تحذيرات من تدهور الوضع في تونس وسط اتهامات متبادلة

عرب وعالم

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تدفق آلاف الغاضبين أمس، قرب تطاوين في الجنوب التونسي الذي يشهد توتراً، للمشاركة في تشييع متظاهر قتل «بالخطأ» أول من أمس، في مواجهات مع قوات الأمن قرب مجمع نفطي في الكامور، فيما حذرت السلطات من تدهور الوضع، وسط تبادل اتهامات بين الفرقاء التونسيين بالتورط في الأحداث.

وحذرت السلطات من إمكان تدهور الوضع في ولاية تطاوين حيث ساد هدوء نسبي غداة صدامات غير مسبوقة منذ اكثر من عام.

وشوهد طابور طويل من السيارات في بئر الأحمر من حيث كان يتحدر المتظاهر الذي قتل على بعد 30 كلم من تطاوين. وردد آلاف المتظاهرين «بالروح بالدم نفديك يا شهيد» خلال التشييع.

ولم يسجل أي حادث جديد أمس، في الكامور حيث واصل المتظاهرون المطالبة بتوزيع اكثر إنصافا للثروات وإعطائهم أولوية في التوظيف في الشركات النفطية.

وساد هدوء نسبي أيضا في تطاوين حيث اندلعت صدامات عنيفة أول من امس، أوقعت عشرات الجرحى بينهم عشرون من قوات الأمن وأحرقت مبان عامة.

وبحسب إذاعة موزاييك الخاصة، وقعت صدامات ليلية على بعد اكثر من 200 كيلومتر شمال غرب تطاوين. وأعلن إضراب عام أمس، في مدينة دوز القريبة. وتجمع حوالي مئة شخص في قفصة (وسط).

حالة الفراغ

وأكد الناطق باسم الحرس الوطني خليفة الشيباني عبر إذاعة موزاييك «وجود تحريض على شبكات التواصل الاجتماعي من أجل تأجيج الأوضاع والعصيان المدني في البلاد». وأضاف أنّ الإرهاب والتهريب هما المستفيدان الأساسيان من حالة الفراغ.

وكان وزير التشغيل عماد الحمامي المكلف التفاوض في ملف تطاوين اتهم «مرشحين للرئاسة وأحزابا مفلسة»، من دون تسمية احد، بالوقوف وراء الحوادث. وفيما دعا إلى التهدئة والحوار، اتهم الحمامي مجموعة صغيرة من المتظاهرين بالعمل على إحراق المدينة، مضيفا «عندما يكون وراء الاحتجاجات أجندة سياسية أومصالح متضاربة..

فإن التنافس السياسي سيحسم الأولى والقضاء هو الفيصل في الثانية»، مؤكداً ضرورة حماية مواقع الإنتاج ومنع إيقافها ومتوعدا «كل من يتجاوز القانون سيدخل تحت طائلة القضاء». أما والي تطاوين محمد علي برهومي فتحدث عن «مؤامرة خطيرة» من دون الخوض في التفاصيل.

ورأى الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، إنّ البلاد تعيش أزمة سياسية بامتياز حيث لم يعد مسموحاً مزيداً من الشعبوية السياسية، وأن الوضع يتطلب ثورة تعليمية وجبائية واقتصادية في البلاد للتصدي للإرهاب والتهريب والتهرب الجبائي والتفاوت بين الجهات.

وجدد الطبوبي تأكيده أن الاتحا د يدعم الاحتجاجات السلمية لكن ضد تعطيل الإنتاج وقطع الطرقات.

مرحلة

قال رئيس مجلس النواب محمد الناصر، إن تونس تمر بمرحلة دقيقة ودعا إلى اجتماع لدرس الوضع. وشهدت الجلسة جدلاً واسعاً حول الاحتجاجات. واتهم نائب رئيس حركة النهضة علي العريض حزبي مشروع تونس والتحرير وناشطين قوميين وبعض لوبيات الفساد بالتورط في أحداث تطاوين.