محطات تاريخية تُثبت التدخل "الإيراني" في الشئون السعودية (تقرير خاص)

أخبار محلية

اليمن العربي

تفننت في تدخلها في سياسة المملكة العربية السعودية، التي ركزت سياساتها على عدم التدخل في شؤون دول الجوار، ولكن أتت الدولة الإيرانية وتدخلت في شئونها فولد الصراع السعودي الإيراني المستمر حتى الآن.

 

مظاهرة الحجاج الإيرانيين في السعودية

مرّت تدخلات إيران في السعودية بمحطات كثيرة، والتي بدأت بشكل مباشر منذ أحداث شغب مكة عام 1987، عندما قامت مجموعة من الحجاج الإيرانيين، وبتحريض من سلطات بلادهم، بتنظيم مظاهرة سياسية غير مرخصة مناهضة لأميركا وإسرائيل والغرب، ما أدى إلى حدوث اشتباكات عنيفة بينهم وبين قوات الأمن السعودية، نتج عنها مقتل 402 شخص، منهم 275 حاجاً إيرانياً، و42 حاجاً من جنسيات أخرى، إضافة إلى مقتل 85 رجل أمن سعوديًا.

 

حادث تدافع مني

ولم تكن أحداث شغب مكة الحادثة الأولى التي استغلت فيه إيران  موسم الحج للتدخل في الشئون السعودية، ففي عام 2015، وقع حادثة تدافع مني، والتي تورط بها دبلوماسيون وضباط باستخبارات الحرس الثوري الإيراني اندسوا بين الحجاج الإيرانيين بجوازات سفر عادية وسقط فيها مئات القتلى أيضا.

 

وقد قامت إيران بكل تلك الأعمال التخريبية خلال مواسم الحج بهدف احتلال مكة، تلك الغاية التي يسعى لها قادة إيران منذ تأسيسه في العام 1979.

 

تدويل الحج

ومنذ عام 2014، يعمل نظام الملالي في طهران على طرح قضية "تدويل الحج"، وقد كرر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، في سبتمبر 2015، هذا الموضوع عندما طالب في رسالة نشرت على موقعه الإلكتروني وعلى وسائل إعلام إيرانية رسمية بأنه "يتعين على العالم الإسلامي أن يعيد النظر فيما يتعلق بإدارة الحرمين الشريفين والحج"، على حد قوله.

 

إعدام النمر واقتحام قنصلية المملكة

وبعدها تدخلت إيران في قضية إعدام نمر النمر و46 سعودياً بتهم الإرهاب، حيث هاجمت مجاميع الحرس الثوري والباسيج السفارة السعودية في طهران وقامت بإحراقها وتدمير ممتلكتها بشكل كامل في 2 يناير 2016، كما قام مهاجمون آخرون بمهاجمة قنصلية المملكة في مشهد، مما أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران بشكل كامل وأعقبتها مقاطعة عربية وإسلامية وإدانات دولية ضد إيران.

 

تصاعد الأزمات بين السعودية وإيران بسبب القضايا الإقليمية

أما في القضايا الإقليمية التي تركز الصراع السعودي الإيراني فيها بشكل أساسي على أزمتي سوريا واليمن، فإن إيران هي من بدأت التدخل في شؤون الدول العربية منذ أحداث الربيع في سوريا عام 2011، حيث حول ثورة الشعب السوري ضد الحاكم الديكتاتور إلى حرب طائفية أرسلت من أجلها وحدات من جيشها وحرسها الثوري ومرتزقتها من الميليشيات الشيعية من العراق ولبنان وأفغانستان وباكستان واليمن وغيرها.

 

وتلطخت أيدي النظام الإيراني بدماء أكثر من 500 ألف شخص ذبحوا من قبل نظام الأسد الذي أمدته إيران بقوات ما بين جنود نظاميين وعناصر خارج نطاق الدولة لإنقاذ النظام السوري، وقد صرح القادة الإيرانيون علناً بأنه لولا جهودهم لكان الأسد قد سقط من السلطة، ذلك الأمر الذي تصدت له السعودية وهاجمت على إثره الرئيس السوري بشار الأسد المدعوم من إيران.

 

عاصفة الحزم ودعم ميشليات تهاجم السعودية

أما في اليمن، فقد زادت إيران من تصعيد ممارساتها العدوانية ضد السعودية منذ أن أفشلت عمليات "عاصفة الحزم" مد النفوذ الإيراني في اليمن من خلال حلفائهم الميليشيات الحوثية الانقلابية، والتي انطلقت في مارس 2015 بقيادة المملكة لإعادة الشرعية في صنعاء، وردت إيران بدفع حلفائها الحوثيين بتصعيد عملياتها ضد السعودية حتى وصلت إلى إطلاق صواريخ نحو الأراضي المقدسة في مكة المكرمة، الشهر الماضي.

 

كما أرسلت طهران في وقت سابق شحنات الأسلحة والصواريخ وبعض عناصرها من مستشارين وخبراء عسكريين ومدربين من ميليشيات حزب الله اللبناني لدعم ميليشيات الحوثيين.