اشتعال الحرب بين السعودية وإيران.. والمعركة تنتقل إلى "الأمم المتحدة" (تقرير)

تقارير وتحقيقات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

حالة من الصراع، بين السعودية وإيران، واتهامات متبادلة برعاية ودعم الإرهاب، اشتعلت بعد تصريحات ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، وتهديده لطهران بنقل المعركة فيها، مشددًا على أنه لا توجد تفاهم أو حوار بين البلدين، وإثر ذلك اشتعلت إيران ولم تهدأ وصعدت الأمر بشكوى السعودية للأمم المتحدة واتهامها بتمويل داعش وجبهة النصرة، ودعم الإرهاب، محذرة من فناء الرياض حال ارتكبت الأخيرة أي حماقة بشأن إيران.

 

محمد بن سلمان: لن نُلدغ من إيران مرتين

البداية، حينما أكد ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، الثلاثاء الماضي، أن المملكة العربية السعودية "لن تُلدغ" من إيران مجددًا، على حد تعبيره، مشددًا على أنه لا توجد نقاط التقاء بين الرياض وطهران للحوار والتفاهم.

 

لا مجال للتفاهم مع إيران

وأضاف سلمان، خلال مقابلة مع قناة "الإخبارية" السعودية الرسمية، ردًا على سؤال ما إذا كانت السعودية قد تقيم حوارًا مع إيران: "كيف أتفاهم مع واحد أو نظام لديه قناعة مرسخة بأنه نظام قائم على أيدولوجية متطرفة منصوص عليها في دستوره ومنصوص عليها في وصية (زعيم الثورة الإيرانية الراحل، روح الله الموسوي) الخميني بأنه يجب أن يسيطروا على مسلمي العالم الإسلامي ونشر المذهب الجعفري الاثني عشري الخاص فيهم في جميع أنحاء العالم الإسلامي حتى يظهر المهدي الذي ينتظرونه.. هذا كيف أقنعه؟ وما مصالحي معه؟ وكيف أتفاهم معه؟"

 

واستطرد سلمان: "الكلام يكون بين وبيني دولة أخرى مثلًا، إذا كان في إشكالية نبدأ بحلها، نتحدث، ماذا تريد أنت وماذا أريد أنا؟.. مثلًا مع روسيا، كيف نتفاهم حول سوريا؟ ما هي مصالحك وما هي مصالحي؟ هذا يمكن التفاهم معه."

 

وتابع بأن إيران تنتظر "المهدي" وتريد تحضير بيئة خصبة له وتريد السيطرة على العالم الإسلامي، وأن طهران حرمت شعب الدولة لأكثر من 30 عامًا من التنمية لتحقيق ذلك الهدف. وأكد أن النظام الإيراني "لن يغير رأيه" في عشية وضحاها.

 

المعركة ستكون في إيران

وأكد الأمير محمد أن عهد وثوق السعودية في إيران ولى، مشددًا: "لا يُلدغ المرء من جحر مرتين"،  لُدغنا من إيران مرة، المرة الثانية لن نُلدغ، ونعرف أننا هدف رئيسي للنظام الإيراني، الوصول لقمة المسلمين هدف رئيسي لإيران، ولن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية، بل سنعمل لكي تكون المعركة عندهم في إيران وليس في السعودية."

 

إيران تتهم السعودية بدعم الإرهاب

وردًا على تصريحات ولي ولي العهد السعودي، اتهمت إيران السعودية الأربعاء الماضي، بـ"السعي إلى إثارة التوتر في المنطقة"، قائلةً إن ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع محمد بن سلمان أدلى بتصريحات "هدامة" بشأن استبعاد الحوار مع طهران- بحسب زعمه-.

 

وزعم بهرام قاسمي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، في تصريحات لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إسنا"، إن "هذه التصريحات دليل على أن السعودية تدعم الإرهاب وتسعى إلى سياسات المواجهة والدمار في المنطقة وتجاه إيران"

 

إيران تشكو السعودية للأمم المتحدة

ولم تكتف إيران بالرد على تصريحات ولي ولي العهد السعودي، واتهام السعودية بدعم الإرهاب، بل تقدمت بشكوى ضد السعودية للأمم المتحدة، وقال مندوب إيران الدائم لدي الأمم المتحدة غلام علي خوشرو، إن التصريحات الأخيرة لـ"بن سلمان"، "تنطوي على تهديد سافر ضد إيران".

 

وتابع المندوب الإيراني، في رسالة وجهها إلى الأمين العام للمنظمة الدولية ورئيس مجلس الأمن الدولي، احتجاجًا على التصريحات التي أدلى بها محمد بن سلمان، "يمثل تهديدًا سافرًا ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية وانتهاكًا للبند 4 من المادة 2 من ميثاق الأمم المتحدة".

 

وأضاف خوشرو في رسالته، أن تصريحات ولي ولي العهد السعودي، "لا تمثل تهديدًا ضد إيران فحسب بل هي أيضًا بمثابة القبول الصريح لضلوع النظام السعودي في الأعمال الإرهابية والمتسمة بالعنف في داخل إيران"، متابعًا؛ أن "منطقتنا والعالم تتكبد خسائر وأضرارًا فادحة على مدى العقود الأربعة الماضية بسبب الحساسية السعودية، التي هي في غير محلها تجاه إيران".

 

اتهامات للسعودية بتمويل "داعش" و"النصرة"

وزعم خوشرو، السعودية بتأسيس "القاعدة" و"طالبان" في عقد التسعينيات وبمؤازرة واسناد عمليات الإرهاب وزعزعة الاستقرار في العراق منذ العام 2003 وتشكيل وتمويل وتسليح "داعش" و"جبهة النصرة".

 

مطالب للمجتمع الدولي بمحاسبة السعودية

وهنا، دعا مندوب إيران، المجتمع الدولي "لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لإرغام السعودية على وقف دعمها السافر للإرهاب والتطرف في المنطقة وأنحاء العالم لاسيما وضع حد لما وصفه بالعدوان على الشعب اليمني".

 

وأكد خوشرو أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية ليس لديها أي رغبة أو مصلحة في تصعيد التوتر مع جيرانها وما زالت جاهزة للحوار والمواكبة لتعزيز الاستقرار في المنطقة ومكافحة العنف المتطرف المزعزع للامن والاستقرار ونبذ الكراهية الطائفية وتأمل أن تلبي السعودية نداء العقلانية هذا".

 

إيران تحذر: "لن يبقى مكان آمنًا في السعودية باستثناء الأماكن المقدسة"

واستمرارًا لحرب التصريحات الكلامية، هدد حسين دهقان وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان، السعودية، عقب تهديد الأمير محمد بن سلمان ولي ولي عهد السعودية بنقل "المعركة" إلى إيران، قائلًا؛ "إن إيران لن تُبقي أي مكان آمنا في السعودية باستثناء الأماكن المقدسة إذا ارتكبت الرياض "أي حماقة".

 

وتابع دهقان، في تصريحاته لـ"وكالة أنباء تسنيم"، "إذا ارتكبت الرياض أي حماقة بالاعتداء على إيران فإنه لن يبقى منَ السعودية مكان آمن غير مكةَ والمدينة"، مضيفًا؛ "يعتقدون أن بوسعهم فعل شيء لأنهم يمتلكون قوة جوية" وذلك في إشارة على ما يبدو إلى اليمن حيث تهاجم الطائرات الحربية السعودية بانتظام المقاتلين الحوثيين المتحالفين مع إيران والذين يسيطرون على العاصمة صنعاء.