الانتخابات الرئاسية الإيرانية: التشاؤم يخيم على أفراد الطبقة العاملة في طهران

عرب وعالم

اليمن العربي

على بعد أيام قليلة من الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في 19 مايو الجاري، يخشى المسؤولون من عدم مشاركة أفراد الطبقة العاملة والأحياء الفقيرة في التصويت بسبب قلة الحماس والتشاؤم اللذين يخيمان على قاطني تلك الأحياء.


في حي مولوي، وهو أحد أحياء العاصمة الإيرانية طهران تسكنه فئات من الطبقة العاملة، يخبو الحماس في شأنالانتخابات الرئاسية الأسبوع المقبل.


ويخشى المسؤولون ألا يشارك الناخبون القاطنون في أحياء فقيرة كهذه في انتخابات 19 أيار/مايو. ويحث المسؤولون الإيرانيون باستمرار الناخبين على المشاركة في التصويت، إذ ينظر إلى الامتناع إلى حد كبير على أنه ضربة لشرعية النظام.

فقد اختبر الإيرانيون كل توجهات الحكم، إصلاحيين ومحافظين من المؤسسة وشعبويين أصحاب الخطابات النارية. ولكن سكان مولوي في جنوب العاصمة يقولون إن حياتهم لم تشهد الكثير من التحسن.


وباتت محلات الحي الذي كان يوما مركزا تجاريا رئيسيا، مهترئة وملوثة بآثار دخان ملايين عادمات السيارات.
ويعبر بائع الملابس البالغ من العمر 35 عاما، باباك كياني، عن هذا التشاؤم بقوله "لا أرى أي شيء مميزا يحصل في المستقبل، بغض النظر عمن سيصبح رئيسا". ويضيف "قد أصوت، ولكنني أعرف أن ذلك لن يغير شيئا".

ويقول السكان إنهم يشعرون بأن المرشحين الستة الذين اختارهم مجلس صيانة الدستور الخاضع لهيمنة المحافظين  تجاهلوهم. ويشكو محسن الذي يعمل في بيع الجملة في البازار المحلي، من أن "أحدا لا يتحدث عنّا". وفي المناظرات الرئاسية التلفزيونية "لا أحد يأتي على ذكر الشاب البالغ من العمر 30 عاما والذي لا يزال غير قادر على بناء عائلة لأن لا مال لديه".


قيود اجتماعية صارمة خلال ولاية روحاني

إلا أن محسن يشير إلى أنه عاش سنوات أربع صعبة. وقال "لا نبيع أو نشتري شيئا (...) شيكاتنا لا تصرف".
ويقول إن القيود الاجتماعية وقبضة الشرطة القاسية لا تزال على ما هي عليه رغم وعود  الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني بإعطاء مزيد من الحريات للمجتمع.


وينتقد محسن الحظر الذي صدر مؤخرا على الحفلات الموسيقية والمقاهي في مدينة مشهد المقدسة.


ويقول إن سيارته احتجزت لمدة أسبوع لأنه رفع صوت مسجلتها عاليا بعدما فاز فريقه لكرة القدم في مباراة مهمة.
ويعبر سكان آخرون عن خيبة أمل تشعر بها مثلا ناديا غيليشي التي تقول إن أملها في أن تتحسن الأمور ضئيل للغاية.


وتضيف "ازداد الفقر والبطالة وأصبح الشباب مدمنين على المخدرات (...) لم يكن هناك إلا نتائج سلبية خلال الأعوام الأربعة الماضية".


ويتحدث بعض السكان عن ذكريات جيدة خلال عهد سلف روحاني، محمود أحمدي نجاد، رغمتصريحاته المثيرة للجدل التي زادت التوترات بين إيران والقوى الغربية.


ويذكر العديد من أبناء الطبقة العاملة قيام حكومته بتوزيع المعونات المالية وتنفيذ المشاريع التطويرية، على الرغم من أن ذلك تسبب في تضخم كبير أدى إلى انتشار أبنية مهجورة في طهران.


ولكن مجلس صيانة الدستور النافذ منع أحمدي نجاد والمئات غيره من المرشحين من خوض الانتخابات.