ما وراء تشديد الإجراءات الرقابية للسلطات الإيرانية على الانترنت؟ (تقرير)

تقارير وتحقيقات

صورة أرشفية
صورة أرشفية

في العقد الأول من القرن 21، شهدت إيران زيادة كبيرة في استخدام الإنترنت حيث وصل عدد مستخدمي الإنترنت إلى 20 مليون شخص، وحاليًا تعتبر إيران ثاني دولة في الشرق الأوسط من حيث عدد مستخدمي الإنترنت بعد إسرائيل في البداية، ولكن في السنوات الأخيرة أجبر موفرو خدمات الإنترنت على حظر المواقع السياسية وحقوق الإنسان والمرأة، الأمر الذي أكدت عليه المنظمات العالمية أن إيران تمر بأزمة حقيقة بشأن الرقابة الزائدة على الانترنت.

 

الحريات في إيران تواجه معارضة شديدة

تعد freedom house هيئة عالمية ترصد الحريات المدنية في العالم، وفي أحدث تقرير لها تفيد بأن إيران هي رقم 1 في العالم من حيث تشديد الرقابة على الإنترنت، تقول freedom house في تقريرها: إنه على الرغم من خطابات روحاني الإيجابية فيما يخص الإنترنت، إلا أن الحريات في إيران ما زالت تواجه معارضة شديدة من قبل المرشد الأعلى وجبهة المحافظين.

 

تعليقات الشباب

وفي تعليقات بعض الشباب الإيراني على هذا التقرير نقرأ:"الحقيقة أن ما يبقي حكومة الملالي في إيران على قيد الحياة هو مسألة الرقابة، لو زالت لسقطت حكومتهم في مدة قصيرة"، مؤكدًا أن "الملالي" يخافون إطلاع الشعب الإيراني على ما يجري في إيران والعالم، فهم لا يريدون أن يدرك حجم الكارثة الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها، وحجم التخلف الذي وصلت إليه إيران خلال الـ 37 سنة الماضية، وحجم الفقر والجوع الذي يعاني منه هذا الشعب، مذكرًا أنه كلما أحب الشعب الإيراني شيئاً فإن النظام يسلبه منه.

 

الأسوأ عالمياً

وبحسب تقرير freedom house، أرسلت في عام 2014 ثمانية أشخاص خلف القضبان، حيث حُكم عليهم بالسجن بما مجموعه 127 سنة، ويضيف التقرير أن حصول إيران على المرتبة 191 من بين 199 دولة جعلها الأسوأ عالمياً في مجال حرية الصحافة والمطبوعات.

 

النظام يشدد الرقابة

ويرى كريستوفر كولنبرى، أحد الناشطين في مجال حرية الرأي على الإنترنت، أن وضع الإنترنت في إيران يمر بأزمة وأن النظام يهدف من إغلاق وتشديد الرقابة على هذا المنفذ إلى الحيلولة دون المناقشات السياسية، وتنظيم الصفوف في حال المظاهرات، مؤكدًا أن حرية الرأي في إيران مقترنة بالموت أو السجن المؤبد أو التعذيب، اليوم يُعمل النظام رقابة شديدة على الإنترنت، وأغلب الظن أن الإنترنت يقبع تحت رقابة أمنية مشددة.

 

من بينهم إيران

وفي مارس 2016، أصدرت منظمة صحفيون بلا حدود بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة حظر الإنترنت تقريراً بعنوان "أعداء الإنترنت" ذكرت فيه أسماء خمس دول من بينها إيران خلال الـ 100 سنة الماضية، كانت حدود الرقابة في إيران تختلف باختلاف السلطة الحاكمة، وكانت تتعرض لجزر ومد دائمين، وغالباً ما كانت تتستر بستار حفظ الدين والعقيدة تارة، أو الثقافة واللغة أو المصلحة والوحدة الوطنية تارة أخرى في سبيل قمع الحريّات، لكن ما يميّز الرقابة في عهد ولي الفقيه هو أنها مدعّمة بدعامة أيديولوجية مما منحها موقعاً مميزاً مكّنها من النفوذ إلى أكثر مناحي الحياة خصوصية بالنسبة للأفراد، فتجاوزت نشاطاتهم السياسية والاجتماعية إلى غرف نومهم وأسلوب لباسهم وأكلهم وشربهم.