مطلب الشعب الايراني اسقاط نظام ولاية الفقيه

عرب وعالم

اليمن العربي

المحامي عبد المجيد محمد 

قال خامنئي يوم الأربعاء 10 أيار في كلمة ألقاها في مراسيم ترويض الحرس في جامعة يسميها النظام «الامام الحسين»: « لو أراد أحد القيام في الإنتخابات خلافًا لأمن البلاد فمن المؤكد انه سيتلقى صفعة قاسية». انه أشار الى احتجاجات جرت خلال الانتخابات عام 2009 وأضاف « يجب صون الامن الكامل في البلاد ولو تخطى أحد ذلك فمن المؤكد انه سيتلقى صفعة قاسية».


وكان يقصد خامنئي في تهديده، الملا حسن روحاني الذي أكد قبله بيوم واحد وفي عرض اعلامي مضلل في مدينة همدان ان الهيئة الحاكمة «كانت تجيد الاعدام والسجن طيلة 38 عاما مضى». ولهذا السبب عندما ظهر خامنئي على الخط وهدد روحاني بتلقيه الصفعة، سرعان ما تراجع روحاني في عمل دعائي انتخابي مقزز في مدينة تبريز عن حماقته وخنع لخامنئي قائلا انه مستعد لتقبيل يد «القائد المحنك» عشرات المرات في بعض الآمور. ولم يكن يتوقع أحد أكثر من هذا الرجل الذي خدم النظام على طول 38 عاما في أعمال القمع واثارة الحروب في مناصب أمنية وعسكرية رفيعة ودعا منذ البداية الى اعدام المتآمرين في صلوات الجمعة حسب تأكيد منافسيه. 


ووصى خامنئي في تلك المراسيم للمرشحين الذين تم انتقاؤهم من قبل مجلس صيانة الدستور: «على المرشحين عدم اثارة التباينات "العقائدية والجغرافية واللغوية والقومية" في البلاد، و على المرشحين الحذر كي لا يكملوا مخطط العدو غير المكتمل بتشخيصهم الخاطئ». زاعما بأّن « هدف العدو على الآمد القصير هو  زعزعة أمن البلاد وخلق الفوضى والفتنة فيها». مؤكدا لعناصره في ادارة نظامه أنه لا فرق بين «تغيير السلوك» مع «تغيير النظام» وأن «تغيير السلوك» يعني «القضاء على النظام الاسلامي». 


وبعد هذا التهديد والتقريع، اجريت يوم الجمعة 19 أيار مسرحية الانتخابات للملالي واضطر خامنئي تحمل انشقاق آخر في هرم السلطة وقبول الملا حسن روحاني لمرة ثانية. ولكن كل من لديه معرفة بمباني وأسس نظام ولاية الفقيه فيعلم أن رئيس الجمهورية في نظام ولاية الفقيه ليس الا عناصر خانعة لا سلطة له. كما ان محمد خاتمي الذي تولى الرئاسة لمدة 8 سنوات في نظام الملالي قد شكا في كلماته ومقابلاته من عدم وجود السلطة لرئيس الجمهورية وقال في أفضل حال ان رئيس الجمهورية ليس الا خادما لتصريف الأعمال. 


وأما بشأن مسرحية الانتخابات في نظام الملالي وفشل هندسه خامنئي لاخراج ابراهيم رئيسي عضو لجنة الموت في الاعدامات في عام 1988 قالت السيدة مريم رجوي في رسالة: « ان فشل خامنئي في توحيد نظام ولاية الفقيه، يعدّ فشلاً ذريعاً جداً ويعتبر من المؤشرات لنهاية نظام ولاية الفقيه. و لن تثمر الدورة الثانية لرئاسة روحاني سوى تفاقم الأزمات وتصعيد الصراع على السلطة. تفجّرت الأزمات في قمة الفاشية الدينية وستستمرّ حتى سقوط نظام ولاية الفقيه... فشل خامنئي لهندسة الانتخابات وإخراج الملا رئيسي من الصناديق ، يعدّ  دليلا سافرا لهزيمة «عمود خيمة النظام» خلال انتخابات كان «الايمان القلبي والالتزام العملي بولاية الفقيه» شرطا أول لترشيح رئيسي وروحاني وآخرين... وقد تم ربط مسرحية الانتخابات هذه المرّة، من بدايتها وإلى نهايتها، بملفّ ارتكاب المجزرة بحق السجناء السياسيين في العام 1988. فبلغ النفور والتضجّر من رئيسي بين عموم الشعب من جهة وخوف النظام من حركة المقاضاة من جهة أخرى، بلغ حدّاً نرى فيه أن العديد من الملالي وحتى بعض العناصر القويّة في عصابة خامنئي لم يؤيدوا رئيسي بسبب دوره في مجزرة عام 1988.... إن شعار«لا للمحتال ولا للجلّاد، صوتي إسقاط النظام» أخذ مداه بين الشعب ودفع النظام الى إنهاء هذه المسرحية في مرحلتها الأولى بشكل متسرّع خوفاً منه من اتساع دائرة الخلافات في قمة النظام وتصاعد انتفاضة الشباب وجماهير الشعب المنتفضة، حتى لا تبقى فرصة للاحتجاجات والانتفاضات في المرحلة الثانية. 


وتأتي الولاية الثانية لروحاني في وقت انه لم يقدم خلال السنوات الأربع الماضية للشعب سوى مزيد من القمع والإعدام والفقر وعدم المساواة. .. يجب القول لمن يدعي بأن روحاني في ولايته الثانية سيحدث تغيير في النظام ، لو استطاعوا أن يفرضوا عليه أن ينقل الأرقام والإحصائات والتفاصيل عن مجزرة السجناء السياسيين، وأن يدفعوه باحترام حقوق الإنسان، وحرية التعبير، وحرية الأحزاب وحرية السجناء السياسيين ويدفع النظام بالانسحاب من سوريا والعراق واليمن ولبنان وافغانستان.


روحاني أكد في 7 شباط 2016 أنه استطاع من كسب الامتيازات في المفاوضات النووية بالتركيز على الحضور في سوريا والعراق، حيث قال « لو لم تكن قواتنا تقاوم في بغداد وسامراء والفلوجة والرمادي، ولو لم تساعد الحكومة السورية في دمشق وحلب لم نكن نحظى بالأمن حتى نستطيع أن نتفاوض بهذا الشكل الجيد».


هذه هي هوية الملا المخادع حسن روحاني الحقيقية التي تتطلب الاحتراس منه وعدم الانخداع بابتسامته ووعوده المضللة والفارغة. 


ان حلّ مشكلة إيران كما قالته السيدة مريم رجوي هو إسقاط الاستبداد الديني بيد الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية، واحلال الحرية وحكم الشعب بدل حكم الملالي.