ما هي قصة المهدي المُنتظر عند الشيعة وكيف استغلها الخميني في الإرهاب؟

تقارير وتحقيقات

الخميني - أرشيفية
الخميني - أرشيفية

صاحب الزمان والحجة ابن الحسن.. ألقاب يطلقها الشيعة الإثنا عشرية على مهديهم المُنتظر وهو محمد بن الحسن العسكري، فعندما يرد ذكر اسمه يقف الشِّيعَة تبجيلا له، وعند ذكر اسمه يرفق الشِّيعَة معه دعاء “عجَّل الله فرجه” لينهي الله غيبته ويعجِّل بظهوره.

 

ويعتقد الشيعة الإثنا عشرية أن مهديهم المُنتظر لا يزال حيًّا يعيش في الغيبة الكبرى بعد انقطاع أخباره التي كانت ترد إلى شيعته أثناء غيبته الصغرى عن طريق سفرائه الأربعة.

 

تعطيل الفرائض

 

عطّل الشِّيعَة الإثنا عشرية بغيبة الإمام الأخير لهم كثيرًا من الأحكام الشرعية التي لا تقام في عقيدتهم إلا بوجود الإمام، ومنها الجهاد، فلا جهاد في عصر الغيبة، ولا زكاة إذ لا يحقّ لأحد أخذ الزكاة وتوزيعها إلا الإمام، ولا صلاة جمعة، ولا إقامة دولة.


نيابة الفقيه


 وظلّ علماء الشِّيعَة يحرِّمون تلك الفرائض عدة قرون إلى حين ابتداع نيابة الفقيه في الأمور الشرعية عن الإمام الغائب وتجويز إقامة الدولة في عصر الغيبة في عهد الدولة الصفوية 1500م إذا كانت تحت إمرة الفقهاء.


مع قيام الجمهورية الإيرانية عام 1979م حوَّل الخميني نيابة الفقهاء في الأمور الشرعية إلى ولاية مُطلَقة للفقهاء، بحيث يديرون الدولة كحقّ لهم، وأبطل الخميني عقيدة الانتظار الشيعية من الناحية العملية.


الانتظار الإيجابي


 وإن كانت الجمهورية الإيرانية تقول إنها في انتظار الإمام الغائب في ما عرَّفه الخميني بالانتظار الإيجابي، فجعل مهمة الولي الفقيه إعداد جيش المهديّ الذي سيحارب بهم أهل الأرض جميعًا لإقامة العدل بعد أن مُلئت جَوْرًا، وفي اعتقاد الخميني ومن تابعه في نظريتَي ولاية الفقيه والمهدوية، أن جيش المهديّ سيكون من شيعة أهل البيت فقط الذي آمنوا به وانتظروا ثم أخذوا يُعِدُّون العُدَّة لتسهيل ظهوره وإعداد جيشه.


قبل مجيء الخمينيّ كانت المرجعية الكبرى في النجف وقمّ تنعزل وتنأى بنفسها عن كلّ ما هو سياسيّ، ولا تُجوّز تأسيس حكومة إسلامية أو حتى المشاركة فيها، أو السعي لتحقيقها لأن هذا من أعمال المهديّ، ولا يجوز لغيره إقامتها في عصر الغيبة.


الخميني والانقلاب على الفكر التقليدي الشيعي


بمجيء الخمينيّ حدث انقلاب على الفكر التقليدي الشيعي واستغلال فكرة المهديّ للتثوير والجهاد والتأجيج الطائفي.


وبعد أن كانت فكرة المهديّ مدعاة للتقوقع السياسي صارت مدعاة للحرب والإرهاب، بسبب أدلّة روائية لا دليل على صحتها، فجرى التركيز على روايات ضعيفة من قبيل أنّ المهديّ لن يظهر إلا بتهيئة الأوضاع لظهوره، وتهيئة الأوضاع لا تكون إلا بمقتلة عظيمة في بلاد الشام، وخراب دمشق، وانفصال الأكراد عن سوريا، وتَدَخُّل البلاد الغربية في الشام، ونحو ذلك من أساطير وتغليف للأوضاع السياسية في المنطقة بغلاف الآيديولوجيا المتطرفة، كي يُستساغ -لدى العوامّ- التدخُّل والتحشيد الإيراني في صلب قضايا المنطقة.


لكن بعد قيام الجمهورية الإيرانية والتصديق على دستورها، أصبح من أهمّ مهام الولي الفقيه الذي يدير الدولة اعتماد السياسة المناسبة لتعجيل ظهور “المهديّ” وتسليمه الحكم والسلطة بعد تصدير “الثورة” واستكمال مشروع “ولاية الفقيه” الذي ينحدر في نظرهم من نسل النبي، وغاب عن الأنظار قبل ألف سنة، وسيعاود الظهور في زمن حرب، ليبسط العدل وقواعد الحكم الرشيد في آخر الزمان.


 بل وباسم المهديّ تُمرَّر القوانين والدساتير ويُمارَس الفساد بعيدًا عن المؤسَّسات الرقابية والشعبية بزعم أن المهديّ قد تلقاها بالقبول، بل وتوظَّف سياسيًّا ضدّ شرائح مجتمعية داخل إيران، وضدّ التيَّار الإصلاحي بخاصة.


ربط المهدي المُنتظر بخامنئي


 فمن ضمن أسباب تأخُّر ظهور الإمام الغائب، حسب ممثل خامنئي لدى الحرس الثوري علي سعيدي، الليبراليون والعلمانيون الإيرانيون، يقصد الإصلاحيين، أما ممثِّل خامنئي لشؤون مسجد جمكران محمد حسن رحيميان فيزعم أنّه كان شاهد عيان على لقاء خامنئي والمهديّ 13 مرة، ومن ثمّ فأيّ قرار من خامنئي هو قرار مهدويّ خالص لا يمكن رفضه.