كيف حاولت إيران تحويل المذهب الزيدي إلى الإثنا عشري (تقرير)

تقارير وتحقيقات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

منذ أن تأسست الدولة الزيدية في اليمن عام 280 هجرية لم يكن هناك صراع مذهبي يفضي للصراع المسلح مع الشافعية التي كانت المهيمنة على المناطق الوسطى حتى جاءت إيران لتحاول اختراق المذهب الزيدي وتحويله إلى مذهب اثنا عشري جعفري.


 

الحوثيون المنفذ الأول


وعقب الثورة الخمينية عام 79م بدأت ايران تصدير الثورة الخمينية وكانت اليمن هي أهم الدول التي مدت علاقات مع مؤسس التمرد حسين بدر الدين الحوثي ووالده والذين زاروا إيران وقعدوا فيها سنوات.



قضى بدر الدين الحوثي وابنه حسين في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي عدة سنوات في العاصمة الدينة قم وعادوا بانشداه واسع حول الفكرة الخمينية ليحاولوا اختراق المذهب اليزيدي وتحويله الى فكرة خيمينية متمردة على الدولة.



أسس حسين بدر الدين الحوثي مع محمد يحيى عزان شبكة الشباب المؤمن وكان يكلف بعضا منهم بالذهاب كل جمعة الى الجامع الكبير بصنعاء لإطلاق الصيحة "الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة اليهود"، وهذا هو الشعار الخميني.



 وتدريجيا بدت يتحول نشاطهم بتكوين ميليشيات عسكرية والاحتكاك بجيش الحكومة، وقد خاضوا خلال خمس سنوات من تسعينيات القرن المضي اكثر من ستة حروب، الحوثيون كسائر الشيعة المتأثرين بالصفوية الفارسية يعمدون في خطبهم وجلساتهم سب الصحابة وزوجات الرسول والعمل على نشر معتقداتهم.

 

 

ويقول الكاتب مصلح معيض، لقد قضى بدر الدين الحوثي قرابة ثمانية أعوام في إيران ؟ فماذا فعل به الإيرانيون في قم وطهران ومشهد ؟ وكيف تحول الفقيه إلى جاسوس يسقط هويته وانتماءه لبلاده ويخون حتى مبادئ عقيدته، ما حدث هو أن الخطاب الزيدي والمذهب الزيدي بأكمله قد تعرض لاختراق خطير، ولأول مرة تعلو الشتائم ضد كبار صحابة النبي صلى الله عليه وسلم الأجلاء في اليمن وبلسان شخوص ينتمون للمذهب الزيدي ، وخاصة أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي اللّه عنهما . وفي واقعة شهيرة وكاشفة وعندما تمت مواجهة يحي الحوثي بتسجيلات لشتم كبار الصحابة على لسان المدعو حسين بدر الحوثي ، أجاب يحي الحوثي، والذي يشغل الان وزير التربية في حكومة الانقلاب، بإجابة تفضح الحقد والكراهية ضد أكابر صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، وبهتان مذهب يقوم بأكمله على الكذب بدعوى التقية ، وقال الحوثي :” : أنا لست ضدهما ولكن لا أترضى عليهما".

 

المنح الدراسية في قم



واصلت إيران اختراق المذهب الزيدي في اليمن إذ لم تقتصر على نشاط الحركة الحوثية والفكر الذي أشاعه حسين الحوثي ولكن قدمت منح دراسية للشباب أغلبهم من المناطق الشمالية للدراسة في مدينة قم.



واستطاعت إيران تجنيد هؤلاء الشباب للعمل لصالحها في اليمن، من أجل دعم الحركة الحوثية، ويكونوا ضمن أساتذة جُدد للتشيع في مقار جديدة وهو وعد قطعه صالح الصماد رئيس المجلس السياسي للحوثيين عقب عودته من زيارة طهران يناير 2015م، بالقول إن إيران ستفتح مراكز ثقافية في اليمن، وخلال السنوات ال26 الماضية استطاعت إيران تشبيع هؤلاء بالمذهب الاثنى عشري من أجل العمل على نشره في اليمن، وإكسابهم المهارات الكافية لكي يكونوا دعاة أو أئمة يدعون إلى هذا المذهب.


 

وقد كانت إيران كثفت من استقطاب مئات الطلاب إلى مدينة قم لتعلم المذهب الاثنا عشري، وبرز على إثر ذلك عصام العماد والذي أعلن اعتناقه المذهب الاثنا عشري الجعفري وأعلن بعدها إمامته للشيعة في اليمن من خلال إعلان "المجلس الشيعي الأعلى".