إيران وقاعدة اليمن.. دعم وتوظيف وأشياء أخرى

تقارير وتحقيقات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لا يقتصر الدعم الإيراني للمليشيا المسلحة في اليمن على جماعة الحوثي الشيعية، بل يتعداها إلى تنظيمات مدرجة، أمريكيا، على لائحة الإرهاب، كتنظيم القاعدة.

 

ورغم أن القاعدة تبدي ـ ظاهرا ـ عداء لجمهورية إيران إلا أن هذا العداء لم يترجم إلى نشاط عملياتي ضد هذه الدولة ولو لمرة واحدة، كما حدث، على سبيل المثال، مع المملكة العربية السعودية، وهو أمر يثير الكثير من الشكوك حول حقيقته.

 

كما إن إيران، التي تدعي محاربة الإرهاب، سهَّلت مرور أعضاء التنظيم من أفغانستان عبر أراضيها إلى عمان ومن ثم إلى اليمن عقب سقوط حكم طالبان في أفغانستان.

 

ويستعرض "اليمن العربي" في هذه المادة أبرز الأحداث والدلائل ضمن هذا السياق.

 

إيران تدير القاعدة

في السياق يؤكد القيادي السابق في فرع القاعدة اليمني، السعودي محمد العوفي، أن التنظيم يدار من قبل إيران.

 

وكان العوفي أعلن انشقاقه عن قاعدة اليمن عام 2009م وقال أن الانشقاق جاء بعد تأكده من وجود علاقة قائمة على الدعم والتوظيف بين التنظيم وبين إيران.

 

وذكر العوفي، في تصريحات صحافية عقب انشقاقه عام 2009م، أن الاستخبارات الإيرانية واستخبارات دولة أخرى تقدما دعما استخباريا للقاعدة.

 

وأشار العوفي إلى لقاءات عدة جمعت قيادات حوثية بقيادات من تنظيم القاعدة.

 

داعش يؤكد العلاقة

في السياق أيضا يقول تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إن أوامر القاعدة وراء عدم مهاجمته لدولة إيران.

 

وفي كلمة "عذرا أمير القاعدة" يؤكد المتحدث السابق باسم تنظيم داعش، أبو محمد العدناني، أن تنظيمه كان قادرا على مهاجمة إيران داخل أراضيها قبل أعوام، لكن توجيهات قيادات القاعدة، التي كان يراعيها قبل الخلاف، حالت دون ذلك.

 

ويضيف: "وظلّت الدولة الإسلاميّة تلتزم نصائح وتوجيهات شيوخ الجهاد ورموزه، ولذلك لم تضرب الدولة الإسلامية الروافض في إيرانَ منذ نشأتِها، وتركت الروافض آمِنين في إيران، وكبحَت جِماح جنودها المستشيطين غضباً، رغمَ قدرتها آنذاكَ على تحويل إيرانَ لِبُرَكٍ من الدماء، وكظمَت غيظَها كلّ هذه السنين تتحمّل التُّهَمَ بالعمالة لألَدِّ أعدائِها إيران لعدم استهدافها، تاركةً الروافض ينعمون فيها بالأمن امتثالاً لأمر القاعدة للحفاظ على مصالحها وخطوط إمدادها في إيران".

 

ممر آمن

ومن المهم الإشارة هنا إلى أكثر الجهاديين اليمنيين الذي كانوا في أفغانستان إبان حكم حركة طالبان، فروا، دون قلق، إلى إيران عقب اجتياح أمريكا لأفغانستان.

 

وقد سهَّلت إيران، حينها، عودة هؤلاء الجهاديين إلى اليمن، ليلعبوا، فيما بعد، أدوارا تخدم مشاريعها الإقليمية، وأهمها استهداف المملكة العربية السعودية.

 

ومن بين من عادوا إلى اليمن عبر إيران، زعيم التنظيم السابق، ناصر الوحيشي، والذي عد من قيادات القاعدة الخطرة بعد بن لادن والظواهري.

 

مسرحية الملحق

في عام 2013م اختطف تنظيم القاعدة المحلق الثقافي في سفارة إيران، أحمد نور نيكبخت، واقتادوه إلى جهة مجهولة.

 

وبدا لافتا أن المحلق اختطف في وضح النار ومن أكثر شوارع العاصمة صنعاء حركةً.

 

وأثيرت حينها الكثير من الشكوك حول عملية الاختطاف هذه، وذهب البعض إلى أنها تمت بعلم الاستخبارات الإيرانية، كي تكون مبررا لإطلاق سراح قيادات من القاعدة في سجون إيران.

 

وفي عام 2015م أعلنت السلطات الإيرانية أنها حررت المحلق نيكبخت بعملية استخباراتية على الأراضي اليمنية.

 

غير أن وزارة الداخلية، التي كانت خاضعة حينها لسيطرة مليشيا الحوثي أكدت أن هناك عملية مقايضة بين إيران والقاعدة.

 

وأضافت الداخلية في بيان لها أن "عملية المقايضة تمت نتيجة اعتقال عناصر من القاعدة في بلد آخر، وفي ضوء تلك العملية التي جرت خارج اليمن تمت المقايضة بالإفراج عن الدبلوماسي الإيراني مقابل الإفراج عن تلك العناصر المضبوطة في تلك الدولة".

 

وبحسب مصادر مقربة من القاعدة فإن من بين من أفرجت عنهم إيران القيادي في التنظيم سيف العدل المصري.

 

وتشير المصادر إلى أن تنظيم القاعدة حصل على مبالغ مالية كبيرة من إيران إلى جانب إطلاق سراح قادته.

 

وأثيرت حينها أسئلة عن طرق تواصل إيران مع القاعدة قبل الاتفاق على المقايضة.

 

في المحرر

ومن أبرز ما يدل على أن إيران هي التي تتحكم بخيوط تحركات وأنشطة التنظيمات المسلحة في اليمن، هو ظهور تنظيم القاعدة بقوة في المناطق المحررة من مليشيا الحوثي وصالح.

 

وتسعى إيران من خلال هذه الحركة إلى تخفيف الضغط على المليشيا الحوثية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، عبر صرف الأنظار والجهود إلى القضية التي يمكن أن تؤثر على الموقف الغربي.

 

كما إن إيران، ومن خلال ذلك أيضا، تضع الخارج أمام صورة مرعبة للمناطق التي يتم تحريرها من المليشيا الموالية عقديا لها، لدفعه إلى الوقوف ضد عملية التحرير.

 

تجدر الإشارة إلى عمليات تنظيم القاعدة تراجعت بشكل كبير داخل العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات الخاضعة لسيطرة مليشا الحوثي منذ سيطرة الأخيرة على تلك المحافظات.