مخاوف من إنعكاس إستراتيجية المواجهة الميدانية ضد القاعدة

أخبار محلية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أبدى مراقبون محليون مخاوفهم من الانعكاسات التي قد تحدثها إستراتيجية المواجهة الميدانية ضد القاعدة في اليمن والتي يرون أنه تخدم القاعدة .


وبحسب المراقبين فإن يبدو أن تراجع التنظيم الإرهابي تحت وطأة العمليات العسكرية، وانكماشه بعدد من المناطق التي كانت خاضعة لسيطرته بالكامل، دفعا به إلى محاولة تحقيق اختراق على جبهات أخرى خاصة جنوبي البلاد، في محاولة للتغطية على خسائره التي مني بها.


ويرى المراقبون أن تزامن الضربات الأميركية مع إعلان التنظيم عن تواجده بكل من مدينتي تعز وعدن يعد محاولة للضغط السياسي والعسكري على التحالف العربي والحكومة الشرعية.


ويرجح المراقبون أن التنظيم يسعى عبر هذا الإعلان إلى تحقيق أكثر من هدف استراتيجي، عبر إظهار تماسكه وعدم تأثره بالضربات الأميركية، إلى جانب قدرته على التغلغل في المناطق المحررة، وفتح جبهة مواجهة جديدة مع الجيش اليمني وحلفائه في محاولة لاستنزاف جهودهم.


ويستدعي دعم الجهد العسكري الأميركي لاستئصال القاعدة والجماعات المتطرفة بحسب المراقبين، حزما أكبر من جانب الرئيس عبدربه منصور هادي خاصة في إدارة أوضاع المناطق المحررة، ومعالجة مشاكلها حتى لا تتمكن عناصر القاعدة من توظيف حالة الاضطرابات والفوضى الأمنية والتنظيمية بالشارع.


ويشدد المتابعون للشأن اليمني أيضا على ضرورة إبداء مواقف أكثر صرامة من حزب الإصلاح، الذي يعد الواجهة السياسية لتنظيم الإخوان باليمن في ظل تورط الحزب وقيادته بشكل صريح في توفير غطاء أمني لمقاتلي تنظيم القاعدة على أكثر من جبهة، فضلا عن التعاون الموثق بين الإخوان والقاعدة في مناسبات سابقة.


ويرى مراقبون أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تريد إحداث “نقلة نوعية” في الحرب على الإرهاب وإظهار مقدرتها على تحقيق ما عجزت عنه إدارة أوباما، من خلال تنويع العمليات، والانتقال من الطائرات دون طيار إلى المواجهات المباشرة.


ويرى المحلل السياسي والمختص في شؤون تنظيم القاعدة سعيد الجمحي أن “التحول الحاصل في سياق الحرب على الإرهاب يعكس رغبة أميركية لتحقيق مكاسب سياسية”. وعلى الرغم من الفعالية الكبرى التي تميزت بها العمليات الأميركية، إلا أن الجمحي يحذر من “الانعكاسات التي قد تحدثها إستراتيجية المواجهة الميدانية ضد القاعدة”، والتي يرى أنها قد “تخدم تنظيم القاعدة”.


ويشير الجمحي إلى أنه وعلى الرغم من النجاحات التي تحققها الضربات المكثفة والمشاركة البرية، إلا أن القاعدة سوف تستغل ذلك بالمزيد من الترويج لخطاب عاطفي، تدغدغ من خلاله مشاعر الساخطين على الولايات المتحدة، من خلال إعادة استغلال المعجم الديني ووصف المعركة بأنها بين “الإسلام والكفر العالمي” وأنها “هجمة صليبية”، وذلك على غرار خطابات سابقة لقادة التنظيم.