"اليمن العربي" يكشف الحياة الفنية للشاعر الحضرمي "عبدالله باوزير" (صور)

أقام مراسل موقع 'اليمن العربي' في حضرموت لقاءً صحفياً مع الشاعر والملحن الحضرمي 'عبدالله باوزير' اليوم، واستعرضنا فيه أسباب ضعف الفن في حضرموت وكيف بالإمكان تجنبها، وماهو دوره الشخصي وبصمته تجاه الفن في حضرموت.

 

*: نبذة تعريفية عنك.

 

عبدالله سعيد باوزير، ابوفيصل، متزوج، المهنة عمل خاص، من مواليد 1976.

 

**: متى بدأته دخول المجال الفني؟

بدأت الكتابة في عمر الرابعة عشر دون ان يدرى بي احد وحتى تخرجت من الثانوية و دخلت الجامعة، وفي مستوى ثاني كانت البداية على يد الفنان الكبير 'عارف فرج' الذي غنى اول عمل لي و كان له دور كبير في نشر اعمالي و تعريفي بالفنانين.

 

واول عمل تغنا به الفنان 'عارف' كان في حفلة زواجي، و لحن هذا العمل استاذي و اخي العزيز العازف المعروف و المتألق 'يسلم بافطيم'، و كان العمل مقدم من الفنان عارف و فرقته الموسيقية بمثابة هدية بمناسبة زواجي، وكانت مفاجأة لي لأن ليس لدي علم.

 

ومطلع النص كالآتي:

يوم قابلته صدفة

تو رماني بطرفه

ذاب قلبي افتتن

قلت له لحظة وقفة

راح و تركني في نوف

صعبة طريق الهوى قفرة ماتقبل الخوف

 

*: ماهي ابرز أعمالك سابقا؟

 

**:ابرز الاعمال السابقة التي لاقت انتشار كبير و تغنى بها الكثير من الفنانين هي اغنية 'ولا شر عليك' و هي من كلماتي و ألحاني و أول من غناها الفنان الكبير و المعروف 'علي بن بريك'، وكذلك اغنية' غالي قدرك و مقدارك' ايضا من كلماتي و ألحاني  وغناها الفنان 'عارف فرج'، و اغنية 'فضها سيرة' كلامي و لحني و غناء الفنان المعروف 'احمد مرجان'.

 

*: ماهي ابرز أعمالك هذه الفترة؟

 

ابرز الاعمال في هذه الفترة هي كتابة اغنية النخبة 'الحضرمية'، و كتابة اوبريت حضرموت تنتصر الذي شاركني فيه كتابة الشاعر المعروف 'مجمل' و لحناً استاذي العزيز و اخي الغالي الفنان 'انور الحوثري' و ايضا من الاعمال الجديدة هي اغنية 'مبروك للوادي و ساحل حضرموت' و من كلماتي و ألحان اخي صديقي العزيز الفنان 'سالمين رمضان' و هي دويتو للفنانين الكبيرين 'علي العطاس' و 'عبدالحكيم السومحي'.

 

*: أيهما اسهل في نظرك الكلمات (شعر الأغنية) أم اللحن بالنسبة للأغنية الحضرمية؟

 

**: الفن الحضرمي ليس سهل سواء شعرا او تلحينا و اذا كان سهل في نظر البعض فهو السهل الممتنع.

 

بدليل انه لا يخوض فيه إلا الحضارم انفسهم من شعراء او ملحنين و هذه ميزة يتميز بها الفن الحضرمي، نحن نتكلم عن خاصية الصياغة سواء في الكتابة او التلحين، و لكن الكل تغنى بالنص الحضرمي و اللحن الحضرمي من كبار و صغار فناني الخليج و الوطن العربي، و هذا يعود بسبب رئيسي الى اللهجة الحضرمية التي هي اقرب للهجة الخليجية 'اللهجة الوسطية'.

 

لهذا اول ما انتشرت كانت في الخليج و بشكل غير عادي و اكاد اجزم بأنه لا تقوم حفلة غنائية في الخليج الا و يتغنوا و لو بأغنية واحدة حضرمية و هذا ليس كلامي بل كلامهم هم انفسهم، و السبب الاخر هو قوة الكلمة في النص، و عبقرية الألحان الأكثر من رائعة، يعود الفضل بعد الله لكبار الشعراء و الملحنين مثل الشاعر و الملحن الراحل 'حسين المحضار'، و'حداد بن حسن' و 'عبدالقادر الكاف' و الشيخ 'احمد بن عبود العطيشي باوزير' رحمهم الله جميعا، وغيرهم الكثير و الكثير ارجو المعذرة لعدم دكر البقية.

 

*: هل هناك شعراء بمستوا عال في حضرموت؟ هل هناك مانع من ذكر أسماء؟

 

**: حضرموت بطبيعتها ولادة و فيها الشعراء و الملحنين و المغنيين و العازفين، و الحمد لله سيتواكبون على مر السنين ان شاء الله و بدون ذكر اسماء.

 

*: أنا الاحظ أن الفن في حضرموت قل بشكل ملحوظ.. هل تؤيدني؟، هل تعتقد أن هذا مرتبط بالشعر الغنائي؟

 

**: ليس الفن الذي قل فحسب بل امور كثيرة التعليم الصحة الاقتصاد الأمن، وهذه عوامل تؤثر بشكل مباشر و غير مباشر في الحياة الفنية و ليس في الشعر الغنائي فقط بل في كل الفنون.

 

*: كيف تعتقد سيكون وضع حضرموت الفني بعد سنين إذا سار الوضع بهذا الشكل؟

 

**: الوضع الفني بشكل عام في خطر.

 

*: في سبيل إحياء المجال الفني في حضرموت بشكل مستمر، ماهي وجهة نظرك إذا تم تحديد أو إنشاء مسرح أوقاعة، بالتنسيق مع جمعية الفنانين في حضرموت ومجلس المحافظة، لتقام فيه فعاليات وأنشطة فنية مختلفة، بشكل تطوعي من الفنانين، أو بمبالغ رمزية إن أمكن.. مع العلم أني سمعت لك بصمة سابقة في هذا الجانب، ممكن توضح.

 

ما فائدة انشاء قاعة او مسرح و ليس لديك معهد موسيقي، اولا لابد من اعادة المعهد الموسيقي بالمكلا الذي من خلاله سيتخرج العازفين و الفنانين و من خلاله ايضا ستحافظ على موروثك الغنائي، من ثم يتم انشاء القاعة او المسرح وكما تفضلتم تقام فيه الحفلات و المناسبات التي ستخلق روح التنافس بين العازفين و الفنانين، و بهذه الطريقة سنشاهد و سنسمع اعمال انا على ثقة انها ستكون رائعة.

 

اما ما اقوم به انا و بعض اصدقائي من الفنانين و العازفين و شعراء و ملحنين و مهتمين هو التجمع مع بعض عندي و قد انشأنا منتدى 'ملتقى الاحبة' و قد تفضلتم انتم بزيارتنا، و برغم شحة امكانياتنا إلا اننا استطعنا التغلب على الظروف و تم الحمد لله ولادة اعمال كثيرة من مكاننا هذا المتواضع.

 

فلو اهتمت السلطة المحلية بهذا الجانب سيكون هناك كل جديد وجميل فنيا، ونحن موعودون بالأهتمام في هذا الجانب خصوصا انه زار موقعنا في الآونة الاخيرة مدير عام مديرية مدينة المكلا الدكتور عبدالباقي الحوثري.

 

والذي ابدى اهتمامه و دعمه للفن و الفنانين و يتكلم بلسانه و بالسان محافظ المحافظة اللواء الركن 'احمد سعيد بن بريك'، و الذي هو ايضا وعدنا بالدعم أللا محدود و ذلك في سبيل اعادة و تطوير الفن و الفنانين من خلال انشاء معهد موسيقي و ترميم و اعادة بناء مقر جمعية الفنانين.

 

*: هل تعتقد أن هذا سيسهم في تحسين الوضع الفني؟

 

**: الاهتمام بالفن و الفنان و الشاعر و الملحن و الرسام و المسرحي طبيعي ان يسهم هذا في تحسين الوضع الفني.

 

هل رحيل عمالقة الشعر الغنائي سبب في ضعف الفن، ومن مسؤليته أهم المغني ام الشاعر، ولماذا؟

 

**: لا شك ان رحيل كبار الشعراء الغنائين سبب فقدان الشي الكثير و الضعف ايضا.

 

و المسؤلية تقع على الشاعر و المغني و المغني يتحمل الجزء الاكبر، لأن و للأسف المغنيين في السنوات الأخيرة حاصروا انفسهم بالقديم دون النظر للتجدد علما بانه توجد نصوص كثيرة و جميلة و ألحان رائعة ايضا و لشعراء كثر، لكن المشكلة في المغني الذي لا يريد الاجتهاد و الظهور بالجديد الذي سيفتح ابواب التنافس في الغناء و الشعر و التلحين.

 

ولكي نكون منصفين هناك من يقدم الجديد و لكن ليس بحسب المطلوب و نرجو من باقي الفنانين الظهور بالجديد فحضرموت فيها من الشعراء و الملحنين الذين لديهم الجميل و الاجمل.

 

*: إلى ماذا تحتاج حضرموت ليعود الفن الحضرمي إلى أمجاده؟

 

**:لقليلٍ من الإهتمام بالفن و الفنان و الشاعر و الملحن عندها سترى و تسمع كل جميل.

 

*: في الأخير، كلمة لك أستاذ عبدالله.

 

**: كلمتي الأخيرة نحمد الله على هذه النعمة التي نحن فيها و بفضل من الله اصبحنا افضل من غيرنا.

 

و كل ما نرجوه من السلطة المحلية هو الإلتفات للفن و للشاعر و للملحن و لكل مبدع،

لأن الفن هو الأمن و هو العلم و هو الصحة.

 

ممكن انت بأغنية ان ترشد أمة،و تدعوها للعلم او للمثابرة بشي ما، فأم كلثوم كانت تغني في القاهرة الأغاني الثورية و المحفزة للقتال فتشتعل جبهات سيناء.

 

الفن هو رفيق كل المراحل الوطنية فمن الغباء ان نقول ليس للفن دور في مجالات التنمية بشتى انواعها اذا للفن دور في الحرب فكيف في السلم و التنمية.

 

الفن رسالة سامية و ليس كما يظنه البعض انه مجرد طبول و مزامير الفن رسالة حب و ترجمان الثقافة وهو لغة الشعوب.