سجون إيران.. مقرات مجهولة للاغتصاب والتعذيب (تقرير خاص)

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي

تعرف السجون في أي دولة إنها وسيلة لعقاب المجرمين على جرائمهم التي خرجوا من خلالها على القانون، ولكن سجران دولة إيران يبدو أن لها أهداف آخرى دون العقاب، بعدما إنتشرت حالات الإغتصاب داخل تلك السجون خلال الفترة الأخيرة.

 

وخلال السنوات الماضية نُشرت تقارير كثيرة عن عمليات اغتصاب في سجون إيران خاصة خلال الفترة التي رافقت احتجاجات 2009، حيث وجّه الزعيم الإصلاحي المعتقل مهدي كروبي رسالة إلى أكبر هاشمي رفسنجاني أكد فيها أنه بحوزته شهادات لبعض النساء والرجال الذين تعرضوا للاغتصاب في السجون.

 

اغتصاب السجينات في إيران

ونشرت وكالة 'هرانا' التابعة لمجموعة ناشطي حقوق الإنسان الإيرانيين، تقريراً مفصلاً عن سجن 'قرتشك' للنساء الذي يقع في صحراء شرق طهران، مشيرة إلى أنه  'أخطر السجون في إيران وأسوأها نظراً لتعرضهن للاغتصاب والتعذيب والظروف الصحية والنفسية السيئة المفروضة على السجينات'.

 

وقالت الوكالة، إن السجن هو الأكثر خطورة والأسوأ سمعة، من بين سجون النساء في إيران، وذلك نظراً لوجوده في صحراء قاحلة بالقرب من بحيرة للملح واستيعابه عدداً كبيراً من السجينات رغم ضيق مساحته وكذلك عدم تفكيك السجينات حسب الجرائم مما يتسبب بحدوث الكثير من حالات العنف، ناهيك عن انعدام الخدمات الصحية وانتشار حالات التعذيب في السجن.

 

وبحسب التقرير، يضم السجن بقواطعه السبعة أكثر من 2000 سجينة، حيث تقطن 200 إلى 300 سجينة في كل قاطع بعضهن برفقة أطفالهن ويتزايد هذا في تزايد كل عام، ولا تتعدى كل مساحة السجن 1500 متر ومساحة القواطع وقسم الإدارة وباقي أجزاء السجن لا تتعدى 400 متر وهذا يعني أن حصة كل سجينة ما يقارب 20 سنتيمترا فقط.

 

ولا يوجد غرف في السجن، بل هناك صالة واحدة فيها 600 سرير وتنام باقي السجينات أي 1400 امرأة وفتاة وبعض الأطفال على الأرض. وبحسب المصدر، 'تتعرض السجينات في سجن 'قرتشك' إلى أنواع التعذيب بما فيه 'الاغتصاب'، كما تتعمد سلطات السجن الإهانة والازدراء والضرب والشتم كأسلوب للتعامل مع السجينات وهذا ما خلف آثارًا نفسية مدمرة عليهن.

 

وتعاقب سلطات السجن السجينات اللواتي يحتجن على ظروف السجن كرداءة الطعام أو عدم وجود خدمات صحية برميهن في الزنزانة الانفرادية مع سجينة أخرى مضطربة نفسيا، وذلك كوسيلة للتعذيب.

 

اغتصاب الرجال في سجون إيران

أعلن أحمد شهيد، مقرر الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في إيران، أن 85% من النساء و35% من الرجال يتعرضون للاغتصاب في سجون إيران.

 

 وأضاف شهيد في اجتماع مع صحافيين إيرانيين في كندا، نشرته صحيفة "شهروند" الصادرة من تورنتو الخميس أن التعذيب في إيران أصبح ممنهجاً ومنتشراً في المعتقلات الإيرانية، متابعًا:  "التعذيب يستمر في إيران مادام هناك نظام يعفو عن المتورطين في التعذيب."

 

ودعا أحمد شهيد إلى إطلاق سراح النشطاء السياسيين خاصة مير حسين موسوي ومهدي كروبي، موضحاً أن بعض الأحكام لا تتلاءم مع الاتهامات التي يطرحها القضاء ضد المعتقلين، مشيرًا إلى أحكام الإعدام الصادرة بحق خمسة نشطاء سياسيين من عرب الأهواز، وقال: "إنهم ينتظرون حكم الإعدام لمشاركتهم في أنشطة ثقافية."