ما قصة هذه ألأغنية التراثية ؟: 'في دقيقة والقمر ولى وفاجأنا الظلام'!

ثقافة وفن

اليمن العربي

'يسلم احمد باحكم' هو احد شعراء حافة«حارة» 'الحارة' المتألقين دائماً والذائعي الصيت بالشهرة، لم يكتفي شعره باللون 'الحميني' فقط بل واشتهر ايضاً باللون الغنائي، وله بروزٌ واضح في حارته كشاعر ولاعب ومتقن لرقصة مختلفة مثل: 'الخابة' و'الشبواني'  وهو من اصحاب 'الشنف' الاول «الصف الاول».

في سنة من السنوات كان مطلوباً للمشاركة مع حي 'باعوين' بالشحر، مشاركاً بشعرة ولعبه على رقصة 'العدة' و'الشبواني'، وحصل بينه وبين شاب من سكان مدينة الشحر يدعى 'احمد عبود بلخطب'، خلاف تطور الى عراك انتهى بمقتل 'بلخطب'.

وبهذا سُجن الشاعر 'باحكم' وبمساعي اهل الخير ومسامحة اهل القتيل فُرج عنه بعد ان قام بدفع الدية رجل المال وجاره من الدرجة الاولى المرحوم 'محمد سعيد الناخبي'، وبعدها غادر الى السعودية ليلتحق هناك بصديقه وجاره ايضا الفنان 'محمد جمعة خان'، ومن وحي محنته في السجن قال اجمل قصائده الغنائية.

وعندما عاد لارض الوطن ولاسباب مختلفة مثله ومثل غيره من الناس، حصل خلاف اسري مع زوجته والتي يعتبرها ملهمته وسراجه المنير ومحراب صلاته، ولكن العواذل والحساد حكموا شراكهم بوغر صدر ام اولاده، وهكذا في لحظة من لحظات الغضب رمت بزمام الزوجية وغادر عشها، ليكتوي جسمه بنار الهجر واشواق الغرام، حتى تفجرت ينابيع شعره بهذه القصيدة الرائعة "في دقيقة".

وقدم الشاعر 'باحكم' قصيدته لصديقه الفنان 'محمد خان' لتلحينها، وبعد ان فرغ 'خان' من قراءتها، طلب من الشاعر تعديل بعض كلماتها في البيت الذي يقول: "ليه يادهر المآسي ليه..  جردت الحسام"، بتعديله إلى:  "ليه طولت الخصام"، وذلك لدواعي الغناء فتم التعديل ولم يتم، فغناها محمد جمعه بالحالتين.

كلمات الأغنية:

في دقيقة والقمر ولى وفاجانا الظلام

في دقيقة وانصرم حبل الموده والوئام

لاجل كلمة غاب بدري فعلى الدنيا السلام

لاجل كلمة راحوا الاحباب واشتد الخصام

 ،،،،،،،،،،،،،،

اوغروا صدر حبيبي وملوه بكلام

علموه كيف يجفيني ويرمي بالزمام

فأكتوى جسمي بنار الهجر واشواق الغرام

فكني يانار للملتاع برداً وسلام

 ،،،،،،،،،،،،،،

قاتل الله الوشاة قاتل الله اللئام

اوحشوا قلبي وجابوني بلا ذنب حرام

واعترتني لوعة البين واضناني السقام

انني صابر على هذا الجفاء صبر الكرام

 ،،،،،،،،،،،،،،

ليه يادهر المآسي ليه طولت الخصام

هل لهذا الخصم من لفته ونظرة وابتسام

هل تعد تلك الليالي لي قضيناها دوام

بين ازهار ونبت نحتسي كأس المدام

  ،،،،،،،،،،،،،،

نامت الاعين الا مقل عيني ماتنام

وعيوني تسكب الدمع كاهطال الغمام

ادفنوني واذكروا بلواي عاما بعد عام

وادعوا ان يرحم الله محباً مستهام