القصة الكاملة للمُخطط الإيراني بالتدخل المُذهبي الشيعي على أرض نيجيريا (تقرير)

تقارير وتحقيقات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لم يهدأ لإيران بال في يومًا ما إلا بعد أن تحقق هدفها المنشود ألا وهو نشر المذهب الشيعي في القارة السمراء، وخاصة بنيجيريا لما تتمتع به من أهمية إستراتيجية واقتصادية باعتبارها من أهم الدول المنتجة للنّفط في القارة بالإضافة لكسب تعاطف الدول الأفريقية لكسر حاجز العزلة الغربية المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي.

 

حيث تم رصد" مُخطط إيران لنشر المذهب الشيعي في نيجيريا في السطور التالية.

 

بداية الانتشار

في عام 1980، لم تكن تعرف نيجيريا المذهب الشيعي التابع لإيران، إلى أن بدأ إبراهيم زكزاكي الحاصل على بكالوريوس الاقتصاد من جامعة أحمد بن بللو باعتناق المذهب الشيعي، وسعى لنشره داخل البلاد من خلال قراءته الترجمات الإنجليزية للكتب الشيعية التي كانت توزعها السفارة الإيرانية مجانًا بدعم مالي ولوجستي ودعائي كامل من قبل إيران ولم ينجح في تحقيق تقدم ملحوظ حتى عام 1995.

 

بعد نجاح الثورة

وبعد انتصار الثورة في إيران التي نشبت عام 1979، بدأت إيران تتخذ خطوات للانفتاح المذهبي حول العالم، وخاصة بعد تحول نظام ملكي تحت حكم الشاه محمد رضا بهلوي الذي كان مدعومًا من الولايات المتحدة واستبدلته بالجمهورية الإسلامية عن طريق الاستفتاء في ظل المرجع الديني آية الله روح الله الخميني قائد الثورة بدعم من العديد من المنظمات اليسارية والإسلامية والحركات الطلابية الإيرانية.

 

خطوات المُخطط

كما سعت السلطة الإيرانية لتوغل مذهبها بتمويل التبشير الشيعي في البلدان المسلمة ذات الأغلبية السنية، واعتبرت السلطة في إيران نشر المذهب الشيعي سبيلًا لتوسعة نفوذها إذ يعتبر من يعتنق المذهب الشيعي عبر القنوات الإيرانية أنه تابع لـ"لولاية المطلقة للفقيه" الذي يرتكز عليه النظام الحاكم في إيران حسب دستوره.

 

نيجيريا الهدف

وبعد تمويل السنيين بنيجيريا، حددت إيران التوغل في القارة السمراء هدفًا لتحقيق أهدافها الإستراتيجية لكسر حاجز العزلة الغربية المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي، إذ ترى إيران في القارة الأفريقية ساحة سهلة المنال من أجل كسب التأثير والنفوذ.

 

طائفة الشيعة بنيجيريا

يذكر أن عدد سكان نيجيريا يبلغ حوالي 150 مليونا 55% منهم مسلمون سنة على المذهب المالكي، واليوم تعيش في نيجيريا أقلية شيعية تستقر بشكل خاص في مدينة زاريا بولاية كادونا تقدر بعشرات الآلاف، تنظمهم وتقودهم "المنظمة الإسلامية" التي يتزعمها "إبراهيم زكزكي" الذي يعتبر المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي مرجعا دينيا له.

 

الشيعة في أرقام

وفي المقابل تؤكد إيران أن عدد الشيعة يبلغ حوالي 4 إلى 10 ملايين نسمة تحولوا إلى المذهب الشيعي نتيجة لدعم إيران لإبراهيم زكزاكي إلا أن نيجيريا تؤكد هذا عدد مبالغ فيه حيث لا يتجاوز عدد الشيعة عشرات الآلاف، ولم تتبع الأقلية الشيعية النيجيرية إيران في المذهب فحسب بل انتقلت إليها حتى الطقوس والعادات والتقاليد المعمول بها في المناسبات المذهبية للطائفة الشيعية على الطريقة الإيرانية، فحمل صور المرشد المؤسس آية الله خميني والمرشد الحالي علي خامنئي في مثل هذه المراسم تؤكد انتماء هذه المجموعة للجهة الممولة.

 

أهداف إيران

تعتبر نيجيريا في أهم الدول بغرب إفريقيا، فبها كثافة سكانية عالية وأكثر من نصف سكانها من المسلمين كما تتمتع بأهمية إستراتيجية واقتصادية باعتبارها من أهم الدول المنتجة للنّفط في القارة، وهذا ما جعلها مطمع لتوغل المذهب الشيعي بأراضيها.

 

عام الانتفاضة

وفي عام 2016، اعتبرت نيجيريا أن إيران تتدخل في الشئون الداخلية للدولة، وحدثت اشتباكات عنيفة بين الشيعة والجيش النيجيري عقب اتهامها بمحاولة اغتيال قائد الجيش توكور بوراتاي، واندلعت عندما نصب الشيعة حاجزًا مؤقتًا على طريق خلال مرور موكب ديني ما أدى إلى إغلاق الطريق أمام موكب قائد الجيش النيجري، واتهم الجيش النيجيري الحركة المدعومة من إيران بمحاولة مقصودة لاغتيال قائد الجيش، وهو ما نفته الحركة وبعدها دمر الجيش منزل زعيم الحركة الشيعية الشيخ الزكزكي في حي غيليسو في زاريا إضافة إلى الحسينية التابعة للحركة.