تعرف على "الفتوى الخمينية" التي قتلت 30 ألف سياسي في إيران

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي

بعد نهاية الحرب الايرانية العراقية أصدر خميني فتوى بإعدام جميع أعضاء وأنصار مجاهدي خلق في جميع السجون الايرانية، وأدت هذه الموجة الرهيبة إلى إعدام ما لايقلّ عن ثلاثين إلفاً من السجناء السياسيين، وكان جميع المسؤولين في النظام متورطين في هذا الجريمة الكبرى، لكن ومع الأسف بقي المجتمع الدولي متفرجاً لهذه المجازر ولم يبد أي ردّ فعل تجاهها، لأن هذه المجازر بعد وقف الحرب الايرانية العراقية وكان العالم منشغلا بخبر سارّ أن نظام الملالي خضع أمام مطلب دولي كبير.

سرية تامة

ولتغطية جرائمة ومجازرة البشعة في حق الإنسانية فقد طبق النظام الإيراني سرية تامة على هذه المجازر حيث انقطعت جميع إمكانيات التواصل مع السجناء فلم يعرف العالم ما ذا حدث في غياهب السجون. والمعلومات حول هذه الجرائم جاءت تحت الضوء شيئا فشيئا ومن خلال مضي سنوات، وفور صدور الفتوى بدأت اللجان –المحاكم- المشكّلة بموجب الفتوى أعمالها بتوجيه سوآل بسيط للسجناء المجاهدين معصوبي العينين: بأي جماعة تنتمي؟ وكل من ردّ على هذا السؤال ب«مجاهدي خلق» كان مصيره إلى المشانق. ومن ردّ ب«المنافقين» فيوجه له أسئلة أخرى. وفترة المحاكمة لم تتجاوز دقيقتين أو أقل. وتعلّق ستة أشخاص معاً على كل مشنقة. هذه الوتيرة بدأت في طهران وتوسعت إلي مختلف المحافظات الايرانية.كانت معظم الضحايا من مجاهدي خلق – أي ما يقارب تسعين بالمائة منهم- وبعد التخلص من المجاهدين قاموا بتصفية المعارضين الآخرين أيضا.

إعدام ثلاثين الف سجين سياسي

آية الله منتظري تحدث عن «إعدام عدة آلاف خلال بضعة أيام»، والتقرير السنوي للامم المتحدة كتب عن « نقل 860 جثمانا من سجن ايفين إلى مقبرة بهشت زهراء» خلال ثلاثة ليالي، وفي عديد من السجون الايرانية لم يبق من السجناء أحد حياً حتى يروي القصة.

المقاومة الايرانية وبناء على كمّ هائل من التقارير والوثائق والشهادات أعلنت أنّ ما يقارب ثلاثين الف سجين سياسي تمّ تصفيتهم خلال أشهر.بشاعة وفظاعة هذه الجرائم دفعت بمنتظري الذي كان الخليفة المعين لخميني أنذاك من عشرة أعوام أن تحتج على هذه الجرائم فكتب رسالتين إلي خميني ورسالة أخرى إلي أعضاء لجنة الموت في طهران. وقد دفع منتظري ثمن هذا الموقف باهظاً حيث نحاه خميني من منصبه.

نص الفتوى

نص الفتوى التي أصدرها الخميني لقتل ألاف السجناء السياسيين:

"من حيث أن المنافقين الخونة لا يعتقدون بالإسلام، وما يقولونه هو من باب الخداع والنفاق، وأنهم ارتدوا عن الإسلام باعتراف من قادتهم، وبالنظر إلى أنهم جواسيس، فهم محكومون بالإعدام. إني أرجو أن تنالوا رضا الله المتعال بغضبكم وسخطكم الثوري على أعداء الإسلام، السادة الذين حملوا على عاتقهم المسؤولية أولئك الذين لم يترددوا ولم يوسوس لهم، وسعوا أن يكونوا “أشداء على الكفار”. التردد في المسائل القضائية الثورية هو تجاهل لدماء الشهداء الطاهرة" توقيع/ روح الله الخميني.