المرأة الإيرانية تُحرق بـ"الأسيد" في بلد العمامة‎ (تقرير)

تقارير وتحقيقات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تسود حالة من الذعر والهلع بين النساء الإيرانيات، عقب تكرار حالات الهجوم بالأسيد في الشوارع من قبل متطرفين، بدواعي مكافحة سوء التحجب، مما جعل بعض النساء يرتدين خودة تحفظ وجوههن من هجوم محتمل، وسط غياب تام لدور لقوات الشرطة الإيرانية.

 

وانتشرت ظاهرة مهاجمة النساء بالأسيد في إيران منذ عام 2014 حتى الأن، وبدأت في مدينة أصفهان, وسرعان ما امتدت الظاهرة إلى مدن إيرانية مختلفة خلال أشهر، ما أثارت ردود فعل شعبية شديدة واحتجاجات واسعة مطالبة بوضع حد لهذه الظاهرة من خلال كشف الجناة.

 

اتهام الميليشيات المقربة من النظام

واتهم المتظاهرون من سموهم الميليشيات المتطرفة المقربة من النظام بارتكاب هذه الجرائم، وقارنوا بين أفعالهم وأفعال تنظيم داعش الإرهابي ضد النساء في العراق وسوريا .

 

وكانت وحدات خاصة تابعة لقوى الأمن الداخلي الإيراني قمعت تجمعات احتجاجية ضد ظاهرة رش النساء بالأسيد في كل من العاصمة طهران أمام البرلمان، وفي مدينة أصفهان، ما أسفر عن اعتقال 20 متظاهرا وجرح آخرين.

 

من جهتها، قالت صحيفة "شرق" الإصلاحية، إن نتائج التحقيق الذي قامت به لجنة برلمانية لعينات الاسيد أظهرت أنها عملية متسلسلة ومدبرة مسبقا في مناطق عديدة.

 

318 حادثة في سنة

وفي عام 2014 تم الهجوم على 318 امرأة بالحمض، وفق تصريحات لقائد الشرطة الإيرانية، وترجع هذه الظاهرة لعدة أسباب منها التشدد والتطرف الديني واستغلال الرجال هذه المادة للانتقام ومعاقبة المرأة، مثلما حدث أمينة بهرامي الذي أصيبت بالعمى بعد أن قام خطيبها بإلقاء الحمض على وجهها لأنها رفضت الزواج به، وأصبح الهجوم على النساء بالحمض كما لو أنه عمل عادي.

 

الباسيج وخطبة رجل الدين

وممن تم الاعتداء عليهن في السابق امراة تدعى عظيمة، وكان السبب عدم لبسها الحجاب بشكل سليم، بحسب قناعة المهاجمين، وهي واحدة من خمس نساء تم الهجوم عليهن بالأسيد في أصفهان عام 2015.

 

وينتمي المعتدي لقوات الباسيج شبه العسكرية الذي قال إنه تحرك تأثراً بخطبة الجمعة لرجل الدين، يوسف طبطبائي، ممثل "الولي الفقيه" في أصفهان.

 

تحرك ناشطين

ودعا ناشطون إيرانيون، السلطات لاتخاذ خطوات باتجاه وقف هذه الظاهرة، كما تتظاهر النساء الإيرانيات بشكل دوري ضد هذه الظاهرة، إلا أن هناك تساهلاً من السلطات في إنزال العقوبات التي نادراً ما تنفذ.

 

واشنطن تطالب بكشف ومحاسبة المسؤولين

 أدانت مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة، سامنثا باور، تعرض عدد من النساء الإيرانيات إلى الحرق بواسطة مادة الأسيد الحمضية، "ماء النار"، مما أدى إلى وفاة إحداهن متأثرة بالحروق.

 

وكتبت " باور"، على حسابها على تويتر: "إن أمريكا تدين الهجمات غير الإنسانية ضد النساء في إيران بسبب عدم ارتدائهن الحجاب"، كما طالبت الحكومة الإيرانية بكشف ومحاسبة المسؤولين.