بلوشستان والأحواز والأكراد.. تهديدات مُسلحة لنظام الملالي في إيران

تقارير وتحقيقات

المقاومة الأحوازية
المقاومة الأحوازية - أرشيفية

 في مارس 2015، نشر الموقع الإلكتروني لحركة "النضال العربي لتحرير الأحواز"، أن شباناً أحوازيين بدئوا بالفعل الثورة المسلحة ضد ما وصفوها بـ"قوات الاحتلال الفارسي" في المناطق ذات الغالبية العربية، غربي وجنوب غربي إيران، وذلك باستهداف مقر المباحث، بالإضافة لمركز أمني في مدينة الخفاجية قرب مدينة الأحواز.


قوات الاحتلال الفارسي كافةً في مرمى بنادق الثوار


موقع "أحوازنا" نقل، على لسان "الثوار الأحوازيون"، قولهم: "في ظل استمرار قوات الاحتلال الفارسي بارتكاب الجرائم ضد الشعب العربي الأحوازي، فإن عمليات المقاومة الوطنية الأحوازية ستتصاعد وتيرتها أكثر من السابق، وستكون قوات الاحتلال الفارسي كافةً في مرمى بنادق الثوار المرابطين في أرض الأحواز الطاهرة".


الأحواز وعاصفة الحزم


وفور انطلاق عاصفة الحزم في اليمن، أصدرت حركة النضال العربي لتحرير الأحواز بياناً لتأييدها، وتضمن: "إننا في الأحواز نستبشر خيراً بهذه الخطوة المباركة، وبأنها ظهيرة لنا في الخلاص من الاحتلال الفارسي الجاثم على صدورنا لتسعة عقود عجاف".


 كما أعلنت الحركة استعدادها التام إلى جانب شركائها في المقاومة البلوشية والكردية لأي تصعيد ضد الاحتلال الفارسي وقواته الغازية إذا ما اقتضت الضرورة، كما تزامن مع انطلاق عاصفة الحزم خطوات تصعيدية في منطقة الأحواز تحت اسم "ثورة مسلحة ضد قوات الاحتلال الفارسي".


تخوفات من الداخل


الساسة الإيرانيون، ومنذ عهد الشاه، حذروا من اندلاع ثورة مسلحة في إيران، قائلين: "إن الخطر الذي يمكن أن يحدق بإيران، هو إذا ما تأججت القومية العربية في خوزستان عن طريق الحدود العراقية".

 

ومنذ أن خضع الإقليم العربي "الأحواز" لحكم الشاه، ووضع الشيخ خزعل، آخر حاكم عربي للأحواز، رهن الإقامة الجبرية بطهران، منذ عام 1924، لم تتوقف الثورات والانتفاضات في الإقليم، ما بين انتفاضات سلمية وأخرى مسلحة، كما استمرت الانتفاضات إبان الحرب العراقية الإيرانية، حيث استغلها الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، لتكون مصدر تهديد داخلي ضد النظام الإيراني.


أعمال مسلحة سابقة

 

في عام 1980 احتجز أحوازيون 26 شخصاً بالسفارة الإيرانية في لندن، حتى اقتحمت قوات خاصة بريطانية السفارة بعد حصار استمر نحو 6 أيام، قتل على خلفيته 2 من الرهائن، وخمسة من الخاطفين، وكان الخاطفون مدعومين من صدام حسين آنذاك.

 

ويعاني المجتمع الإيراني والأحوازي تفشي الفقر، وارتفاع معدلات البطالة، إلى أرقام قياسية، وانتشار إدمان المخدرات، وتلوث البيئة ومياه الشرب على نحو يهدد الحياة البشرية.

 

وتعاني شعوب الأحواز، وغيرها، حرماناً في الحقوق السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وانعدام المصلحة المشتركة التي يجب على النظام الحاكم أن يتعامل بها، ما أدى إلى تعاون حركات تحررية عديدة معاً في تشكيلات مسلحة أو أعمال نضالية ضد المحتل.

 

تأسيس جيش العدل

 

وأما إقليم بلوشستان، فهو يعتبر أكبر محافظة بإيران ذات أغلبية سنية، ويعاني اضطهاداً كغيره من باقي الأقاليم، إلا أنه تحول إلى العمل المسلح منذ أكثر من عشر سنوات، بتأسيس جيش العدل عام 2002، للدفاع عن السنة في إيران، ومن أعماله أنه في عام 2009 سجل أهم عملية؛ بقتله 6 من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني، منهم نائب قائد سلاح البر في الحرس الثوري الإيراني.

  

ويخشى النظام الإيراني استمرار العمل المسلح داخل أراضيه، واندلاع ثورة تهدد نظامه الحاكم، وفور اندلاع ثورة مسلحة في الأحواز عام 2015، قطع الرئيس الإيراني حسن روحاني رحلته لجورجيا، عائداً إلى طهران معلناً حالة الاستنفار القصوى.