مسئول أمني عراقي : الجماعات الإرهابية هي صنيعة إيران للتمدد عربياً

أخبار محلية

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

قال مسئول أمني عراقي أن الجماعات الإرهابية كداعش والقاعدة وغيرهما، تعد من أبرز الذرائع التي استندت عليها إيران للتمدد في دول عربية، ما يؤكد أنها ساهمت في ظهورها في دول بعينها لكي تعطي شرعية لتدخلها تتمثل في الادعاء بمحاربة الإرهاب.

 

وقال اللواء عبدالمحسن خليل الطائي في حديثه لصحيفة العرب الدولية، أن إيران تعتمد على ورقة الدين والمذهب لاسترجاع مكانتها الإقليمية، وتقدم نفسها بصفتها راعية للطائفة الشيعية في العالم العربي والعالم .. مشيراً إلى أنها استطاعت من خلال ورقة الطائفية التدخل في شؤون المنطقة العربية عبر حروب تخوضها بالوكالة، حيث بات العراق ملاذا للميليشيات الطائفية التي تحتكم لأوامر الساسة الإيرانيين وأجنداتهم التخريبية.

 

وتوقع الطائي وهو مسئول أمني سابق، أن يتحول نفوذ الميليشيات إلى واقع رسمي مواز للنظام العراقي في مرحلة ما بعد داعش .. مؤكداً أن إيران المصدر الأول والراعي الرسمي للإرهاب في العالم باعتراف الولايات المتحدة الأميركية، حيث يتخذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب التصدي للخطر الإيراني أولوية استراتيجية.

 

تحدث اللواء عبدالمحسن خليل الطائي مسؤول أمني عراقي سابق لـ”العرب”عن إشكالية الإرهاب بالعراق والعالم العربي، وذلك لأول مرة منذ احتلال العراق عام 2003، حيث يكشف دوافع هذه الظاهرة دوليا، ومدى توظيف إيران للطائفية والمذهب لتحقيق مساعيها في التوسع بالمنطقة بحروب تخوضها بالوكالة، وباتت بذلك المصدر الأول للإرهاب.

 

والمثير في هذه الجماعات المتشددة أنها تظهر في دول عربية لطهران فيها نفوذ وميليشيات ومطامع. ففي العراق صيف 2014، فوجئ العالم باحتلال داعش لمساحات واسعة في المحافظات ذات الأغلبية السنية.

 

ولا تكتفي إيران بدورها التخريبي القائم على الطائفية في العراق، بل تتمدد سياستها البراغامتية في سوريا ولبنان، كما لا تخفي جموحها في توظيف الطائفة الشيعية لتقسيم العالم العربي وبث الفوضى والدمار.

 

وداعش العراق كداعش سوريا، جاء لخدمة المشروع الإيراني، إذ بات العنوان الأبرز الذي يبرر انتشار ميليشيات إيران بسوريا وتحويل مسار الأزمة من تغيير النظام إلى إغراق البلد في فوضى الإرهاب، ما يتيح لها لعب دور المنقذ الساعي لفرض شروط الحل البديل بالأزمة السورية، وفقاً لكاتب التقرير .

 

وفي اليمن، كان تنظيم القاعدة الذي أثبتت تقارير دولية عن تلقي قادته الدعم الإيراني طيلة السنوات الماضية، وداعش يرفدان ميليشيات الحوثي وصالح المتمردة، ففي المناطق التي تحررها القوات الشرعية بدعم من التحالف العربي توكل إليهما مهمة زعزعة الأمن ونشر الإرهاب.

 

وتوظف إيران ذراعها العسكرية حزب الله ليمارس نفوذها في لبنان ويكون ورقة ضغط سياسية يمرر إملاءاتها ويفرض فيها الوصاية الإيرانية، لكن يرفض اللبنانيون الهيمنة الإيرانية ويسعون للتحرر منها”.

 

ويعتقد عبدالمحسن خليل الطائي أن “الدول العربية ستبقى مسرحا للهجمات الإرهابية لسنوات مقبلة ليست بقصيرة، طالما أن هناك أطرافا دولية كبرى تساند الإرهاب إلى جانب إسرائيل وإيران”.

 

يشير الخبير الأمني العراقي إلى أن “نظرية شد الأطراف في السياسة الخارجية الإسرائيلية هي أحد أعمدة الدولة العبرية، منذ زرعها في الوطن العربي”، موضحا أن “خلاصة هذه النظرية هي تحالف الصهاينة مع الدول الكبرى غير العربية على تخوم الوطن العربي وتأجيج الأقليات في الدول العربية ودعمها لشق سيادتها ومحاولة تجزئتها”.

 

ويضيف الطائي أن “العراق كان ولا يزال الدولة الأولى المستهدفة بهذه الهجمات، فالأطماع الإيرانية التي تغلفت هذه المرة بحماية المذهب وفرض الوصاية على أتباعه في كل مكان تؤجج وتدعم الإرهاب بالعراق”. ويكشف الطائي الذي تخرج من كلية الشرطة العراقية سنة 1959، وتدرج في مناصب العمل الشرطوي والأمني في العراق حتى تسلمه منصبه الأخير، أن “الإرهاب الذي تعاني منه الدول العربية كان مزدوجا عبر كل مرحلة من مراحله”.

 

ويقول “لكي نكون أكثر دقة وواقعية، فإن الإرهاب في صفحته الأولى كان مصدره إيران منذ بداية تصدير الثورة الإسلامية، وفي صفحته الثانية مختلطا، ولكن طهران بقيت المصدر الرئيس له، حيث مازالت لها اليد الطولى في جيشانه ضد الدول العربية، وهذه المرة كان مصدره العصابات الطائفية المتخفية وراء الدين الإسلامي، والدين منها براء، وصولا إلى أعلى قممه المتمثلة في ما يسمى بالدولة الإسلامية المزيفة والمزعومة”.