مخدرات إيران في العراق.. انتشار واسع دون رقابة

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي

كانت العراق فى عهد الرئيس صدام حسين تعدّ من ضمن الدول التي تكاد تخلو من آفة المخدرات لعقود، والأن أصبح ملف المخدرات فيه لا سيما في السنوات الخمس الأخيرة، من أخطر الملفات التي أسهمت بشكل كبير بتدمير المجتمع، في ظل غياب الدور الحكومي، وانتشار المليشيات الشيعية المسلّحة.

أخذت زراعة المخدرات تنتشر في بعض مناطق العراق، لا سيما الجنوبية منها والتى تسيطر عليها الميليشيات الشعية الموالية لإيران،

ووفقاً لما أكدته مصادر محلّية مطلعة، فإن زراعة المخدرات بدأت تزدهر في مناطق جنوب العراق، وسط حماية ورعاية خاصة من قبل جهات حكومية ومليشياوية نافذة.

 

مناطق الانتشار

قال مراقبون أن زراعة المخدرات في العراق بدأت تنتشر بشكل ملحوظ، لا سيما في المناطق الجنوبية، خاصة في محافظتي البصرة وذي قار، وسط غياب للرقابة الحكومية العراقية، موضحين أن أغلب هذه المزارع أنشئت في مناطق زراعية نائية، حوّلتها شخصيات تابعة لأحزاب نافذة في السلطة، وبمساعدة مليشيات مسلّحة عبر الحكومة، إلى مناطق خاصة بزراعة النباتات التي تدخل في صناعة المخدرات، مشيريين إلى أن هذه المزارع تتمتع بحماية وعناية كاملة من قبل عناصر المليشيات".

 

سبب إزدهار زراعة المخدرات

وعزت المصادر سبب ازدهار زراعة المخدرات في مناطق جنوب العراق دون غيرها إلى موقعها الجغرافي، وقربها من إيران، وسيطرة المليشيات على تلك المناطق، وعلى المنافذ الحدودية، فضلاً عن الفوضى والانفلات الأمني الذي تعيشه البلاد، والتغلغل الإيراني الذي جعل العراق ساحة لعصابات وتجار المخدرات، وفق تأكيدها.

 

محطة ترانزيت

 

معظم تجار المخدرات في إيران يوجهون بضاعتهم نحو العراق، ومن ثم يتم شحنها شمالا إلى أوروبا الشرقية، وإلى الجنوب والغرب، حيث دول الخليج وشمال أفريقيا.

وقال أحد ضباط الشرطة البارزين في محافظة البصرة بتصريح صحفي ، أنه “يوجد ممرين رئيسيين لدخول المخدرات إلى العراق”، حتى أن البلاد “تحوَّلت مؤخرا إلى مخزن تصدير تستخدمه مافيا المخدرات الإيرانية مستفيدة من انفلات الحدود”.

و أضاف الضابط، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن “الممر الأول عبر شط العرب وصولا إلى البصرة، والثاني من خلال مدينة الفاو الحدودية مع إيران. العصابات تستخدم الممرين للتهريب، وفي العراق يستهلك قسم كبير ويصدر الباقي إلى دول الجوار، ومنه ما يعبر إلى أوروبا”.

وزاد أن “العراق لم يعد محطة ترانزيت للمخدرات فحسب، وإنما تحوَّل إلى منطقة توزيع وتهريب، وأصبح معظم تجار المخدرات في شرق آسيا يوجهون بضاعتهم نحو العراق، ومن ثم يتم شحنها شمالا إلى أوروبا الشرقية، وإلى الجنوب والغرب ، حيث دول الخليج وشمال أفريقيا”.