القصف التي تتعرض لها المدينة منذ أيام أكدوا لـ الأورومتوسطي وسام " أن صواريخ "الكاتيوشا" و" قذائف الهاون" تسقط على المدنيين في منازلهم وعلى الأسواق المكتظة، في كلٍ من "الجحملية"، "الضبوعة"، "الباب الكبير"، "صينة"، و الوثعبات، وجميعها مناطق بعيدة عن أية مواجهات عسكرية، وفق الشهود.

وأكدت المنظمتان أن أعداد القتلى مرشحة للزيادة مع وجود العديد من الإصابات الخطيرة، خاصةً في ظل العجز الذي تعاني منه المستشفيات؛ بسبب الحصار الذي يفرضه الحوثيون على المدينة، والذي يشمل منع الأدوية والمواد الطبية.
ونقلت المنظمتان عن إدارة المستشفيات التي نُقل إليها الضحايا "الروضة، الثورة"، قولهم بأن جميع الضحايا هم من المدنيين والمارة الذين تواجدوا في المكان لحظة سقوط القذائف.

وفي شهادته للمنظمتين قال أحد شهود العيان من مدينة "تعز" (تتحفظ المنظمتان على ذكر اسمه) "كنت مع عدد من الإعلامين نوثق مقتل أحد المدنيين، وإصابة 2 من أطفاله جراء قذيفة سقطت في منطقة "الضبوعة"، وعند خروجنا أمام مستشفى "الصفوة" سمعنا دوي انفجار قذيفة أخرى، هرعنا إلى المكان في المنطقة ذاتها، وبالقرب من سقوط القذيفة الأولى، شاهدت أمامي أكثر من 9 أشخاص ملقون على الأرض، منهم من بترت ساقه وهو طفل، ومنهم من المدنيين المارة".

ورجحت فرق البحث الميداني " أن تكون الصواريخ وقذائف الهاون قد أطلقت من مناطق خاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، وفقًا للمعطيات على الأرض، وبحسب معاينة المكان ورؤية آثار القصف والاستماع لشهود العيان".

وحذر الأورومتوسطي وسام من أن استخدام صواريخ الكاتيوشا واستهداف المدنيين بشكل متعمد يمثل مخالفة للقانون الدولي، حيث أوضح أن صواريخ "الكاتيوشا" غير دقيقة وتمثل ضرباً من القصف العشوائي، وهي تنتهك مبدأ التمييز بين المدنيين والمقاتلين بشكل فاضح، وتمثل "جريمة حرب" وفق نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، خصوصاً مع تكرار هذا الفعل من قبل قوات "الحوثي" عدة مرات وعلى عدة أحياء، ما يوحي بتعمد استهداف المدنيين، حيث نصت المادة (8 (2) هـ - 1) من نظام روما على أن "تعمد توجيه هجمات ضد السكان المدنيين بصفتهم هذه أو ضد أفراد مدنيين لا يشاركون مباشرة في الأعمال الحربية" يعد جريمة حرب.