أبرز دلالات زيارة ترامب التاريخية للمملكة العربية السعودية

أخبار محلية

اليمن العربي

عندما يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأمراء السعودية في الرياض، يوم السبت، يمكنه أن يتوقع استقبالاً أفضل مما استقبلت به المملكة سلفه باراك أوباما الذي اعتبرته الرياض متساهلاً مع إيران أكبر خصومها، وصاحب موقف فاتر فيما يتعلق بالعلاقة بين البلدين التي تعد دعامة للتوازن الأمني في الشرق الأوسط.


 

وتشير تقارير سياسية إلى أن الرياض ستتطلع إلى الحصول على تأكيدات أن إدارة ترامب ستواصل نهجها المتشدد إزاء إيران وتواصل ضغوطها عليها من خلال التصريحات والتصرفات لوقف ما ترى السعودية أنها أنشطة مزعزعة لاستقرار المنطقة من جانب طهران.

 

 

وشهد التحالف السعودي الأمريكي اضطرابًا منذ ما اعتبرته الرياض انسحاب أوباما من المنطقة وميله الملحوظ نحو إيران بعد انتفاضات الربيع العربي العام 2011 وعدم التحرك بشكل مباشر ضد الرئيس السوري بشار الأسد حليف إيران.

 

وطبقا للتقارير فسترغب السعودية في استعراض صفقاتها الاستثمارية الكبيرة مع الشركات الأمريكية لإظهار ما تحقق من تقدم في برنامجها الإصلاحي الاقتصادي والاجتماعي “رؤية المملكة 2030” في حين تقول واشنطن إن صفقات لبيع أسلحة أمريكية بعشرات المليارات من الدولارات في الطريق.

 

 

ويسلط المسؤولون الأمريكيون والسعوديون الضوء على الرمزية الكبيرة في اختيار الرئيس الأمريكي أن يكون مهد الإسلام أول محطة له بدلاً من كندا والمكسيك المتاخمتين للولايات المتحدة.

 

وإلى جانب لقاء المسؤولين السعوديين سيجتمع ترامب أيضًا مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست ويتناول الغداء مع قادة أكثر من 50 دولة إسلامية.

 

واتهم منتقدون الرئيس الأمريكي بمعاداة المسلمين بعد أن أصدر أمرًا تنفيذيًا يحظر دخول مواطني عدد من الدول ذات الغالبية المسلمة استنادا إلى مخاوف على الأمن القومي، وأوقفت محاكم أمريكية العمل بهذا الأمر.

 

ولم يبرأ الرأي العام الأمريكي تجاه السعودية تمامًا مما لحق به في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/ أيلول العام 2001 التي كان 15 من الخاطفين الـ 19  فيها سعوديين.

 

وكان الكونجرس أقر العام الماضي قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب (جاستا) الذي يسمح برفع دعاوى قضائية تحمل السعودية مسؤولية هذه الهجمات. وتنفي السعودية أي دور لها في الهجمات.

 

وتؤكد التقارير أن زيارة ترامب “ تحمل رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة تقف مع حلفائها المقربين في المنطقة ولا تتخلى عنهم” على حد قول مسؤول سعودي كبير لرويترز فيما يعكس رأي كثير من القادة الخليجيين في أوباما الذي اعتبروا أنه منح الاتفاق النووي مع إيران أولوية أكبر من التحالف الأمريكي الخليجي.

 

الجدير بالذكر أن زيارة أوباما للسعودية في أبريل/ نيسان 2016 كانت قد طغت عليها مشاعر الغضب في منطقة الخليج من نهجه في المنطقة وشكوك في مدى التزام واشنطن بالأمن الإقليمي.

 

وفي إشارة لوجهات نظر دول الخليج عن قيام إيران بدور من خلال قوى تعمل لحسابها في الصراعات الإقليمية في سوريا والعراق والبحرين واليمن قال المسؤول “هذه الإدارة (الجديدة) تأتي … وتقول ‘لا. انتظروا لحظة‘. إيران نشطة”.

 

ووصفت إدارة ترامب الاتفاق النووي مع إيران بأنه “أسوأ اتفاق” تم التفاوض عليه على الإطلاق ووجه مسؤولون كبار في الإدارة انتقادات متكررة لتصرفات إيران في دعم الرئيس السوري وأنشطتها الصاروخية ودعمها لجماعات متشددة في المنطقة.

 

وبحسب مصطفى العاني مدير برنامج الأمن والدفاع في مركز الخليج للأبحاث في جدة فإن قادة الخليج يودون أن “تصنف أمريكا الميليشيات التي تحظى بدعم إيراني ضمن الجماعات الإرهابية”.

 

دعم في اليمن

 

وتشير التقارير إلى أن السعودية تتطلع أيضًا لمزيد من الدعم الأمريكي في الحرب الدائرة في اليمن حيث يقاتل تحالف تقوده المملكة جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران وقوات موالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح لإعادة الحكومة المعترف بها دوليًا إلى السلطة.

 

وكانت إدارة أوباما أيدت السعودية عندما شنت ضربات جوية في اليمن في مارس/ آذار العام 2015.

 

وقال المسؤول السعودي الكبير إن السعودية، على النقيض من موقف إدارة أوباما، لا تتعرض لانتقادات من إدارة ترامب بسبب حرب اليمن.

 

وأكد مسؤول كبير بالبيت الأبيض أن النقاش في لقاء ترامب مع قادة مجلس التعاون الخليجي سيدور حول كيفية تدعيم هياكل المجلس الذي يضم في عضويته البحرين والكويت وسلطنة عمان وقطر والسعودية والإمارات لزيادة فعاليتها.