أبرزها المصالح المتبادلة.. تعرف تاريخ العلاقات الإيرانية العمانية

أخبار محلية

اليمن العربي

ظلت العلاقة بين عمان وإيران مستقرة لفترة طويلة، فربطهما علاقة وطيدة، على خلاف العلاقة بين إيران ودول الخليج الأخرى التي تشتكي من تدخل طهران بشؤونها الداخلية وضرب الاستقرار في الخليج، وبمرور الوقت أدركت عُمان أن إيران توظف معها سياسة المماطلة فيما يتعلق بعدد كبير من المشاريع المشتركة، وبالرغم من أن الأولى دائماً كانت سريعة معالجة الخلافات مع إيران من خلال تجنب كل سياسة من شأنها تهديد العلاقة الثنائية بينهما، إلا أنه نشبت بعض الخلافات بسبب مجلس التعاون الخليجي، إلا أن عمان نجحت في إمساك العصا من الوسط.

تُعتبر عُمان دولة صغيرة وهامشية داخل الكتلة القوية التي تحيط بها، وتتمتع عُمان بموارد محدودة مقارنة بدول الجوار، وهذا ما يدفعها لتأسيس المزيد من العلاقات الودية في المنطقة، إلى أن نجحت في لعب دور الوسيط، بفضل سياستها الخارجية التي تتميز بالحيادية والاستقلالية، وخلال الحرب التي اندلعت بين العراق وإيران، كانت عمان الدولة الوحيدة التي حافظت على علاقاتها مع إيران، دون أن يؤثر ذلك على دور الوساطة في عملية وقف إطلاق النار.

المفاوضات النووية
وبين سنتي 2010 و2011، نجحت عُمان، من خلال مشاركتها في المفاوضات، في تسهيل عملية إطلاق سراح 3 أميركيين كانوا محتجزين في إيران. وفي سنة 2012، استضافت مسقط المحادثات الثنائية بين إيران والولايات المتحدة، والتي أدت في النهاية إلى بداية مسار المفاوضات النووية، ثم إبرام اتفاق سنة 2015.

التعاون الاقتصادي
ويعزز علاقة التعاون الاقتصادي بين البلدين إقامة المعارض لمختلف المنتجات والسلع التي تنتجها شركات كل من البلدين والتي تشهد توقيع اتفاقات التعاون المشترك واجتماعات بغرض مضاعفة حجم التبادل التجاري في المستقبل والاستفادة من الفرص الاستثمارية التي يملكها كل منهما، فتوقيع الاتفاقيات المشتركة من شأنه أن يكون دافعًا للمزيد من التعاون الاستثماري بين البلدين، فضلاً عن المناخ السياسي المستقر بينهما.

حجم التبادل التجاري
وبلغ حجم التبادل التجاري حالياً بين البلدين اللذين يشتركان في الإشراف على مضيق هرمز، أكثر من مليار دولار سنوياً في نهاية العام الماضي، مقارنة بنحو 200 مليون دولار في 2006، ويوجد في عمان 259 شركة إيرانية مسجلة تمارس نشاطا تجاريًا في البلاد.

خلافات عمان مع إيران
وعقب قيادة المملكة العربية السعودية عملية تشكيل التحالف العسكري لمحاربة الجماعات الإرهابية في ديسمبر 2015، وقعت عمان على اتفاقية التحالف العسكري لمحاربة الإرهاب.

جاء قرار عمان في وقت تزايد فيه استياؤها من إيران، وكانت الأولى تتوقع مشاركة المكاسب الاقتصادية التي حققتها إيران بعد إعادة إدماجها دولياً، منذ إبرام الاتفاق النووي الذي وقعته في سنة 2015، لكن العلاقات بينهما كانت تتطور بنسق بطيء، وهو ما جعل إيران تستأنف مشاريعها ذات الأولوية مع شركاء أكثر ربحاً، من بينهم الاتحاد الأوروبي.

ونشبت بعض الخلافات بسن البلدين حول مواضيع شائكة، من بينها ما يتعلق بدور القوى الخارجية في المنطقة، وفي الوقت الذي تعارض فيه إيران التدخل الغربي في المنطقة، لا تمانع عمان، شأنها شأن حلفاء دول مجلس التعاون الخليجي، في الاعتماد على القوى الخارجية كلما كانت في حاجة إلى المساعدة الأمنية.

هل تخلت عمان عن إيران؟
وبالرغم من انتقاد دول مجلس التعاون الخليجي لعمان، بالسماح لإيران بتهريب الأسلحة للحوثيين، إلا أنها راهنت على العلاقات الودية مع جيرانها، وهكذا تمكن السلطان قابوس من الحفاظ على سياسة خارجية متوازنة ومحايدة لبلاده، ما جعله يستفيد من الدعم العسكري الإيراني ومن الحماية الأمنية السعودية في الآن نفسه، بالإضافة لعلاقات اقتصادية مع كليهما.