كيف أفشلت «عاصفة الحزم» مخططات إيران في اليمن ؟ (تقرير)

تقارير وتحقيقات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أعدت إيران مخططاً جديداً يضمن بقاءها في اليمن في ظل تقدم القوات الشرعية،وذلك عند انطلاق عاصفة الحزم التي تتبناها دول التحالف العربي بقيادة المملكة السعودية .

 

«مخطط إيران»

 

يقتضي ذلك المخطط الإيراني الاتجاه نحو الحديدة واقليم تهامة كمنطقة تظل تحت سيطرة الجماعة الحوثية وعدم التفريط بها او خسارتها في أي حال من الأحوال.

 

«الأقاليم»

 

اقتضت الخطة الإيرانية النظرة إلى الأقاليم الثلاثة الجند وآزال وتهامة  التي لازالت تحت سيطرة الانقلاب وفضّلت  التركيز على اقاليم تهامة وعدم خسارته ولا يهمها خسارة البقية ، وعلى مستوى المحافظات اليمنية التي لازالت تحت سيطرة الحوثي فضّلت خسارة تعز وإب وصعدة وذمار وصنعاء وعدم خسارة الحديدة .

 

«الجانب العسكري»


يتضمن مخطط إيران في الجانب العسكري جعل الحديدة آخر محطات المواجهات ونقطة  ينتهي إليها الانسحاب ، فالمواجهات في صنعاء وصعدة وتعز يتم التعامل معها بشكل غير جدي حتى لا يتم استنزاف عناصر جماعة الحوثي المقاتلة ، وفي حالة تحرير صنعاء العاصمة وصعدة معقل رأس الحوثي فإن التمركز سيكون في الحديدة وفيها ستواجه الحوثية مواجهاتها الشرسة وتستخدم كل مالديها من قوة للمواجهة على الارض ، بالاضافة الى استخدام الموقف الدولي كروسيا وغيرها بالتدخل القوي لعدم تحرير الحديدة ،وهذا المخطط الايراني العسكري في اليمن تختلف به مع المخطط العسكري الخاص بصالح شريكهم في الانقلاب والذي يقتضي الدفاع عن صنعاء وعدم خسارتها كونها العاصمة واستخدام كل مالديه من قوات عسكرية لتعزيز معركة الدفاع عن مدينة صنعاء ، وفي الجانب الآخر فإن قيام التحالف العربي بجعل اولوية التحرير لمحافظة الحديدة اربك مخطط إيران العسكري ولخبط مراحل ادارة المعركة ومراكزها المرتبة على الارض .

 

مخطط إيران يتضمن بقاء المشروع الايراني داخل اليمن في اقليم تهامة ، كون هذه المنطقة تمتلك مقومات بناء دولة كاملة لما تمتلكه من مساحة ارض وسكان وسواحل ومنافذ بحرية وخصوبة ارض صالحة للانتاج الزراعي ، بالاضافة أن منطقة اقليم تهامة تحتل موقعاً يمتلك تهديد جنوب اليمن لقربه منه وتهديد المملكة السعودية ايضاً كونه يلتقي مع حدودها في جيزان عبر محافظة حجة التي تتبع الاقليم ، وهنا ستتمكن إيران في بناء مشروعها الحقيقي القوي في اليمن عبر اقليم تهامة الذي ستكون مساحته ملائمة لتصنيع الاسلحة واستقبال الدعم الايراني عبر البحر ، واحتضان كل جماعة الحوثي وقياداتها التي ستترك كهوفها في صعدة وتجعل الحديدة مركزاً رئيسياً لها .

 

 «خطوات للحديدة»

 

اتخذت جماعة الحوثي خطوات خاصة تجاه الحديدة بما يخدم المخطط الإيراني ، ومن أهم تلك الخطوات هي استخدام سياسة التجويع في الحديدة ومنعت كل المساعدات حتى ظهرت المجاعة في منطقة التحيتا وغيرها ، واستخدام سياسة التجويع الهدف منه تحقيق حالة التركيع وضمان بقاء مواطن في الحديدة لا يفكر بأن يقاوم جماعة الحوثي ، فالجائع لا يستطيع أن يقاوم ولا يفكر إلا في بطنه فقط ، بينما قامت جماعة الحوثي باستخدام الحديدة كبديل لصعدة في الجانب الجماهيري والاحتفال بالمناسبات الدينية الخاصة بالجماعة ، بالاضافة إلى استخدام طريقة شبه كاملة للاستيلاء على المساجد وفرض خطباء وأئمة تابعة للجماعة وارتفاع نسبة النشاط الثقافي والفكري بشكل كبير أكثر من اي محافظة يمنية اخرى ، بينما قامت الحوثية ايضاً باقتراف اشد الجرائم والانتهاكات والاختطافات والقتل في الحديدة .

«مراقبون»

 

كشف مراقبون "لليمن العربي" بأن كان لنجاح عاصفة الحزم، أحبطت مخطط إيران في اليمن ، وجاء حديث مندوب اليمن لدى منظمة الأمم المتحدة، السفير خالد اليماني، في تصريحات له، بأن الميليشيات ومنذ استيلائها على السلطة، عملت على تنفيذ أجندة إيران التوسعية في اليمن والمنطقة، عبر محاولات السيطرة على اليمن، والاعتداء على المناطق الحدودية في السعودية، وتدمير النسيج الوطني، وإحياء النعرات الطائفية والإمامية، وزرع الإرهاب بأشكاله كافة.