"ندا آقا سلطان".. ملاك طهران التي كشفت قمع النظام الإيراني أمام العالم (تقرير)

أخبار محلية

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

"صوت وملاك إيران".. بهذا اللقب وصفت ندا آقا سلطان، الفتاة الإيرانية، التي تحوّلت رمزاً للاحتجاجات الإيرانية بعد مقتلها، الأمر الذي ظل لغز كبير حيّر الكثيرين، حيث لاحقت الاتهامات ميليشا إيران "الباسيج" والمخابرات الأمريكية، ولا زال اللغز بدون حلّ.

 

من هي ندا آقا سلطان

ندا آقا سلطان، شابة إيرانية، طالبة فلسفة، توفيت وهي في ريعان شبابها في الـ20 من يونيو 2009، في منظر ألم الكثيرين، لتتحوّل الشابة لرمز وأيقونة حركت مشارعر الكثيرين، بعد نشر فيديو مقتلها على شبكة الانترنت، واعتبرت رمزاً للمتظاهرين المطالبين بالديمقراطية والمتصارعين مع النظام الإسلامي في إيران، وكاشف قمع النظام الإيراني.

 

قتلت ندا أثناء تواجدها بالقرب من تظاهرة في محلة "امیر آباد" طهران نتيجة رصاصة أطلقت عليها من مسافة قريبة، أثناء الاحتجاجات التي تلت الانتخابات الرئاسية الإيرانية عام 2009.

 

ظروف مقتل ندا

كانت ندا طالبة الفلسفة بصحبة مدرسها للموسيقى بجوار مسيرة احتجاجية في طهران عندما أطلق عليها النار، وصرح خطيبها لبي بي سي بأنها لم تكن تشارك في الاحتجاجات، بل كانت جالسة في سيارة مع مدرسها للموسيقى، عندما قررت الخروج منها بسبب الحر، فقال: "خرجت لدقائق معدودات فقط ثم تلقت الرصاصة القاتلة".

 

شهادة شهود العيان

قام شهود عيان بتصوير مقطعين فيديو لندا وهي تحتضر وتم رفع المقاطع على مواقع مثل يوتيوب وفيسبوك، صوحبت المقاطع برسالة غير موثقة من آرش حجازي، الطبيب الشاهد على اللحظات الأخيرة في حياة ندا وهي تحتضر، فقال أن عنصرا من عناصر الباسيج قتلها، وانه كان يملك فرصة تصويب مباشرة على ندا لا يمكن إخطاءها إلى انه صوب مباشرة على قلبها.

 

تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة ندا

يبدأ مقطع الفيديو الأول بـ"ندا" وهي تسقط على الأرض، ومازالت بوعيها، وتحاوطها الدماء، وبقربها رجلان يحاولان إنقاذها بوضع أيديهم على أعلى صدرها لوقف النزيف من مكان دخول الرصاصة التي أصابتها، لتظهر وهي تحرك عينيها متابعة حركة المصور ثم تبدأ بالنزيف بغزارة من فمها وأنفها، ليقترب منها رجل ثالث محاولاً فتح فمها، لينتهي المقطع الأول.

 

ويبدأ المقطع الثاني باقتراب المصور من ندا وهي ملقاة على الأرض، تغطي الدماء عينها اليسرى وأغلب وجهها بينما تحدق ندا بدون حراك بعينها اليمنى، ويصرخ المتواجدون حولها بصوت عاليٍ منادين بإسمها، وفي أخر الفيديو يظهر رجل يقول "ندا، لا تخافي. ندا، لا تخافي.... ندا، ابقي معي. ندا، ابقي معي".

 

من قتل ندا آقا سلطان

تقول المعارضة أنها قتلت على يد مليشيات الباسيج، بينما اتهمت الحكومة الإيرانية المخابرات الأمريكية بقتلها.

 

اتهامات للمخابرات الأمريكية بالقتل

لمّح سفير إيران بالمكسيك محمد حسن غديرى بقيام المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) بالترتيب لقتل ندا لتأجيج الاحتجاجات ضد الجمهورية الإسلامية وتشويه صورة النظام الحاكم، واستند في ذلك إلى إظهار التحقيق أن الرصاصة القاتلة لم تكن إيرانية الصنع.

 

كما أبدى استغرابه لوجود كاميرات تصور الأحداث عندما تم إطلاق النار عليها مع أنه لم يكن هناك تجمهر كبير في ذلك المكان علماً بأن ندا لم تكن مشاركة في المظاهرات، كما أشار إلى أن مقتل فتاة كان بالتأكيد سيثير الرأى العام ضد النظام الإيرانى أكثر من مقتل رجل.

 

رد قاطع من شاهد عيان بإدانة النظام الإيراني

وبالرغم من تنصل النظام الإيراني من مقتل ندا، إلا أن رواية الطبيب الشاهد على مقتل الفتاة (آرش حجازي) أثبتت تورطهم، حيث اتهم أحد عناصر ميليشيا الباسيج بالوقوف وراء قتلها، ونفى مقتلها برصاص أحد المتظاهرين أو المخابرات الأمريكية.

 

وصرح حجازي لهيئة الأذاعة البريطانية (بي بي سي) أن شرطة مكافحة الشغب تطلق قنابل مسيلة للدموع على الناس وبدأت الدراجات النارية تهاجم الحشود، مضيفًا: "سمعنا طلقة رصاص كانت ندا واقفة على مسافة متر مني، كنا هناك وفجأة استدرت ورأيت الدم يسيل من صدر ندا، كانت تنظر مصدومة إلى صدرها والدم الذي يسيل منه، هرعنا إليها ومددناها على الطريق وأنحنيت فوقها ورأيت الأصابة بالرصاصة تحت العنق مباشرة والدم يسيل".

 

وتابع: "ظن المتظاهرون في بادئ الأمر أن الرصاصة انطلقت من سطح المجاور للشارع، لكنهم رصدوا بعدها أحد عناصر الباسيج على دراجة نارية فأوقفوه وجردوه من سلاحه، وتابع حجازي قائلاً: كان يصرخ لم أكن اريد قتلها، وقال: أن الناس لم يدروا ماذا يفعلون به، فتركوه يغادر بعدما أخذوا منه أوراق هويته وصوره.