كيف تحاول إيران تغيير الأنظمة القائمة في المنطقة إلى كيانات موالية لها؟

تقارير وتحقيقات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ينشط الإيرانيون في معظم دول الآزمات سواء أفغانستان لتجنيد شبان شيعة وإرسالهم للقتال في سورية، بالإضافة لتدخل طهران في الشأن الداخلي لكل من السعودية والبحرين والعراق من خلال دعم ميليشيا الحشد الشعبي.


وقال خبراء مهتمون بالشأن الإيراني إن التدخل الإيراني في الدول العربية والإسلامية يوحي بأن هدف إيران هو تحويل الأنظمة القائمة في المنطقة إلى كيانات موالية لها، وخير دليل على ذلك ما يحدث في العراق الآن.


وتابع الخبراء: "فبعدما كان النظام الحاكم في العراق يقف بالمرصاد لتحركات إيران نحو جيرانها وخاض معها معارك كثيرة، تحول إلى مدافع عن المصالح الإيرانية، ومطلقاً يد قادة الحرس الثوري الإيراني وعلى رأسهم قاسم سليماني ليعبثوا بالداخل العراقي، عبر نشر الطائفية وتغيير التركيبة السكانية في المدن السنية".


والأدهى أن نجد من يصف إيران بأن لها مواقف إيجابية مع العراق، ويصف السعودية بأنها الأسوأ في مواقفها مع بغداد، كما جاء على لسان قاسم الأعرجي عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي.


وإذا نظرنا أبعد من ذلك، نجد تحولاً في الموقف الإيراني تجاه حركة «حماس»، فبعدما كانت إيران تدعمها نرى اليوم اتهامات إيرانية لها بالسعي إلى التفاوض مع إسرائيل عبر تركيا، وهو ما قاله مستشار الحرس الثوري الإيراني العميد خسرو عروج أخيراً.


ويُمكن تفسير ذلك بأن سابق الدعم الإيراني لـ «حماس» حصل عندما كانت إيران غير قادرة على التدخل في قضايا المنطقة إما للعقوبات التي كانت مفروضة عليها وإما لقوة الأنظمة الحاكمة قبل الربيع العربي، فسعت من خلال دعمها «حماس» إلى إيجاد موطئ قدم لها في قضايا المنطقة من خلال استمالة الشعوب العربية الداعمة دوماً للقضية الفلسطينية، أما اليوم فأصبح لإيران أذرع عدة في المنطقة، فما الحاجة من وجهة نظرها إلى دعم «حماس» السنية؟.


خلاصة القول إن ما يعني إيران في المنطقة هو التمدد عبر الطائفية والمذهبية، وفي سبيل ذلك لا تتورع عن إثارة المشاكل وزعزعة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وهو ما جعلها وفق تصنيف الخارجية الأميركية للإرهاب الدولي عام 2015 أكبر راعٍ للإرهاب في العالم.


ويمكن القول إن نشر المذهب الشيعي في المنطقة العربية ليس هدفاً إيرانياً في ذاته، ولكنه أبرز آليات تحقيق الهدف الفارسي وهو السيطرة على المنطقة، ما يتطلب تكاتفاً عربياً لمواجهته ولسدّ أي ثغرة تدخل منها إيران لالتهام دولة عربية أخرى، فنبكي يوماً على فُرقتنا على طريقة المثل العربي: «أُكلتُ يوم أُكل الثور الأبيض».